كشفت صحيفة إسرائيلية، عن جهود كبيرة تبذلها "إسرائيل" عبر وحدة خاصة، من أجل إخفاء جرائم الحرب التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني عام 1948.
وأوضحت صحيفة "هآرتس"
العبرية في افتتاحيتها الأحد، أن "قيام إسرائيل انطوى على خراب المجتمع
الفلسطيني الذي كان قائما هنا حتى 1948، فمئات آلاف الفلسطينيين أصبحوا لاجئين ودمرت
قرى، وصودرت أراضيهم واستوطن يهود في مكانهم".
ونوهت إلى أن "هذه الأحداث،
التي تسمى منذئذ بالنكبة وتشعل نار النزاع، هي محظور كبير في الوعي الإسرائيلي،
فلا يجري تعليمها في المدارس، ومؤرخون قلائل يبحثون فيها، وذكرها في وسائل الإعلام
يبعث على الفور ردود فعل من الإسكات".
وذكرت الصحيفة أن "توصيفات
جرائم الحرب التي ارتكبها جنود الجيش الإسرائيلي في حرب 1948 مثل إبعاد السكان والسلب
والنهب والقتل والاغتصاب، تكبت في الهوامش ونشرها يعد تشكيكا بالمشروع القومي الإسرائيلي".
وأشارت إلى أن "إسرائيل لا
تكتفي بانغلاق الروح السائدة في المجتمع الإسرائيلي اليهودي بالنسبة لأحداث 1948،
بل تبذل الجهود النشطة لإخفاء الأدلة عن النكبة".
اقرأ أيضا: الاحتلال يقتل الطفولة بغزة.. تشييع صبا أبو عرار (شاهد)
ولفتت "هآرتس" في
تحقيق لملحق لها، إلى أن "نشاط وحدة خاصة في وزارة الأمن الإسرائيلية، يتواصل
منذ نحو عقد، بهدف إخفاء وثائق وشهادات على جرائم حرب إسرائيلية في العام 1948 في
الأرشيفات العامة والخاصة، حتى في حالات سبق للمعلومات عنها أن نشرت".
وأضافت أن "هذه الوحدة التي
من صلاحياتها الرقابة على الماضي مهزوزة وهي موضع خلاف، وهي تتجاهل اعتراض
المؤرخين ومدراء الأرشيفات، المؤيدين لكشف أحداث (منها جرائم الحرب الإسرائيلية)
الماضي مثلما وقعت".
وأكدت أن "الهدف هو الإخفاء
والتشويش على الشهادات وتعزيز الرواية الإسرائيلية الكاذبة، التي تقول: "العرب
هربوا طوعا وبتشجيع من زعمائهم"، مضيفة أنه "هكذا سحب رجال هذه الوحدة الخاصة
وثيقة مفصلة وثقت هجرة المدن والقرى الفلسطينية حتى حزيران 1948، وأظهرت أن معظمها
هجر بسبب أعمال عسكرية يهودية، حتى قبل أعمال الطرد الكبيرة من الرملة واللد والجليل والنقب الشمالي في الأشهر التالية للحرب".
ونوهت إلى أن "حقيقة أن
الوثيقة سبق أن نشرت، لم تردع مزوري التاريخ من وزارة الأمن، ممن يؤمنون بسخافتهم
بأنه بغياب التوثيق، ستنسى النكبة"، موضحة أن "هذه الوحدة تعمل بروح
شعار اليمين الفاشي؛ بأن النكبة كذبة".
وشددت الصحيفة العبرية على أن
"النكبة لن تختفي؛ فهي لا تزال موجودة في المشهد، في أحراش الصبار للقرى
المهجرة، في منازل مزينة بالأقواس في يافا وحيفا، في ذاكرة الفلسطينيين داخل إسرائيل،
وفي المناطق وخلف الحدود"، بحسب تعبيرها.
ورأت أنه "بدلا من الرقابة
وسحب الوثائق، يجدر بنا أن نتعلم ونعلم تاريخ المجتمع الفلسطيني الذي اقتلع من هنا
(حيث أرضه ووطنه)"، زاعمة أن مثل "هذا الاعتراف سيقيم الحوار بين اليهود
والفلسطينيين في الداخل على أسس من الحقيقة بدلا من الأكاذيب الإسرائيلية وسياسية
الإخفاء".
إسرائيل تمحو القوس الذهبي من صورة لقبة الصخرة (شاهد)
قناة إسرائيلية: عباس التقى سرا رئيس الشاباك
جنرال إسرائيلي: الفلسطينيون لن يتنازلوا عن استعادة أراضي 67