حذر وزير إسرائيلي مما وصفه "عناق الدب بين بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة ودونالد ترامب الرئيس الأمريكي، لأن الأول ربط مصيره بالأخير، ما سيجعل من إسرائيل نقطة إشكالية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وسيضطر رئيس الحكومة الإسرائيلي القادم أن يضع الملف الأمريكي في صدارة اهتماماته، قبل أن يتحول العداء "الديمقراطي" إلى نبوءة تحقق ذاتها".
وأضاف يوسي بيلين السياسي المخضرم، في مقاله على "المونيتور"، وترجمته "عربي21"، أن "الخطورة القادمة من مجلس الشيوخ الأمريكي تتمثل في صدور تصريحات منددة بإسرائيل من نوابه الديمقراطيين، خاصة من: إلهان عمر، رشيدة طليب، ألكساندريا أوكازي-كورتيز وإيانا فرسلي، وقد فعلت المنظمات اليهودية خيرا بعدم التورط في المعركة التي يخوضها ترامب مع هؤلاء".
وأكد بيلين، الذي شغل مهامّ عديدة بالكنيست والحكومات، كوزارة القضاء، أن "ترامب تجاوز في هجومه على هؤلاء النواب خطوطه الحمراء، حين هاجمهن، واتهمهن بأنهن قادمات من دول فاسدة، وتشكل حكوماتها كارثة للبشرية، ولا تقدر أن تقود دولها، بل طلب منهن العودة إلى بلادهن، والإشكال أن كل هذه المعركة الداخلية في أمريكا وجدت إسرائيل نفسها متورطة فيها لا بفعل عناق الدب الذي يبديه ترامب تجاه نتنياهو".
وأوضح أن "النتيجة تتمثل في أن نتنياهو لو بقي رئيسا للحكومة بعد انتخابات سبتمبر 2019، فإن فرص التقارب الإسرائيلية مع الحزب الديمقراطي الأمريكي ستكون منخفضة جدا، مع أن نتنياهو احتاط لنفسه من عدم الانخراط في التجاذبات الأمريكية الداخلية، سواء حين كان نائب السفير في واشنطن بين عامي 1982-1984، وحين كان سفيرا في الأمم المتحدة بين عامي 1984-1988".
وأشار بيلين، أحد رموز حزب العمل، ورئيس حزب ميرتس، ومن رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين، أنه "حين تولى نتنياهو مناصب وزارية رفيعة المستوى في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، حافظ على هذا الحياد، لكنه اليوم لا يقوم بالفكاك من هذا العناق مع ترامب، ببساطة لأنه لا يستطيع".
ونوه الكاتب إلى أنه "في حال نجح بيني غانتس في الوصول إلى مقعد رئيس الحكومة الإسرائيلية، فإنه سيكون مطالبا بمعالجة الملف الأمريكي كأحد الملفات المشتعلة، ويضعه على جدول اهتماماته، ولعله سيقوم بزيارة عاجلة للولايات المتحدة فور انتخابه كزعيم لإسرائيل".
وأوضح أن "غانتس خلال لقائه الرسمي الأول مع ترامب سيوضح له أن دعمه اللامتناهي لإسرائيل يجب ألا يكون موضع خلاف داخل الأحزاب الأمريكية، لأن ذلك يضر بدولة اليهود".
وأكد أن "ترامب قد لا يتجاوب كليا مع مطالب غانتس، لكنه على الأقل سوف يدرك أنه لا يحظى بتصفيق من كافة الأوساط الإسرائيلية حين يعانقها في كل مرة، ويهاجم الديمقراطيين حين
ينتقدونها".
وختم بالقول إن "كل ذلك يعني أن مهمة رئيس الحكومة الإسرائيلية القادمة في واشنطن ستكون صعبة، من خلال اللقاءات المزمعة مع الزعماء الديمقراطيين، والتوضيح لهم أنه لا يوجد هناك تحالف رسمي بين إسرائيل والإنجيليين، الذين يحملون رؤى دينية حول مصير اليهود".
وأكد أنه "كما لم تكن إسرائيل في السابق جزءا من خلافات اليمين واليسار في الولايات المتحدة، فإنها لن تكون في المستقبل تحت وصاية الحزب الجمهوري".
تقدير: نتنياهو قد يذهب لتصعيد عسكري لإلغاء الانتخابات
مؤتمر إسرائيلي لبحث كيفية مواجهة حماس في غزة
كاتب إسرائيلي: هزيمتنا في معركة واحدة تعني دمار الدولة