سجلت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار شهر كامل؛ فشلا ذريعا في اعتقال الفلسطيني أشرف نعالوة، منفذ عملية باركان في سلفيت بالضفة الغربية المحتلة، والتي قتل فيها إسرائيليان.
وتنفذ قوات الاحتلال عمليات مداهمة يومية في منطقة شويكية في طولكرم التي تسكن فيها عائلة نعالوة، وقامت باعتقال عدد من إخوته وأقربائه في محاولة للضغط عليه، ورغم أنها تتحرك في مناطق تسيطر عليها بالكامل من الناحية الأمنية، إلا أن نعالوة نجح حتى الآن في الإفلات من قبضة الاحتلال.
وكشف تقرير للاستخبارات الإسرائيلية، أن عملية مطاردة الشاب نعالوة التي بدأت في تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، حققت أعلى نسبة استنزاف للاحتلال.
وأوضح التقرير أن عشرين ألف جندي يبحثون يوميا عن نعالوة منذ شهر، وأن تكلفة تحركات الجيش وأجهزة مخابراته بلغت 15 مليون دولار أمريكي.
وأظهر أن جيش الاحتلال نفذ 36 جولة تفتيش كبيرة في عدد من القرى والبلدات التي يعتقد الاحتلال باختباء نعالوة فيها؛ حيث فتّش نحو 394 منزلا.
وأقام الاحتلال -وفقا للتقرير المعلوماتي- نحو 52 حاجزا طيارا على مداخل المدن والمحافظات والقرى في محاولة للإيقاع به دون جدوى.
وفي إطار الحرب النفسية على المقربين من المطارد نعالوة، وزع جيش الاحتلال نحو 4000 منشور للتحريض على نعالوة والتحذير من إيوائه، وأجرت أجهزة المخابرات الإسرائيلية نحو 200 اتصال مع مواطنين للهدف ذاته.
وعلى صعيد الاعتقالات والاستدعاءات، أظهر التقرير اعتقال الاحتلال أو استدعاءه نحو 300 مواطن، منهم من اكتفى بالتحقيق معه ميدانيا في الوقت الذي اعتقل فيه آخرين.
وأظهر التقرير تسيير الاحتلال طائرات استطلاع؛ بحثا عن المطارد نعالوة قدرت بـ200 طلعة جوية.
وأقدمت قوات الاحتلال على فرض عقوبات جماعية على عائلة الفدائي نعالوة، سواء باعتقالهم أو إخطارهم بهدم المنزل وأخذ قياساته، والمداهمات اليومية له.
الخبير في الشؤون الأمنية محمود مرداوي قال، إن أشرف نعالوة جهز نفسه جيدا لما سيلي تنفيذ العملية التي قام بها، وكان يتوقع أن تقوم قوات الاحتلال بشن حملات واسعة لاعتقاله أو قتله، مستفيدا من تجارب سابقة.
ولفت إلى أن نعالوة يتحرك وفق خطة مدروسة أمنيا، ووظف من أجل نجاحها كل التفاصيل المتعلقة باللحظة الأولى لانتهاء عمليته، الأمر الذي مكنه من اجتياز إجراءات أمنية "جبارة" للاحتلال، لم تشهدها الضفة بهذا الحجم من العمق والتدقيق على المستويين العسكري والأمني.
وأضاف مرداوي لـ"عربي21" أن نعالوة، يستفيد حاليا من حاضنة شعبية في مدينة طولكرم، توفر له سبل التخفي عن عيون الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي ينعكس إيجابا على نفسيته، وتجعل لديه إصرارا أكبر على كسر معادلات طالما حاول الاحتلال ترسيخها في الضفة الغربية المحتلة، تتمثل في مزاعم حتمية الوصول و"معاقبة" منفذي العمليات فورا سواء بالقتل أو الاعتقال.
اقرأ أيضا: قوات الاحتلال تحاصر منزل منفذ عملية "بركان" بطولكرم (شاهد)
وذكر أن نعالوة يعد نموذجا فدائيا يعبر عن رغبة الفلسطينيين في المقاومة ودعمها واحتضانها لمواجهة الاحتلال والاستيطان، لافتا إلى أن تواصل اختفائه ربما تمثل انطلاقة جديدة للعمل الفدائي في الضفة، وهو الأمر الذي يخشاه الاحتلال الذي يبدى رغبة كبيرة في أنهاء ملف نعالوة سواء بالقتل أو الاعتقال، وذلك خشية انتشار هذا النموذج في الضفة، وتخوفا من إقدام أشرف نفسه على تنفيذ عمليات أخرى.
وعد الخبير الأمني فشل الاحتلال في اعتقال نعالوة، إخفاقا غير مسبوق، مؤكدا أن إجراءات الاحتلال كانت دائما تعتمد على إهمال وتردد الفلسطينيين، ولكن عندما يقدمون على توفير الغطاء والحماية لمنفذي العمليات كما يجري في طولكرم المدينة التي ينتمي لها نعالوة، فإن كل إجراءات الاحتلال ستستقط وسيجد نفسه معزولا بلا معلومات. قائلا: "الاحتلال يعتمد على اخفاقاتنا وليس إبداعاته".
ولفت مردواي إلى أن المطارد نعالوة، يستفيد من الطبيعة الجغرافية لمدينة طولكم التي تمتاز بطبيعة جبلية وحرشية، وتنتشر فيها مزارع الزيتون، خاصة مع وجود حوالي 93 حاضنة وقرية تتبع المدينة ومتباعدة نسبيا عن بعضها، ما يعطيه نعالوة فرصة أكبر على المناورة والتخفي عن عيون الاحتلال.
قوات الاحتلال تحاصر منزل منفذ عملية "بركان" بطولكرم (شاهد)
الاحتلال يقتحم طولكرم ويفشل مجددا باعتقال منفذ عملية باركان
الاحتلال يقتحم طولكرم ويعتقل صيادين اثنين من بحر غزة