أرجع القيادي في حركة أحرار الشام، خالد عبد
الولي (أبو أنس) ضعف الحركة وانحسار نفوذها عن كثير من مناطق الشمال السوري لصالح
هيئة تحرير الشام إلى عدة عوامل أبرزها "مقتل قادتها وفقدان رموزها، وخلافات
مجلس الشورى والانشقاقات داخل صفوفها، ثم بغي الهيئة عليها، وقد حاولت قيادة
الحركة أن تستدرك ذلك إلا أنها ترددت وتأخرت فلم تكن المدة كافية للصمود أمام
الهيئة".
وقال أبو أنس في مقابلة خص بها
"عربي21" بعد امتناعه عن الظهور الإعلامي من قبل "إن لحركة أحرار
الشام هوية خاصة بها، فهي ليست قاعدة، فجهادها محلي مستقل وثورتها شعبية، وهي ليست
إخوانا، لأنها لا تتبنى العمل الديمقراطي في محاربة الاستبداد، وتحقيق الغايات،
وحاولت استيعاب أكثر شرائح المجتمع وإن خالفتها في بعض القضايا، فتبنت شعار ثورة
شعب لتجاوز حالة النخبوية لدى الفصائل الإسلامية".
وأضاف "لم تكن الحركة على مستوى عال من
التجانس الفكري"، لافتا إلى أن الحركة مرت بمراحل ثلاث: مرحلة الكتائب، ومرحلة الحركة، ومرحلة ما بعد مقتل القادة".
ووصف طبيعة الخلافات داخل الحركة بعد مقتل
مؤسسها حسان عبود ورفاقه، بأنها لا تعدو "أن تكون خلافات شخصية، وحرصا على
المناصب والسيطرة على مفاصل القرار في الحركة، وليست خلافات منهجية كما يشاع
ويُقال".
ورأى في قراءاته لمستقبل الحركة أنه
"سيكون من خلال وجودها الاجتماعي والسياسي، ومساهمتها الفعّالة في هذا الصدد
والعمل جار على ذلك، وانخراط قوتها العسكرية في مؤسسة وطنية رسمية وهذا يُعمل عليه
منذ سنتين ونيّف".
ونفى القيادي البارز في الحركة "صحة ما
قيل عن حل الحركة لنفسها في الغاب وجبل شحشبو" مؤكدا عدم إصدار الحركة لأي
بيان تعلن فيه حل نفسها في تلك المنطقة.
وتطرق الحوار مع القيادي (خالد أبو أنس) إلى
قضايا هامة وحساسة، كطبيعة علاقة الحركة بسائر الفصائل الأخرى الجهادية منها
والوطنية، وأبرز الأصول والرؤى المؤسسة للحركة، ومصادر تمويل الحركة وطبيعة
علاقاتها مع الدول الإقليمية المؤثرة في الملف السوري، وحقيقة الخلافات داخل
صفوفها بعد مقتل قادتها، وقراءاته لمستقبل الحركة في ظل صراعاتها المفتوحة مع هيئة
تحرير الشام.
وفيما يلي نص الحوار كاملا:
** بداية ما هو سبب غيابك عن الساحة منذ ما يقارب سنتين؟
أنا بعيد عن الساحة من فترة طويلة تجاوزت
السنتين، وبعيد عن أي منصب، ومستقيل من الشورى لأسباب صحية استدعت العلاج بعيدا عن
التوتر والضغوطات، وإن شاء الله تكون العودة قريبة.
**ما هي أبرز الأصول والرؤى المؤسسة لحركة أحرار الشام؟ وكيف تناقش من يقول "إن هوية الحركة كانت ضائعة بين أيدولوجية السلفية الجهادية وأيدولوجية المقاومة الوطنية منذ تأسيسها"؟
عانت الحركة كتجربة عملية خلال سنوات الثورة
الثمانية من ضياع في كيفية موازنة طرفي معادلة الهوية ما بين النظرية والتطبيق في
الحالة السورية بشكل كبير، ولذلك كنا نرى عدم كتابة أي شيء عن أدبيات ورؤى الحركة
وأصولها وهويتها في بداية الثورة عدا الميثاق وبعض التصريحات والكلمات والمقالات
والكتابات المضيئة من قبل نخب وقادة الحركة لا يوجد حتى الآن شيء مكتوب، وقد تحدث
عن ذلك الشيخ حسان عبود "أبو عبد الله الحموي" في الفيديو الشهير الذي تحدث
فيه (لماذا نحن لسنا إخوانا مسلمين ولا قاعدة ولا حزب تحرير).
