قال كاتب إسرائيلي، إن "إسرائيل تشعر بالاستفادة من بقاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، مما دفع وزير الحرب أفيغدور ليبرمان لتقديم اقتراحه بأن تقام في قطاع غزة دولة مستقلة ضعيفة، مع مستوى حياة بائس لسكانها، وبالتالي فإن إسرائيل ليست بوارد أن تغير سلطة حماس الحاكمة هناك، رغم أن الواقع القائم في القطاع ليس مريحا لها، لكن البدائل تبدو أكثر خطورة بكثير".
وأضاف الكاتب بصحيفة مكور ريشون اليمينية
شالوم يروشليمي، في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن "خيارات إسرائيل في قطاع غزة
تتراوح بين قدرتها على إخضاع حماس من الناحية العسكرية في الجولة القادمة، دون
الحاجة لإعادة احتلال القطاع، لكن الفوضى ستعم أنحاءه، وستكون كفيلة بانفجار الوضع
باتجاه إسرائيل بصورة خطيرة".
أما
الخيار الآخر، فهو "أن احتلال القطاع أمر تقدر عليه إسرائيل من الناحية
العملياتية، لكنه سيعني امتداد أمد الحرب، والسيطرة على مليوني فلسطيني سيسعون
للانتقام منها مما قد يكلفنا آلاف القتلى، خاصة من الجنود".
وشرح
يروشليمي، وهو من كبار المحللين الإسرائيليين، ويكتب في عدد من الصحف ووسائل
الإعلام، الخيار الثالث بالقول بأن "إسرائيل لا تريد التوصل لهدنة طويلة الأمد
مع حماس، لأن قادتها في هذه الحالة سيستغلون الفترة الزمنية المتاحة لهم لمزيد من البناء العسكري، ويستعدون لجولة قتالية قادمة في ظروف أكثر راحة بالنسبة لهم".
أما
الخيار الرابع فلا تفضله إسرائيل، و"يتمثل بالذهاب لتصفية قادة حماس،كي لا
تفقد العنوان السياسي الذي تريد الاتصال به للبحث في الترتيبات القادمة من خلال
طرف ثالث، إذن ما العمل في مثل هذه الحالة؟".
يروشليمي
الذي سعى للتواصل مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل انتفاضة الحجارة، ينقل عن شمعون
بيريس الرئيس الإسرائيلي الراحل، والمبادر الرئيسي لاتفاق أوسلو مع الفلسطينيين
أنه "في إحدى لحظات اليأس أبلغه: لماذا لا نصنع سلاما مع أبو مازن، ونلقي
لحماس قطاع غزة، يفعلون به ما أرادوا، ويمكن القول اليوم بأن خطة بيريس هذه، التي
لم يذكر تاريخها، تقوم اليوم بتنفيذها حكومة بنيامين نتنياهو".
وأوضح
أن "إسرائيل تقيم مع كامل علمها ومعرفتها دولة حماس في غزة، لكنها تحافظ على
مستوى غير مقبول من الحياة الإنسانية، ولا ترى نفسها ملزمة بإعادة إعمار غزة،
وإنفاق المليارات، لندعهم هناك وليعيشوا في ظروفهم الحالية".
يتطرق
المقال لما أطلقه ليبرمان مؤخرا من وعود لسكان غزة بتحويلها إلى سنغافورة، قائلا، إن "هذا كلام فارغ، لأنه يريد تحويلها إلى دارفور، فهو يكره العرب بصورة
فطرية، ولا يريد تحسين ظروف حياتهم، ولا يؤمن بالسلام معهم، وربما ليس لديه أي
صورة شخصية تجمعه بأي زعيم عربي أو فلسطيني".
وأشار
إلى أن "دولة حماس في غزة ينشغل سكانها في القتال على بقائهم بصورة يومية دون
كهرباء ولا مياه، وتجد نفسها محاصرة، وربما وجودها يحل ثلاثين بالمائة من المشكلة
الديموغرافية لإسرائيل، مما يجعلني مقتنعا أن ليبرمان يبارك الانسحاب من غزة الذي
حصل في 2005 لأنه لن يكون سعيدا بالمسؤولية عن حركة الجيش داخل القطاع، وحماية
أكثر من عشرين مستوطنة، وآلاف المستوطنين في مكان خطر كغزة".
وختم
بالقول بأن "إسرائيل تبدو سعيدة ببقاء الانقسام الفلسطيني، واستمرار كراهية
أبو مازن ورجاله لقطاع غزة، ولعل فرضه لعقوبات على غزة بحاجة لإجراء بحث نفسي
واجتماعي، يحاول تحليل الأسباب التي تجعل قادة الضفة الغربية يضعون المزيد من
الصعوبات على حياة أبناء شعبهم في غزة".