ذكرت شخصية سياسية في المعارضة الجزائرية التقت أحمد طالب الإبراهيمي وزير الخارجية سابقا، أن الأخير لا يمانع في قيادة مرحلة انتقالية تخرج البلاد من أزمتها الحالية.
وأوضح لخضر بن خلاف، النائب والقيادي في حزب جبهة العدالة والتنمية، أن الإبراهيمي أبدى استعدادا لخدمة بلده في أواخر سنوات عمره، كما عبّر عن ذلك في لقاء سابق له مع شخصيات منضوية في إطار تكتل فعاليات التغيير لدعي لتنظيم مرحلة انتقالية باستبعاد الوجوه المحسوبة على فترة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وأبرز بن خلاف في تصريح لـ"عربي21"، أن الإبراهيمي يُحبذّ أن لا يكون وحده مشرفا على المرحلة الانتقالية، بل في إطار مجلس رئاسي يضم شخصيات أخرى تكون معه، لكنه أبدى استعدادا إذا اقتضت الأمور أن يتولى لوحده المهمة، في حال وجد دعما من غالبية الجزائريين ومن المؤسسة العسكرية.
وأشار ابن خلاف إلى أن حزبه المنضوي في تكتل فعاليات قوى التغيير، يريد تحقيق المطالب الشعبية التي ترفض إدارة المرحلة الانتقالية من وجوه النظام، وهو لا يشدد على اسم معين لتولي المرحلة الانتقالية، ولكن الإبراهيمي في الفترة الأخيرة برز اسمه كإحدى الشخصيات المطلوبة شعبيا، ما يجعل إمكانية الرهان عليه واردة.
اقرأ أيضا: الجيش الجزائري يهاجم الأحزاب ويعلن زهده في الحكم (صورة)
وفي المسيرات الأخيرة للطلبة يوم الثلاثاء، ظهرت لافتات كبيرة ترفع شعارات مؤيدة لاختيار الإبراهيمي كمشرف على المرحلة الانتقالية، كما تم ترديد اسم وزير الخارجية زمن الرئيس الشاذلي بن جديد، في مسيرات الجمعة، مما رفع أسهمه شعبيا وجعله في صدارة من بإمكانهم القيام بهذه المهمة.
الأيديولوجيا والسن
لكن الإلحاح على الإبراهيمي في الفترة الأخيرة، أثار بالمقابل تحفظات من أحزاب وصحف لا تتفق بالضرورة مع توجهاته الأيديولوجية، مما يجعل الرجل لا يحظى تماما بالإجماع.
وذكرت صحيفة ليبرتي الناطقة بالفرنسية، أن هناك توجها لفرض الإبراهيمي كمطلب شعبي في المسيرات، في حين أن الرجل لم يعلن مساندته للحراك الشعبي على غرار ما فعلته المجاهدة جميلة بوحيرد والحقوقي علي يحيى عبد النور اللذان لم يمنعهما سنهما المتقدم مثل الإبراهيمي في الخروج إلى الشارع أو توجيه كلمات للشعب.
وأبرزت الصحيفة أن الإبراهيمي معروف بقربه من الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي تم حلها في التسعينات، حتى أن الرئيس السابق لم يمنحه اعتماد حزبه "حركة وفاء" لهذا السبب.
ويتحفظ الرجل الذي يبلغ من العمر 87 سنة على التواصل مع وسائل الإعلام منذ فترة طويلة كما أنه يعزف عن حضور الدعوات العامة، في حين بات يُلاحظ في الآونة الأخيرة، حركة كثيفة أمام بيت الرجل الذي يقع في حي راق بالعاصمة الجزائرية قبالة السفارة الفرنسية وبمحاذاة السفارة المصرية.
ويقول عثمان معزوز النائب والقيادي في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بأن اختيار الإبراهيمي لقيادة المرحلة الانتقالية هو إحدى مناورات النظام لحرف الأنظار عن المطالب الشعبية الحقيقية وإطفاء جذوة الحراك الشعبي الذي يريد تغييرا جذريا للنظام المرفوضة من الشعب الجزائري.
وأبرز معزوز في تصريح لـ"عربي21" أن رفض الإبراهيمي يعود إلى كونه أحد وجوه النظام رغم انقطاعه في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن هذا الرجل كان خادما مطيعا للنظام زمن الرئيس الهواري بومدين والشاذلي بن جديد وعمل مع عبد العزيز بوتفليقة الذي كان وزيرا آنذاك.
وأضاف القيادي حجج رفض الإبراهيمي سنه المتقدمة، في حين يقول إنه حان الوقت لتشبيب القادة السياسيين للجزائر والخروج من حكم العواجيز الذين دائما يتم استدعاؤهم لإنقاذ النظام.
موقف قيادة الجيش
ويعتقد المحلل السياسي مروان الوناس، بأن الإبراهيمي لا يمكنه أن يكون رجل إجماع لقيادة مرحلة انتقالية حرجة، تضع البلاد على سكة الديمقراطية.
اقرأ أيضا: طلبة الجزائر العاصمة يحتجون رفضا "للعدالة الانتقائية"(شاهد)
وذكر الوناس في تصريح لـ"عربي21"، أن هناك اعتراضات أيديولوجية على الرجل، يمكن أن تؤدي إلى تقسيم المجتمع في حال تقديمه لقيادة المرحلة الانتقالية.
ويتابع بأن الذين يعترضون عليه يعتقدون أنه كان مرشحا للإسلاميين عندما اشتدت الأزمة السياسية في بداية التسعينات، واقترحته الجبهة الإسلامية للإنقاذ كحل وسط في صراعها مع النظام.
ويرى الوناس أن حظوظ الإبراهيمي للقيام بهذه المهمة ضعيفة، ليس فقط للانقسام الحاصل حوله، ولكن أيضا لأن المؤسسة العسكرية الحاكم الفعلي للبلاد، ترفض تماما كما عبرت عنه في افتتاحية مجلة الجيش لسان حالها، فكرة المرحلة الانتقالية وتؤكد تمسكها بالشخصيات التي يفرضها المسار الدستوري.
الجيش الجزائري يهاجم الأحزاب ويعلن زهده في الحكم (صورة)
الجزائر.. أمر بإيداع قائدي أهم منطقتين عسكريتين سابقا السجن
مؤسس حزب جزائري معارض يدعو قائد الجيش للتنحي والانسحاب