وهذا القدر من الارتباك هو قدر لا تكاد تنفك
عنه الجماعات الناشئة التي تبحث عن كيفية نقل النظرية إلى التطبيق. وقد نجحت
الحركة في تشكيل جماعة بقيت حتى اليوم برغم كل التحديات والمعوقات والاستهدافات
التي تعرضت لها، وتمكنت من تحديد أبرز الملامح الأساسية لهويتها.
أما أبرز الأصول والرؤى المؤسسة للحركة فهي
واضحة في ميثاق الحركة وهو موجود على موقع الحركة الرسمي. كما لا أنسى هنا أن
أذكّر بكثير من الكتابات والإصدارات التي نشرت رسميا باسم الحركة أو على لسان
قادتها، من ذلك أعداد مجلة ربيع الشام وغيرها.
باختصار: كل من انتسب للحركة يعلم أن للحركة
هوية خاصة بها، استفادت من أدبيات وطروحات الجماعات الأخرى، فهي ليست قاعدة
(فجهادها محلي مستقل وثورتها شعبية، كما أنها ليست إخوانا (فلا تتبنى العمل
الديمقراطي في محاربة الاستبداد وتحقيق الغايات ) كما حصل في مصر مثلا وغيرها وضمت
الحركة إلى صفوفها الكثير من (جماعة الدعوة و التبليغ) وكان لهم دور كبير في تعزيز
الجانب الإيماني والتربوي فيها، وحاولت الحركة استيعاب أكثر شرائح المجتمع وإن
خالفتها في بعض القضايا فتبنت شعار ثورة شعب لتجاوز حالة النخبوية لدى الفصائل
الإسلامية، ومن وجهة نظري فإن وجود جماعات الغلو ساهم في تقييد الحركة وعدم
مسايرتها للتطلعات الثورية بسبب المزاودات التي أعاقت تطور الحركة في مراحل كثيرة.
**هل كانت الحركة متجانسة فكريا منذ بدايات تأسيسها أم ثمة اتجاهات ورؤى مختلفة داخلها منذ بداياتها الأولى؟
في الحقيقة لم تكن الحركة على مستوى عال من
التجانس الفكري وقد أشرنا إلى ذلك في الجواب عن السؤال السابق وأعود للتأكيد هنا
مرة أخرى بأن الجماعات الناشئة لابد أن يحصل لديها اضطرابات وتباينات أثناء وضع
الأطر الفكرية في بدايات التأسيس، ومن طالع تجارب الحركات والجماعات والأحزاب وجد
أنها قامت بتعديلات في السنوات الأولى من بدايات التأسيس وهذا أمر طبيعي، نذكر على
سبيل المثال المؤتمر التأسيسي الخامس للإخوان المسلمين، إلا أنه في المجمل هناك
اتفاق على أكثر الخطوط العامة داخل الحركة.
طبعا لا بد من الإشارة لدور الخلفيات الثقافية
لدى أبناء الحركة في صنع وتشكيل الآراء، إضافة لوجود مساحة كبيرة من الحرية
والتعبير عن الرأي داخل الحركة مما يخيل للناظر أنها مختلفة اختلاف تضاد لا اختلاف
تنوع.
**ما هي طبيعة علاقة الحركة مع الفصائل السورية المسلحة المختلفة سواء المحسوبة منها على السلفية الجهادية أو الإسلامية الوطنية؟
حرصت أحرار الشام على الجهاد مع كل من يقاتل
نظام بشار، ولم تضع لذلك أية شروط أيديولوجية ولا سلوكية، وعلى صعيد الإدارة
والتنظيم في الشؤون العامة كانت أقرب للجيش الحر، حيث شكلت معهم الهيئة الشرعية
لإدارة المحرر، ورفضت أن تكون ضمن المحاكم المحسوبة على السلفية الجهادية، فوقفت
ضد محاكم تنظيم الدولة ورفضت المشاركة في دور القضاء التابعة لجبهة النصرة، وأما
في الجوانب السياسية فالواقع يشهد بأن أحرار الشام ترى نفسها جزءا من الثورة.
