قال مردخاي كيدار المستشرق الإسرائيلي في مقال بموقع ميدا، إن "الزيارات الإسرائيلية الأخيرة إلى دول الخليج العربي تكشف النقاب عما أخفته الكواليس حول الدفء المتزايد في علاقات الجانبين، بحيث إن تعاظم التهديد الإيراني، بجانب تراجع القضية الفلسطينية، عملا على تحويل إسرائيل من مشكلة إقليمية، إلى جزء مهم في حل مشاكل المنطقة".
وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "الأسابيع الأخيرة شهدت زيارة بعض المسؤولين الإسرائيليين الكبار لعدد من دول الخليج العربي: رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، واثنان من وزرائه: الرياضة ميري ريغيف والاستخبارات يسرائيل كاتس، وبجانب الثلاثة رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، وتم رفع العلم الإسرائيلي والنشيد الوطني الإسرائيلي في أبو ظبي".
وتساءل كيدار كيدار، عضو المجلس الأكاديمي للسياسة القومية، حول "سبب الزيارات المتلاحقة: هل تعبر عن تغير جوهري أم صدمة استراتيجية، أو أن شيئا ما حدث فأخرج كل هذه الاتصالات السرية الجارية من خلف الكواليس إلى العلن دفعة واحدة، ورغم تزايد الزيارات الإسرائيلية لدول الخليج، لكن إسرائيل لم تحظ بأي زيارة "علنية" من مسؤول خليجي إليها، مما يجعلنا ننظر لما شهده شهر تشرين أول/أكتوبر من الزيارات بكثير من الحذر".
وأوضح أن "سلطنة عمان شهدت جملة من الزيارات الإسرائيلية المتلاحقة منذ 1994 حتى اليوم، بدءا بإسحاق رابين وشمعون بيريس وأخيرا نتنياهو، ورغم وقوع السلطنة في منطقة جيو-سياسية مهمة قرب مضيق هرمز، لكن نشوء علاقات لها مع إسرائيل لا تلفت كثيرا أنظار العالم، ولدي إحساس بأن معظم الإسرائيليين لا يعلمون أين تقع هذه الدولة على الخارطة".
وأضاف كيدار، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية بجامعة بار-إيلان، أنه "بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فقد زارتها وفود رياضية إسرائيلية كثيرة منذ 2008 للمشاركة في مسابقات دولية، بجانب وزيري الطاقة الإسرائيليين السابق عوزي لانداو والحالي يوفال شتاينيتس لحضور منتديات عالمية، وفي 2017 شارك طيارون من سلاح الجو الإسرائيلي في تدريب عسكري في اليونان بمشاركة طيارين إماراتيين وطليان ويونانيين".
وأكد أن "قطر شهدت إقامة ممثلية تجارية إسرائيلية منذ 1996، لكنها أغلقت في 2009 عقب حرب إسرائيل الأولى ضد غزة الرصاص المصبوب، كما زارها شمعون بيريس، فيما شارك رياضيون إسرائيليون في أحداث دولية في الدوحة، دون رفع العلم الإسرائيلي".
واستدرك الكاتب أنه "بالنسبة لعلاقة إسرائيل بالسعودية، فإنها لم تستضف حتى الآن أي إسرائيلي بصورة علنية ومكشوفة، رغم ما يجري خلف الكواليس من اتصالات ليست قليلة، وهناك طبيب إسرائيلي للمسالك البولية يعمل منذ سنوات طويلة داخل العائلة المالكية السعودية، بمعرفة ومباركة رؤساء الوزراء الإسرائيليين".
وأوضح أن "الثلج بين الرياض وتل أبيب بدأ يذوب في 2015 حين وقعت الدول العظمى على اتفاق إيران النووي، مما أقلق السعودية، ربما أكثر من الإسرائيليين، وفي 2016 صافح موشيه يعلون وزير الحرب الإسرائيلي السابق يد الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودية لدى مشاركتهما معا في مؤتمر دولي بألمانيا، فيما زار الجنرال السعودي أنور عشقي إسرائيل في 2016 على رأس وفد أكاديمي تجاري".
وأكد أنه "من الناحية الإجمالية، يمكن النظر لفترتي ازدهار في علاقات إسرائيل بالخليج، أولها سنوات التسعينيات بعد اتفاق أوسلو، وثانيها الفترة الحالية في السنوات الجارية، ومع عدم وجود حدود مشتركة أو تواصل جغرافي إسرائيلي مع دول الخليج، فقد امتنعت الأخيرة عن إعلان أي تواصل مع إسرائيل بسبب القضية الفلسطينية".
وختم بالقول إنه "في حين أن هذه العلاقات قامت في التسعينيات على أساس المصالح المتبادلة، مع انطلاق عملية السلام التي توقفت مع انتفاضة الأقصى أواخر العام 2000، فإن العلاقات الحالية قائمة على الخوف من النفوذ الإيراني المتزايد".
وزعم أن "الخليجيين باتوا يعدون القضية الفلسطينية أقل حجما وتأثيرا من الموضوع الإيراني، مما دفعهم لتجاهل هذه القضية، والتقدم مع إسرائيل حفاظا على بقائها، وقد وفرت لها إسرائيل أسباب الاستمرار في السيطرة مثل تزويدها بالمعلومات الأمنية عن إيران، والمشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة التحالف الإيراني المكون من: العراق، سوريا، لبنان-حزب الله، وتركيا وحماس، وسط رعاية روسية".
زعماء إسرائيليون: سياستنا فاشلة تجاه حماس في غزة
نعارض ما ترمز إليه حماس.. غرينبلات يعلق على مقابلة السنوار
شكاوى إسرائيلية من اتساع رقعة حركة المقاطعة في هولندا