كشفت مصادر إعلامية كردية، عن قيام قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن ببناء قاعدتين عسكريتين بالقرب من مدينة القامشلي في ريف الحسكة..
وفي التفاصيل، ذكرت مصادر إعلامية محلية، أن التحالف الدولي بدأ منذ أيام بتشييد قاعدة دائمة له في بلدة "هيمو" على مداخل مدينة القامشلي الغربية، وقاعدة أخرى في بلدة "جمعاية" على المدخل الشرقي.
وأشارت إلى أن ذلك يأتي في إطار إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن بقاء القوات الأمريكية في سوريا حتى إنهاء تواجد "التنظيم"، وإخراج إيران من سوريا.
من جانبه، أشار موقع "هاشتاغ سوريا" الموالي للنظام، نقلا عن مصادر أهلية من بلدة "هيمو"، إلى وصول تعزيزات أمريكية إلى القرية التي تشهد تواجدا أمريكيا في مقر البحوث العلمية، الذي تم السيطرة عليه من الوحدات الكردية سابقا.
من جانبه، اعتبر رئيس "مجلس السوريين الأحرار" أسامة بشير، أن بناء القواعد في القامشلي وغيرها من مناطق الشمال السوري وشرق البلاد، "يدلل بوضوح على أن الوجود الأمريكي سيبقى قائما لفترة طويلة".
محمية أمريكية
وأضاف بشير لـ"عربي21" أن "بناء واشنطن للقواعد العسكرية وتوسعة المطارات في مناطق سيطرة الأكراد من ريف حلب الشرقي إلى الرقة والحسكة وصولا إلى دير الزور، يمهد في الفترات المقبلة إلى تحول المنطقة إلى محمية أمريكية".
وأشار البشير إلى وجود خطة لدى الولايات المتحدة تنص على استبدال قاعدة "أنجرليك" في تركيا، بأخرى في شمال سوريا، لاسيما أن القامشلي تعد صلة الوصل ما بين إقليم كردستان العراق والأراضي السورية، إلى جانب قربها من إيران وتركيا.
خطوط حُمر
من جانب آخر، لم يستبعد البشير أن يكون من ضمن أهداف واشنطن من وراء تشييد القواعد العسكرية في القامشلي، وضع خطوط حمر لموسكو، مستفيدة من الحماية التي تؤمنها المليشيات الكردية لهذه القواعد.
من جانبه، أشار مصدر كردي من القامشلي إلى تزامن بناء القواعد مع الاشتباكات الدامية التي شهدتها القامشلي مؤخرا، بين النظام السوري وقوات حزب "الاتحاد الديمقراطي".
وأوضح المصدر في حديثه لـ"عربي21"، طالبا عدم الكشف عن اسمه، أن "الولايات المتحدة تريد أن تقول للنظام الذي يهدد الوحدات في المدينة، إثر مقتل 13 عنصرا من قواته، "إننا هنا، ولا تستطيع وطهران وموسكو الاستفراد بالقوات التابعة لنا في هذه المنطقة الاستراتيجية".
اقرأ أيضا: اتهامات للوحدات بتسليم معتقلين سياسيين في القامشلي للنظام
استكمال لمحاصرة إيران
وفي السياق ذاته، قرأ الباحث في الشأن السوري، أحمد السعيد، في تشييد القواعد العسكرية من واشنطن في هذه المنطقة الحدودية مع العراق، على أنه "استكمال لحصار إيران"، موضحا لـ"عربي21" أن "واشنطن تعد العدة في حال دخلت في حرب مع إيران، إلى جانب ضرب الأخيرة من أكثر من اتجاه ابتداء من الخليج العربي، وانتهاء بأقصى الشمال الشرقي السوري".
وأضاف أن واشنطن تحرص على أمن إسرائيل في المنطقة، والأخيرة لا تنفك تعبّر عن مخاوفها من تمدد إيران في المنطقة القريبة منها.
لكن السعيد أشار في الوقت ذاته، إلى هدف أمريكي آخر متمثل بزيادة الضغط على تركيا، معتبرا أن بناء القواعد من واشنطن على نقاط قريبة من الحدود التركية، يعد استفزازا لتركيا التي تنظر إلى هذه المناطق بعين الريبة.
"مغاوير الثورة" يحذر من الهجوم على "التنف" وتعزيزات أمريكية
مواجهة عسكرية قادمة في دير الزور.. وهذه أطرافها
مصدر كردي: أمريكا باقية في سوريا مهما كان الحل السياسي