**ما هي مصادر تمويل ودعم الحركة؟ وهل للحركة علاقات وثيقة بدول إقليمية قدمت لها الدعم والتمويل بصفة منتظمة؟
هذا السؤال أجاب عليه قائد أحرار الشام في وقت
مبكر وبيّن أن معظم مصادر الدعم كان من الغنائم ومن بعض الداعمين، ومع دخول
الميليشيات الطائفية وروسيا في القتال إلى جانب نظام بشار قامت بعض الدول الصديقة
للثورة السورية بتقديم بعض المساعدات لمعظم الفصائل والهيئات العاملة ونحن منهم.
**هل تكشفت معلومات جديدة حول حادثة مقتل مؤسس الجماعة حسان عبود وقيادات الصف الأول أم أن الغموض ما زال يلفها؟
ما توصلنا إليه هو أن هناك جهات خارجية وراء
هذه العملية ولكن الذراع المنفذة لها داخليا ما تزال مجهولة، فهناك جهات عديدة لها
مصلحة في القضاء على الحركة، وهنا لابد أن أشير إلى تقصير تتحمله قيادات الحركة
المتتالية في الاهتمام بهذه الحادثة وإظهار ما توصلوا إليه على العلن.
**كيف انعكس اغتيال عبود ورفاقه على الحركة؟ وهل كانت حادثة الاغتيال بداية تخلخل صفوف الحركة وتفكك وحدتها؟
تعرضت الحركة لهزّة عنيفة لو تعرضت لها غيرها
لانتهت، ومع ذلك استطاعت الحركة تجاوز هذا المصاب الكبير بوقت قصير قياسا بمستوى
الحدث، فازدادت قوتها وتماسكت إداريا بشكل غير مسبوق وكان لأبناء الحركة الدور
الكبير في ذلك حيث أظهروا وفاء نادرا وانتماء كبيرا لها وساعد التعاطف الكبير مع
الحركة في دفع أبنائها على العطاء ومضاعفة العمل.
**ما هي طبيعة الخلافات التي حدثت بعد اغتيال عبود ورفاقه؟ وما مدى دقة ما يقال عن ظهور جناحين مختلفين داخل الحركة أحدهما يتبع السلفية الجهادية والآخر يمكن تصنيفه على السلفية الوطنية؟
بداية مصطلح السلفية الوطنية لم أسمع به من قبل
فلا يمكن الحديث عنه، و يمكننا أن نقول هنا أن أحرار الشام مرت بمراحل ثلاث:
1. مرحلة الكتائب
2. مرحلة الحركة
3. مرحلة ما بعد مقتل القادة
والخلافات ظهرت بعد مقتل القادة رحمهم الله
تعالى، لا بمعنى نشوء تيارات داخل الحركة ولكن بمعنى ظهور لوبيات وجماعات ضغط تبحث
عن السلطة والنفوذ وكان ذلك من قبل شخصيات معدودة جلّها ليسوا من الرعيل الأول.
وكانت تتمحور الخلافات حول عدة قضايا:
1ـ الموقف من الاستحقاق الوطني للثورة.
2ـ الاختناقات الفكرية التي كانت تعاني منها تلك الشخصيات و التي تجلت
في صورة (التخوين التشكيك التلاعب) ولما فشلت في تحقيق غايتها خرجت مع بضعة
مئات وشكلت فصيلا جديدا متذرعة بانحرافات منهجية واستطاعت التأثير في بعض الكتائب
والأفراد بسبب الكذب والتدليس، ليعود هؤلاء ويفعلوا أكثر مما كانوا يعتبرونه
انحرافا فلم يكتفوا بممارسة العمل السياسي بل اختاروا ممثلا سياسيا لهم من غير
فصيلهم وهو فصيل معروف بالانفتاح السياسي كما أن علاقتهم مع الدول غير مخفية
ودعمهم الخارجي مستمر ومعلوم، ومقرهم في الخارج موجود.
