دعا سياسي مصري، المعارضة المصرية وشباب الثورة، إلى التجمهر أمام سفارت الدول الكبرى بالقاهرة، في إطار حملة أطلق عليها "#عايزين_نعيش" لمواجهة التعديلات الدستورية المنظورة أمام البرلمان والتي تتخوف منها المعارضة على مستقبل البلاد السياسي.
القيادي بحزب غد الثورة عز النجار، رصد عبر صفحته بـ"فيسبوك"، معظم الحلول الممكنة لوقف تلك التعديلات، موضحا أن مقاطعة الاستفتاء الشعبي المقرر حول التعديلات الدستورية أو التصويت به لن يفيد، كما أن الحراك الثوري ستكون نتيجته البطش بمن يخرج للشارع.
وأكد أن الحل لمنع التعديلات الدستورية هو خروج الناس بالملايين للاعتراض وهو ما لن يحدث بسبب "عدم وجود قياده لها قبول جماهيري تدعوهم و توجههم، إلى جانب القبضة الأمنية القادرة على إجهاض أي عمل عشوائي مهما كان حجمه".
وقال إن الحل الأمثل هو حملة "#عايزين_نعيش"، مبينا أنها باختصار دعوة للناس للتوجه بكل سلمية أمام سفارات الدول الرئيسية الداعمة لرئيس سلطة الانقلاب عبدالفتاح السيسي، مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا ومطالبتهم بفتح باب الهجرة للمصريين دون شرط أو قيد.
اقرأ أيضا: عمرو موسى معلقا على التعديلات الدستورية: "يلفها الغموض"
وأوضح أن الفكره تؤكد للمجتمع الدولي "إننا شعب مسالم ونعرف دعمكم للنظام الديكتاتوري الحاكم، ونريد أن نعيش في بلادكم مثل شعوبكم ونتمتع بالحقوق الآدمية التي يقرها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان".
ويعتقد النجار أن الحل الأمثل هو مخاطبة المجتمع الدولي والدول الداعمة بشكل مختلف وجديد ويحرجهم أمام شعوبهم، بإطلاق حملة "#عايزين_نعيش"، مؤكدا أنها قد تفزع دول أوروبا من لجوء ملايين المصريين إليها في تجربة أبشع من الحالة السورية.
"ما حك وجعك مثل شعبك"
وفي تعليقه قال الكاتب الصحفي المعارض، حسن حسين، "لست ضد كل المبادرات مهما كانت ساذجة وسطحية، لكن في كل الأحوال تبقى بلا جدوى حقيقية، فاللجوء للمجتمع الدولي لن يجدي، لأسباب كثيرة، أوجزت بعضها تلك المبادرة".
حسين، أكد لـ"عربي21"، أن "الحل لابد أن يبدأ داخليا بسواعد الشعب أولا، وبقيادة حركة وطنية جديدة، ذات مصداقية، تستطيع أن تحشد وتحرض وتقود الجماهير في حراك شعبي سلمي ضخم لتغيير الأوضاع".
وعلق على حديث البعض عن إحتمال نجاح المبادرة بإثارة الرأي العام العالمي وخاصة أن فاعلياتها تتم أمام السفارات الكبرى؛ بقوله: على الإطلاق "ما حك وجعك مثل شعبك"، موضحا أن "ما عدا ذلك مجرد محاولات تستحق الشكر، ولكن لا يمكن أن يكتب لها النجاح".
خارج الصندوق
وعلى الجانب الآخر، قالت الناشطة السياسية منى إبراهيم: "أراها فكرة شديدة الذكاء وخارج الصندوق، وطبقا لمبدأ أن ينقلب السحر على الساحر، تتوجه الجموع الرافضة للتعديلات الدستورية إلى سفارات الدول الداعمة لنظام السيسي، والتي تعمل على تثبيت دعائم حكمه".
