تحدث تقدير استراتيجي إسرائيلي الخميس، عن فرص نجاح تشكيل حلف عسكري عربي مشترك لمواجهة إيران، في ظل نفوذ طهران المتعاظم في منطقة الشرق الأوسط.
وقال "مركز بحوث الأمن القومي" التابع لجامعة
"تل أبيب" العبرية، في تقديره الاستراتيجي الذي أعده تحت عنوان
"نظرة عليا" إن "احتمال تشكل هذا الحلف بشكل جدي متدنٍ"،
معتبرا أنه "يخدم إسرائيل في المدى القصير والمتوسط، إنما يعد مشكلة لها على
المدى البعيد".
وأشار المركز البحثي إلى أن "إدارة ترامب تنكب
على خطة لخلق قوة عسكرية عربية مشتركة، تعرف بالناتو العربي، وتهدف إلى أن تكون
كابحا في وجه ميول التوسع الإيراني"، لافتا إلى أن "القوة ستتكون من الولايات
المتحدة وست دول خليجية، إلى جانب الأردن ومصر، وستنطلق في عام 2019".
محاولات سابقة
وأكد أن "محاولة تأسيس حلف عسكري عربي ليس أمرا
جديدا"، موضحا أن "تاريخ مثل هذه المحاولات لا يبشر بالخير لمستقبل
الناتو العربي، ولقدرته على القيام بغاياته، التي تبدو طموحة جدا"، منوها إلى
أنه "في خمسينيات القرن الماضي فشلت محاولة أمريكية لإقامة إطار كهذا عرف
آنذاك بـ(حلف بغداد)".
وتابع: "منذ ذلك الوقت فشلت أيضا الجهود في
استخدام الجامعة العربية، لتوثيق التعاون العسكري بين الدول العربية"، مشيرا
إلى أنه "في عام 2015 قررت الجامعة العربية إقامة قوة عسكرية مشتركة تضم 40
ألف مقاتل هدفها الرد سواء على النفوذ الإيراني أو التطرف الإسلامي"، بحسب
تعبير المركز الإسرائيلي.
اقرأ أيضا: كيف سيكون رد إيران على إنشاء "ناتو عربي" بداية العام المقبل؟
وأردف قائلا: "في 2016 أعلنت السعودية عن إقامة حلف عسكري، يتشكل من 34 دولة
إسلامية لمكافحة المنظمات شبه الدول مثل
داعش، ولكن أيا من هذه الخطط الطموحة لم تخرج من حيز القوة إلى حيز الفعل".
وذكر المركز البحثي أن "مجلس التعاون الخليجي
يشكل المثال الأكثر نجاحا للتعاون العربي المؤطر، بما في ذلك القوة العسكرية
المشتركة، وتحت علم قوته العسكرية التي تسمى درع شبه الجزيرة، والتي دخلت إلى
البحرين في عام 2011 قوات سعودية وإماراتية للتأكد من إسقاط التمرد على الأسرة
المالكة".
أسباب الفشل
وبحسب التقدير الإسرائيلي، فإنه "من ناحية
الولايات المتحدة، يمكن لتحالف عربي إقليمي أن يمنع أو يقلل الحاجة إلى مرابطة
القوات الأمريكية على الأرض، إذ أن هذا الحلف يمكنه مبدئيا أن يضم أيضا قتالا ضد
التآمر من جانب إيران".
وبين التقدير أن هناك ثلاثة أسباب لفشل إقامة قوة عسكرية فاعلة، "أولها وجود أولويات مختلفة لدى أعضاء القوة، وثانيها القدرات العسكرية المتواضعة لمعظم المشاركين، وثالثها وجود صراع متوقع على الريادة بين مصر والسعودية صاحبتا الجيشين الأكبر والأقوى من بين الشركاء المحتملين".
صحيفة تكشف دور إسرائيل العسكري في حروب اليمن.. تفاصيل
هآرتس: عيون إسرائيل على لبنان بوقت تتقاتل فيه الرياض وطهران
خبراء إسرائيليون يرصدون تأثير العقوبات الأمريكية على إيران