3ـ تعطيل أي تحرك باتجاه إنضاج العمل السياسي للحركة وبناء شراكة
سياسية مع بقية مكونات الثورة السورية.
4ـ تأخير مسيرة التمايز عن التيارات الإسلامية المتشددة التي كانت قيادة الحركة تغذّ السير للانتهاء
منها في حينه.
وهنا لا بد أن أشير إلى أن السبب الأهم في وجود
تلك الخلافات ثم الانشقاقات هو الاختراق الذي حصل في الشورى، فدخل للشورى من كان
غريبا عليها ولا تنطبق عليه شروط العضوية، ومنهم من كان منشقا عن الحركة أصلا
بدعوى انحرافها بل منهم من لم يكن في صفوفها، ولا شك أن ذلك من الأخطاء الكبيرة
التي سكتنا عنها منذ البداية - وأنا على
رأس ذلك - ولكن ظرف الحركة بعد مقتل قادتها جعلنا نصمت وجعل هؤلاء يتحكمون بالقرار.
وبشكل مختصر نقول: إن حقيقة الخلافات المنهجية
المزعومة ما هي إلا خلافات شخصية وحرص على المناصب والسيطرة على مفاصل القرار.
**ما هي أسباب تراجع قوة وحضور حركة أحرار الشام وانحسار نفوذها في كثير من مناطق الشمال المحرر لصالح هيئة تحرير الشام؟
هناك عدة عوامل:
أهمها أربعة زلازل تعرضت لها الحركة أدت إلى إضعافها، ابتداء من مقتل قادتها
وفقدان رموزها إلى خلافات الشورى والانشقاقات ثم بغي الهيئة عليها، وقد حاولت
قيادة الحركة أن تستدرك ذلك إلا أنها ترددت وتأخرت فلم تكن المدة كافية للصمود
أمام الهيئة.
ولم تستطع
الحركة مواجهة الخطاب العدواني لهيئة تحرير الشام بالقدر الكافي، فلا وجود لديها
لخطاب تخويني يستحل دم وعرض المخالف، فكان الحرص دوما على ألا ندخل معركة صفرية مع
الهيئة لكونهم مسلمين وشركاء في خندق واحد، في حين أن الطرف المخالف كان يتعامل
بالعكس تماما فأدى إلى ضعف الأداء في مقابل الهيئة.
**هناك من يرجع تفكك الحركة داخليا وضعف قوتها وحضورها إلى أداء مجلس الشورى الذي يصفه نشطاء بالمتصلب، الذي لا يعترف بالأخطاء ولا يعتذر عنها، وغاية ما يهمه التشبث بالمناصب والمكاسب، فكيف ترد على ذلك؟
لقد أشرت إلى هذا في جواب سابق يؤكد ما جاء في
سؤالك، ولكن الشورى عادت إلى دورها الفعال بعد انتهاء الأزمة.
أما الشورى أصلا
فقد كانت مهامها تنحصر في القرارات المصيرية فقط التي تتعلق في (تعيين قائد الحركة
وعزله - تحالفات الحركة واندماجاتها حل الحركة لنفسها قرار السلم والحرب
والقرارات التي تؤثر على ذلك وهي نادرة وتكون عادة مصيرية على مستوى سورية والبلد
عامة).
أما الأخطاء فنعم حصلت أخطاء كثيرة سبق الجواب
عن بعضها سابقا، إلا أن أكثر ما كانت تعاني منه مؤسسة الشورى هو "البطء في
اتخاذ القرارات" و"غياب التخطيط الاستراتيجي الميداني للجماعة"
والمقصود بالميداني ليس العسكري بمعنى العمليات ضد النظام، بل بمعنى ترسيخ الحركة
في خارطة سورية الاجتماعية والسياسية.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن مؤسسة الشورى في
حركة أحرار الشام هي من المؤسسات المتقدمة والمتميزة عل مستوى الجماعات كلها رغم
أخطائها وكانت تمثل قمة الهرم و بفضلها حافظت الجماعة على وجودها واستطاعت محاسبة
القائد ثم عزله ووقفت أمام من أرادها مختزلة بشخص القائد ورفضت أي نهج استبدادي
يمارسه القائد، ومن العجيب أن نرى التضخيم في مشاكلها وتحميلها كل إخفاق والعمل
على هدمها وأؤكد أن حالة الاستعصاء والنزاع داخل الشورى كانت محدودة بفترة زمنية
انتهت تماما بخروج الفريق المعطل منها، كما أن معظم أعضاء الشورى الآن هم من الوجوه
الجديدة والشابة.
