كشف موقع كردي،
الثلاثاء، أن الولايات المتحدة بصدد توسيع مطارين عسكريين في مناطق سيطرة الأكراد
بريف
حلب الشرقي، الأول على مقربة من مدينة عين العرب (كوباني)، والآخر إلى الغرب
من مدينة منبج.
وأوضح موقع
"باسنيوز" نقلا عن مصدر عسكري، أن القوات الأمريكية التي تقود
"التحالف الدولي" زودت مطار "كوباني" الواقع جنوب المدينة
بنحو 40 كيلو مترا (خراب عشك)، بعد توسعته الأخيرة بمختلف صنوف الأسلحة الحديثة،
بالإضافة إلى المعدات العسكرية الأخرى، فيما يتم العمل على توسيع مطار صغير مخصص
لهبوط المروحيات غرب منبج.
وبحسب المصدر، فإن "شاحنات الأسلحة تدخل كوباني ومنبج عبر الحدود العراقية، بشكل يومي"، معتبرا أن ذلك يؤكد أن "قوات التحالف
الدولي باقية في
سوريا إلى حين آخر".
الخبير العسكري،
العقيد أحمد حمادة، اعتبر أن هذه الأعمال تنم عن نوايا أمريكية لبقاء طويل الأمد في
سوريا، وذلك على عكس التصريحات الأمريكية التي تشير إلى رغبة في الانسحاب من سوريا.
وأوضح
لـ"
عربي21" أن "واشنطن تبدو مصممة على البقاء العسكري المباشر إلى
حين التوصل إلى حل سياسي للملف السوري، يضمن إخراج
إيران من الأراضي السورية".
وأكد حمادة، أن
المطارات العسكرية تعتبر من بين قواعد عسكرية عدة اختارتها الولايات المتحدة
والتحالف في المنطقة.
ويعتقد مراقبون أن
الكشف عن هذه الأنباء بالتزامن مع الأزمة السياسية بين أنقرة وواشنطن، يدعم الحديث
عن رغبة أمريكية بالعمل على تأسيس مطارات وقواعد عسكرية في سوريا، تكون بديلة عن
قاعدة "أنجرليك" التركية.
لكن حمادة استبعد أن
تكون هذه المواقع بديلة عن قاعدة "أنجرليك" التركية، موضحا أن تجهيز
مطار ليكون بديلا عن قاعدة ضخمة بحجم قاعدة "أنجرليك" يستهلك الكثير من
الوقت، سيما وأن ذلك يتطلب إنشاء مخازن ومنشآت ومدرجات حديثة وأبراج.
ورجح بالمقابل أن يكون
غرض الولايات المتحدة من توسعة هذه المطارات، جعلها نقاط إمداد سريعة، ما يؤكد
أنها بصدد التحضير لأعمال عسكرية قادمة في المنطقة، ليست واضحة حتى الآن.
وقال حمادة: "إن
كل هذه التحركات العسكرية، تهدف إلى إطالة بقاء الوجود الأمريكي في المنطقة".
المرصد السوري لحقوق
الإنسان، أشار إلى تزامن توسعة هذه القواعد مع اقتراب "قوات سوريا
الديمقراطية (قسد)"، والتحالف الدولي من إنهاء وجود تنظيم الدولة في كامل
شرق نهر الفرات.
وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية" كينو
غابرييل، إن العلاقة ما بين قواته والتحالف ليست مرهونة بالقضاء على تنظيم الدولة ،
وذلك في رده على سؤال "
عربي21" حول مستقبل علاقة قواته بالتحالف الدولي،
ما بعد المعركة الأخيرة المرتقبة ضد التنظيم في منطقة هجين، شرق دير الزور.
وأضاف، أن القضاء على تنظيم
الدولة عسكريا، لا يعني الانتهاء من الصعوبات الأمنية التي لا زال يعاني منها
الشمال السوري نتيجة انتشار خلايا تابعة للتنظيم في بعض المناطق، مشيرا إلى وجود
برنامج وضعه التحالف لمرحلة ما بعد تنظيم الدولة.
في هذا الوقت، قال
موقع "المدن" اللبناني، نقلا عن مصدر دبلوماسي أمريكي "رفيع
المستوى"، إن الإدارة الأمريكية حسمت أمرها بالبقاء في سوريا.
وأضاف المصدر،
الاثنين، أن بلاده "ربطت تواجدها بتواجد المليشيات الإيرانية في سوريا، لافتا
إلى أن الإدارة الأمريكية تتابع بحذر التحركات الإيرانية داخل سوريا، خاصة المواقع
التي تشكل خطرا وبعدا استراتيجيا".