المعارضة المصرية أكدت لـ"عربي21"، أن "الهجرة تمثل رعبا لدول الاتحاد الأوروبي، بل إن السيسي، قدم لهم وعدا ووقف يتباهى بوقف تصدير الهجرة غير الشرعية عبورا من الأراضى المصرية إليهم، ووعدهم بألا تخرج مركب واحدة محملة براغبي الهجرة كما كان".
اقرأ أيضا: ما علاقة "فتيات خالد يوسف" بالتعديلات الدستوربة في مصر؟
وتعتقد إبراهيم، أن "أهم ما بالمبادرة أنها ستوجه إنذارا وتهديدا مباشرا للعالم أن مصر ليست في استقرار، وأن السيسي فشل بتوحيد أطياف الشعب تحت راية الوحدة الوطنية؛ وأن نهج محاربة كل صوت معارض والتنكيل بهم وبالنشطاء وحملات الاعتقالات العشوائية والإعدامات المتتالية ليست الطريق الذى سيؤمن للعالم استقرار المنطقة بل ستظل بحالة غليان ومن الطبيعى أن تنقلب عليهم بالنهاية".
وأوضحت الكاتبة المصرية أن تطبيق مبادرة "#عايزين_نعيش"، "سيواجه كثيرا من المعوقات بل أكاد أقول إن تطبيقها شبه مستحيل، لعدة أسباب، أولها: نجاح النظام في تشتيت قوى المعارضة فلا هم يدعمون أحدا ولا يتوحدون خلف أي مبادرة".
وأضافت: "وثانيا: نجاح النظام في بث الرعب بنفوس المواطنين وهذا ما تتبعه الأنظمة الديكتاتورية"، متسائلة "من يجرؤ على التوجه لسفارة دولة داخل مصر؟".
وترى الناشطة المصرية أنه "وثالثا: فالمبادرة تحتاج لدعم إعلامى وانتشار وحشد الجموع؛ والوقت ليس في صالحنا لأن المواطن العادي اعتاد على أفكار تقليدية أما مبادرة عز النجار، ربما يأخذون وقتا أطول لمحاولة استيعابها".
تستحق التفاعل
وعبر حسابه بموقع "فيسبوك"، وصف رئيس حزب الأصالة إيهاب شيحة، المبادرة بأنها "فكرة جيدة تستحق التفاعل معها بشكل إيجابي"، معتقدا أن المطالبة بفتح أبواب الهجرة يقدم رسائل كثيرة ومتنوعة للسفارات في مصر وخارجها.
وعرض المتحدث باسم حزب الأصالة حاتم أبو زيد، تطوير الفكرة متسائلا: لماذا لا تكون الحملة من خلال حل ثوري؟ داعيا لتشجيع الشباب والجماهير على الهجرة غير الشرعية.
وأكد أن هجرة الملايين لأوروبا ستصنع لها المشاكل موضحا "فبينهم العمالة الرخيصة التي ترفع نسبة البطالة، بجانب من سيحترف التسول، ومن سينام بالحدائق العامة أو سيبول على الأرصفة وتحت الكباري"، مضيفا: "لكن الأهم أن هذا يثبت لهم فشل حارس الجبلاية (السيسي) في مهمته".
وقال عضو الهيئة العليا لحزب الوسط وليد مصطفى، إنها "فكرة جيدة و لكنها كانت تصلح قبل خمسة أعوام"، موضحا أنه "للأسف الوضع الدولي اليوم أكثر تطرفا ودونية من أي وقت مضي"، مضيفا أن "معظم الحكومات الآن يمينية متطرفة ولا تهتم بأي شئ يحدث خارج حدودها"، ناصحا المعارضة بأن تنسى المجتمع الدولي لفترة وتفكر فيما تملك وكيف نستخدمه؟ وما الممكن تحقيقه؟
السيسي يزور الأردن.. و"تحالف بومبيو" على الطاولة
محمد صبحي: هذه تداعيات سيطرة النظام على الفن والإعلام
حصاد برلمان السيسي في 3 سنوات (إنفوغراف )