نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلها من إسطنبول بورزو دراغاهي، يتحدث فيه عن حالة الفوضى داخل إدارة دونالد ترامب، التي تتسم بالتغريدات والتسريبات.
ويصف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، الفوضى الجديدة التي هبطت إليها السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، عندما هدد الرئيس دونالد ترامب في تغريدة بتدمير تركيا اقتصاديا، بالإضافة إلى سلسلة من التسريبات التي تستهدف مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون وموقفه من إيران.
ويشير دراغاهي إلى تغريدتين لترامب في يوم الأحد، هاجم فيهما تركيا وتوعدها إن قامت بالهجوم على الأكراد، وبدا وكأنه يدعم إنشاء منطقة عازلة طولها 20 ميلا على الحدود التركية السورية، وألمح إلى إمكانية تولي روسيا وإيران والنظام السوري مهمة مواجهة تنظيم الدولة بعد خروج الأمريكيين من سوريا.
وتقول الصحيفة إن ترامب كعادته في استخدام علامات التعجب، كتب مؤكدا بحروف كبيرة: "حان الوقت لجلب القوات إلى البيت.. لنوقف الحروب التي لا داعي لها كلها".
ويلفت التقرير إلى أنه في الوقت ذاته نشرت صحف، مثل "وول ستريت جورنال" و"واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، قصصا تستهدف البيت الأبيض والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ونسبت التصريحات إلى دبلوماسيين ومسؤولين دفاعيين لم تكشف عن هويتهم، وتستهدف بولتون الذي يدفع باتجاه الحرب مع إيران، والحفاظ على القوات الأمريكية في سوريا لمواجهة التهديد الإيراني، مشيرا إلى أن القوى الدولية، مثل بريطانيا وفرنسا، تراقب مندهشة لمعرفة نوايا الإدارة الأمريكية.
وينقل الكاتب عن مسؤول غربي، قوله: "إنها فوضى شاملة، فنحن نتعامل مع شركاء لا يمكن الثقة فيهم"، فيما تساءل مذيع في القناة التركية الرسمية "تي آر تي" قائلا: "ماذا يحاول ترامب عمله؟".
وتورد الصحيفة نقلا عن المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مركز التحليلات التاريخية وفض النزاعات في لندن زيا ميرال، قوله إن الفوضى"تمثل تهديدا وتحديا كبيرا لحلفاء الولايات المتحدة الذين لهم مصلحة في سوريا والمنطقة.. ليس من الواضح ما تريد الولايات المتحدة عمله، ومن تريد الاستماع إليه، وإن كانت لديها مصلحة أو التزام للدفع بأي هدف واضح أو مضمون".
ويجد التقرير أن الوضع الغامض والاقتتال الذي برز على السطح في مرحلة حرجة يؤكدان المخاطر التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن إسرائيل شنت يوم الجمعة غارات جوية على مواقع موالية لإيران قرب العاصمة السورية دمشق يوم الجمعة.
وينوه دراغاهي إلى أن إيران تلمح لاستئناف عمليات تخصيب اليورانيوم أعلى من المستوى المسموح به في الاتفاقية النووية التي وقعتها إدارة باراك أوباما مع طهران عام 2015، التي خرج منها ترامب العام الماضي، مشيرا إلى أن تركيا تواصل حشد قواتها على الحدود الجنوبية مع سوريا؛ تحضيرا للهجوم على مليشيات كردية في سوريا، التي تتعامل معها أنقرة على أنها جماعة إرهابية، فيما يعتقد أن هناك 80 ألف جندي تركي تمت تعبئتهم لما ينظر إليه على أنه توغل دموي.
وتعلق الصحيفة قائلة إن واشنطن وكأنها في حرب مع نفسها، وفي الوقت الذي تسحب فيه الولايات المتحدة قواتها من سوريا تقوم بتنظيم مؤتمر معاد لإيران في بولندا؛ بهدف التعبئة ضد طهران، وكسر الإجماع الأوروبي الداعم للاتفاقية النووية مع إيران، فيما لا تخطط بريطانيا أو فرنسا ولا ألمانيا للمشاركة في المؤتمر، بحسب دبلوماسي غربي، الذي قال: "يدفعون إيران لارتكاب خطأ.. يريدون تكسير الإجماع الأوروبي".
ويفيد التقرير بأن تركيا تعاملت مع تهديدات ترامب تدمير الاقتصاد التركي على أنها أمر غير جيد، حيث وصف مسؤول تركي التصريحات الأمريكية بأنها "خطأ فادح"، مشيرا إلى أن المسؤولين الاتراك قاموا بإعادة إرسال تغريدات للرئيس أردوغان عام 2015، التي تعهد فيها بمنع نشوء كيان كردي في شمال سوريا، فيما قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إن التحالفات الاستراتيجية لا تناقش عبر التغريدات.
ويعلق الكاتب قائلا إن شيطنة البيت الأبيض لتركيا قد تدفعها أكثر نحو إيران، التي تعد شريكا تجاريا مهما.
وترى الصحيفة أن مشكلات فوضى ترامب الشرق الأوسطية نابعة من المشكلات المحلية التي تواجهه، لافتة إلى أنه وجد نفسه بين قاعدته الدينية، التي لا تريد المشاركة في مغامرات خارجية، وتفضل العزلة، وبين مجموعة من المتشددين في واشنطن، الذين يريدون الانخراط في المنطقة، وإعادة تشكيل المنطقة بحسب ما يريدونه، فيما يرى البعض أن ترامب يحاول الموازنة بين مطالب قاعدته والمتشددين داخل الإدارة.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن "الفوضى التي ورثها كانت ستتعمق أكثر حتى قبل وصوله، خاصة أن سوريا كانت مثارا للخلاف بين المعسكرات المختلفة في واشنطن، وأضاف ترامب للمعضلة من خلال تعيين مسؤولين مثيرين للجدل واتخاذ قرارات متعجلة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
نيوريببلك: ماذا تقول غارات إسرائيل عن سياسة ترامب بسوريا؟
جيروزاليم بوست: لماذا يجتذب شرق سوريا اهتمام الجميع؟
أوبزيرفر: كيف انتهى 2018 بانتصار للأسد في حربه الوحشية؟