**كيف تقرأ مستقبل الحركة بعد خسارتها لكثير من مناطق نفوذها في إدلب وأرياف حماة وحلب، وبعد حل نفسها في منطقة الغاب وجبل شحشبو بريف حماة الغربي في 9/1/2019؟ وهل باتت الحركة خاضعة تماما لهيئة تحرير الشام أم أنها ستلعب دورا آخر بالتنسيق والتعاون مع الأتراك؟
مستقبل الحركة سيكون من خلال وجودها الاجتماعي
والسياسي ومساهمتها الفعّالة في هذا الصدد والعمل جارٍ على ذلك، وانخراط قوّتها
العسكرية في مؤسسة وطنية رسمية وهذا يُعمل عليه منذ سنتين ونيّف، ولا صحّة لما قيل
عن حل الحركة لنفسها في الغاب وجبل شحشبو، ولم ينزل أي بيان لحل الحركة لنفسها في
تلك المنطقة، والاتفاق الذي نُشر كان محليا، ولم يصدر رسميا ثم جرى اتفاق بعد ذلك على بقاء الأحرار بالغاب مع وجود مقر،
وأبناء الغاب يتبعون لأحرار الشام ولا يمكن تفكيكهم.
وكما استطاعت أحرار الشام أن تنهض أقوى بعد عدة
هزات فهي قادرة أن تعود من جديد لما تملكه من كوادر متميزة على مستوى الساحة وعلى
قيادة الحركة العمل على تفعيل هذه الكوادر المعطلة أو التي تسببت في إبعادها عن
المشهد نتيجة السياسات القديمة.
وقد تعرضت الحركة سابقا في الغوطة إلى مؤامرة
حيث صدر قرار بحل الحركة هناك ومصادرة مقراتها وسلاحها، ثم استطاعت أن تعود أقوى
مما كانت عليه وبسرعة كبيرة لتقود أقوى معركة في حرستا.
وبعد مقتل قادتها ظن الكثيرون أن الحركة انتهت
ثم عادت بشكل سريع ولافت، ومرت أزمة الانقلاب والانشقاقات واستعادت عافيتها، وتلقت
الحركة ضربة كبيرة ومؤثرة تعتبر الأقسى بعد بغي الهيئة الأول عليها حيث انحسر
وجودها في منطقتين، ثم ما لبثت أن استردت عافيتها لتبسط سيطرتها على أكثر من منطقة
وتدخل مناطق جديدة وتشارك بعملية غصن الزيتون بقوة وكان لها الدور الأكبر في كسر
الهيئة لأول مرة بمشاركة الزنكي والصقور في اقتتال دام شهرين وشكلت جبهة تحرير
سوريا مع الزنكي ثم دخلت في الجبهة الوطنية، وكما استطاعت الحركة النهوض والعودة
بقوة سابقا، فهي قادرة إن شاء الله أن تعود ثانية بشكل يليق بها وبتضحياتها و
المأمول منها رغم كل الظروف القاهرة التي عصفت فيها والتي تمر بها، وهذا مرتبط
بوجود القائد القوي الذي يتجاوز قيود الماضي المصطنعة، ويبرز الرموز الواعدة
ويستفيد من الخبرات الموجودة ويبتعد عن الإقصاء والتهميش تحت أي ذريعة والله
الموفق.
طعمة لـ"عربي21": وقعت أخطاء والديموقراطية لم تترسخ بعد (شاهد)
طعمة لـ"عربي21": سببان ساعدا على تقدم الأسد ميدانيا (شاهد)