قال كاتب إسرائيلي إن "أياما قليلة تفصلنا عن الانتخابات الإسرائيلية، يتوقع أن تشهد أحداثا أمنية وعسكرية مفاجئة، كما حصل في انتخابات سابقة، مما قد يترك آثاره على نتائج الانتخابات في يوم ذهاب الإسرائيليين لصناديق الاقتراع".
وأضاف نداف شرغاي في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "تاريخ الانتخابات الإسرائيلية يسجل تكرار ما تشهده اللحظات الأخيرة قبيل التصويت، وأدت في النهاية لنتائج مخالفة لكل التوقعات، لأن التهديدات التي تجد إسرائيل فيها نفسها، أنتجت أحداثا تحصل عشية الذهاب للاقتراع في العقود الأخيرة، بأحداث أمنية ميدانية، تترك نتائجها على مزاج الناخب الإسرائيلي في اللحظات الأخيرة".
وأكد أنه من "المرات المشهودة التي وقعت فيها أحداث أمنية قبل الذهاب لصناديق الاقتراع حصلت في انتخابات الكنيست لعام 1981، حين تنافس مناحيم بيغن زعيم حزب الليكود على رئاسة الحكومة، وقبل ثلاثة أسابيع من افتتاح صناديق الاقتراع، دمرت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي المفاعل النووي العراقي، وحصل بيغن على دعم الرأي العام الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "ردود الفعل الدولية المنددة بالعملية الإسرائيلية قدمت المزيد من الدعم لليكود وزعيمه بيغن، وآمن كثير من الإسرائيليين أن رئيس حكومتهم لم يقرر العملية لحسابات انتخابية، وإنما لوجود خطر حقيقي على إسرائيل، وكان توقيته دقيقا في اتخاذ قرار العملية".
وأوضح أن "الأمر تكرر أواخر 1988 قبل يومين من انتخابات الكنيست، حين قتل ثلاثة إسرائيليين في عملية إلقاء قنابل حارقة على حافلة تقلهم، بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الأولى التي انطلقت قبل عشرة أشهر فقط من هذا التاريخ، حيث كان إسحق رابين زعيم حزب العمل وزيرا للحرب آنذاك، ومسؤولية الوضع الأمني ملقاة عليه، مما منح الليكود أفضلية بفارق مقعد واحد 39:40، ونجح إسحق شامير بتشكيل حكومة جديدة".
وأكد أنه "بعد أربع سنوات في العام 1992 خسر شامير الانتخابات على خلفية حدث أمني مشابه تمثل بقتل إسرائيلية قبل شهر فقط من يوم الانتخابات، مما دفع آلاف الإسرائيليين للخروج بمظاهرات غاضبة في مدينة بيت يام، وتزامنت العلية مع وصول الانتفاضة الأولى إلى ذروتها، وتمثلت باندلاع ظاهرة عمليات الطعن التي حصدت أرواح عدد من الإسرائيليين".
وأضاف أن "هذه الأحداث الأمنية تزامنت مع ذهاب شامير مجبرا لمؤتمر مدريد للسلام مع الفلسطينيين بضغط من الولايات المتحدة، وسياسة ضبط النفس التي أبداها تجاه خلال حرب الخليج الأولى 1991 حين قصف العراق تل أبيب بعدد من الصواريخ".
وأشار أن "الأمر تكرر عام 1996 بعد نصف عام فقط على اغتيال رابين، حيث فاز بنيامين نتنياهو على شمعون بيرس بعكس كل التوقعات، مع أن نجاح زعيم حزب العمل كان مضمونا حينها، وتفوق على نتنياهو في جميع استطلاعات الرأي بفوارق كبيرة، وحظي بدعم دولي واسع".
وأوضح أن "نتنياهو عرف كيف يفوز حين قرر بيريس في يناير 1996 اغتيال يحيى عياش كبير مطلوبي حماس في غزة، المسؤول عن قتل مائة من الإسرائيليين، لكن الفرحة بالاغتيال كانت قصيرة، ولم تمتد طويلا، لأن حماس سارعت للانتقام له، وردت بهجمات استشهادية قاسية قتلت 60 إسرائيليا وأصابت المئات، كما تورط بيريس في الجبهة الشمالية مع حزب الله بتنفيذ عملية عناقيد الغضب، التي تخللها مجزرة قانا".
وأضاف أن "هذه الأحداث الأمنية أسفرت عن خسارة مدوية لبيريس في الانتخابات بنسبة ضئيلة جدا، 49.5 مقابل 50.5، وهذه الأحداث هي ما تدفع نتنياهو حاليا للامتناع عن أي عملية عسكرية كبيرة، سواء في عزة أو لبنان قبل الانتخابات".
ينتقل الكاتب إلى العام 2008 حين "بادر إيهود أولمرت لحرب الرصاص المصبوب ضد حماس في غزة، ورغم أن الجمهور الإسرائيلي دعم الحرب في البداية، لكن حين اتضح له لاحقا أن حماس ما زالت تسيطر على القطاع بعد فشل الجيش في اغتيال قادتها، والإطاحة بها، جاءت نتيجة الانتخابات بفارق صوت واحد فقط، دفعت رئيس الدولة بيريس لتكليف نتنياهو لتشكيل الحكومة بدلا من تسيفي ليفني".
وختم بالقول بأن "انتخابات 2013 أعادت غزة من جديد لتؤثر في الانتخابات، حيث سبق يوم الاقتراع ذهاب نتنياهو لحرب عمود السحاب التي بدأت باغتيال أحمد الجعبري قائد حماس العسكري، وإطلاق صواريخ على تل أبيب، ورغم نجاح الليكود في الانتخابات، لكنه مني بضعف كبير بتراجع مقاعده من 42 إلى 31".
ماذا يريد نتنياهو من الفلسطينيين؟.. خبير إسرائيلي يوضح
مستشرق إسرائيلي يطرح خيارات للتعامل مع حماس في غزة
جنرال إسرائيلي يقدم خارطة طريق عسكرية للتعامل مع حماس