وصل رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، إلى مدينة نيويورك الأمريكية، في زيارة "صعبة" هي الخامسة له منذ توليه سدة الحكم، للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعلى مدار الأيام الماضية عمل رافضو الانقلاب على الإعداد لإفشال الزيارة من خلال بعض الفعاليات، والمشاركات، والاجتماعات لفضح سياساته التخريبية، وكشف جرائمه، وانتقاد دعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، له، من أجل ضمان مصالح بلاده، وأمن إسرائيل في المنطقة.
فعاليات مختلفة
وقال رئيس مركز الحوار بواشنطن، عبدالموجود الدرديري، لـ"عربي21": "نحن لسنا معارضة؛ لأن المعارضة تعترف بالنظام، المصريون الرافضون لزيارة السيسي، هم الرافضون للانقلاب على الديمقراطية، ولذلك سيفعلون كل ما بوسعهم لتوصيل رسالتهم للأمم المتحدة، ولكل الوفود القادمة بأن قائد الانقلاب الدموي غير مرحب به من الكثير من أبناء مصر".
وكشف أن فعاليات هذا العام ضد زيارة السيسي ستكون مختلفة، قائلا: "سيكون هناك حراك ضد الزيارة مختلفا عن كل عام، وليعلم الجميع من أبناء مصر أننا عاهدنا الشعب على الإصرار على المصالحة المجتمعية، والتي من خلالها سنبني مصر الديمقراطية لكل المصريين بما فيهم رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء المخلصين لشعبهم ووطنهم ولا مكان بيننا لمن تلطخت يداه بدماء المصريين".
الأقباط وإفشال الزيارة
القيادي في تيار أقباط 25 يناير، كمال صباغ، قال لـ"عربي21" إن "المعارضة لم تعد لزيارة السيسي إلا ما تعده كل عام من وقفات احتجاجية، ولكن هذه المرة يأتي الرجل وقد سبقته تقارير منظمات حقوقية عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، بالإضافة إلى أن تصريحات ترامب عنه وضعته في موقف محرج لدرجة أنه يستجدي لقاء (ترامب) من أجل إصلاح صورته أمام العالم".
وأضاف أنه "للمرة الأولى أصبح الأقباط لا يصغون لنداءات الكنيسة بالنزول لاستقبال السيسي لدرجة استجدائهم النزول بكل الوسائل، والجميع ينظر إلى هذا الأمر باعتباره صفقة بين العسكر والكنيسة، إلا أن المعارضة القبطية تعمل على إفشال مساعي الكنيسة من خلال مواجهة هذه الأساليب ورفضها، وبالتالي فإنه لأول مرة يظهر أسقفان وبابا ويفشلون في تحقيق ما جاءوا من أجله".
وكشف أن "الحافلات ظهرت شبه خاوية رغم كل التكتيكات التي استخدمتها الكنيسة لحشد الأقباط، ولم يذهب إلا العشرات، فقد بدأ الأمر بالتهديد ثم الاستجداء ثم تقديم الرشاوى من خلال تقديم ميزات وخدمات وأشياء أخرى، زادت من غضب الشارع القبطي، وأتوقع أن تكون الأيام المقبلة أصعب".
مفاجآت بانتظار السيسي
أما مدير مركز العلاقات المصرية – الأمريكية بواشنطن، صفي الدين حامد، فقد أكد أن "هذه الزيارة أصعب بكثير من الزيارات السابقة، أولا: هناك مشكلة شخصية بين السيسي وترامب في ما قيل في كتاب الصحفي الأمريكي، بوب وودورد، عن مدى ضيق الرئيس الأمريكي من أسئلة السيسي المحرجة والحمقاء له، لدرجة أنه نعته بالقاتل والمفعول به (جنسيا)".
وأضاف لـ"عربي21": "أما المشكلة الأخرى فهي فشل السيسي في مشروع صفقة القرن حتى الآن، إلى جانب أن سياسة السيسي هي اللعب على الحبال مع دول مثل الصين وروسيا، وهذا شيء غير مقبول لأمريكا، وأخيرا فشل السيسي في ملف الإرهاب في شبه جزيرة سيناء".
وبشأن أهم الفعاليات التي ستجرى من قبل رافضي الانقلاب، قال: "لا شك أن مجموعات المصريين في ولايات نيوجرسي ونيويورك وكناتيكيت وبنسلفانيا ستقوم بإذن الله بالتصدي كالعادة لهذه الزيارة، ولكن لن أستطيع تسريب التفاصيل للخطة حتى لا يستفيد منها السيسي وعصابته، ولكن هناك مفاجآت كثيرة سوف تنتظره هو ومن سيأتي معه من أذناب".
فضح السيسي وحاشيته
من جهته؛ قال رئيس المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة، هاني القاضي، لـ"عربي21" إن "زيارة السيسي للأمم المتحده كل عام أصبحت محل اهتمام ثوار وأحرار أمريكا خاصه بمنطقه نيويورك ونيوجيرسي لفضح هذا السفاح القاتل أمام الرأي العام الأمريكي، والبعثات الدبلوماسية الأخرى؛ ما يجعلها دائما زياره صعبة للسيسي وحاشيته".
وأكد أن "الجمعيات والمنظمات المناهضة للانقلاب أعدت له الكثير مثل كل عام، مثل الحافلات التي تطوف شوارع مدينه نيويورك، وأمام الأمم المتحدة، والبعثات الدبلوماسية، وأمام الفندق الذي يقيم فيه السيسي نفسه، وسيكون ذلك يوم الأحد القادم الساعه الثانية عشر ظهرا في نفس توقيت الحشد الكنسي الذي تقوم به الهيئه القبطية".
وتابع: "وهناك مظاهره حاشدة أمام مبنى الأمم المتحدة أثناء إلقاء السيسي كلمته، وشعار المظاهرة أن هذا السفّاح لا يمثل الشعب المصري، وكذلك إجراء وقفات يومية أمام فندق السيسي"، لافتا إلى أن "هذا العام سيشهد مشاركة عدد كبير من أحرار أمريكا من شيكاغو وواشنطن وولايات أخرى لفضح السيسي أمام الرأي العام الأمريكي، وانتقاد الإدارة الأمريكيه التي تقوم بدعم هذا المنقلب بالأموال وبالسلاح".
رسالة رافضي الانقلاب
وكشفت المنسقة العامة لحركة 6 أبريل بأمريكا، سوسن غريب، لـ"عربي21" عن اعتزام رافضي الانقلاب مواجهة زيارة السيسي بالوقوف على قلب رجل واحد ضده، قائلة: "أتوقع أن تحدث فعاليات كبيرة ضد هذا من خلال مظاهرات رافضه لزيارته، يومي الأحد والثلاثاء المقبلين، أمام الفندق الذي يقيم فيه، وأمام مبنى الأمم المتحدة".
وأوضحت أنهم كمصريين رافضين للانقلاب والحكم العسكري، "نريد توصيل رسالة واضحة أن الجالية المصرية كلها على قلب واحد، وأن هذا السيسي لا يمثلنا كرئيس ديكتاتوري انقلابي، ويكفي إهانة ترامب له ووصفه بالسفاح (المفعول به)".
ما علاقة السيسي بزيارة تواضروس لأمريكا؟
حركة المحافظين الجدد بمصر.. هكذا تكرس لعسكرة الدولة
المحافظون الجدد في مصر يثيرون انتقادات النشطاء.. لماذا؟