تصاعد التوتر مجددا بين إسرائيل وتركيا، عقب التصريحات الأخيرة للرئيس رجب طيب أردوغان ضد السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وتعليقه على "قانون القومية" الأخير الذي أقره الكنيست.
وواصل كتّاب ومعلقون إسرائيليون مهاجمة الرئيس التركي، ودعوة الحكومة الإسرائيلية إلى انتهاج سياسات متشددة مع أنقرة، على خلفية مواقفها الأخيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ودورها في مدينة القدس المحتلة.
ففي صحيفة إسرائيل اليوم، كتب نداف شرغاي قائلا إن "إسرائيل لن تخضع للسلطان؛ لأن أردوغان يريد العودة باليهود إلى الحقبة العثمانية، بحيث يكونون تابعين لإمبراطوريته، وقواعدها السياسية، ما يصيبه بالجنون، وتتحول دولته مع مرور الوقت إلى دكتاتورية تذبح الأكراد والسوريين، وتعتقل مواطنيها"، وفق تعبيره.
"حقبة نازية"
وأضاف شرغاي، في مقال ترجمته "عربي21"، أن "هناك مؤشرات في تركيا بدأت تظهر، تعود بها إلى الحقبة النازية في أوروبا، فيما إسرائيل تقف بجانب الجدار لا تحرك ساكنا؛ لأن لديها مصالح معها".
ويضيف الكاتب أن إسرائيل "تعتقد أن حكم أردوغان مرحلة عابرة، لكن المشكلة أن معظم فترات حكمه الماضية بثت أجواء الكراهية والعداء بين الأتراك ضد إسرائيل واليهود"، حسب رأيه.
وأوضح أن الرئيس التركي "يرى في حماس حركة سياسية عادلة محقة، فيما إسرائيل دولة إرهابية، ويعتبر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية على نمط الأم تيريزا، رغم أنه يدعو لنزع الشرعية عن إسرائيل".
ويعتبر شرغاي أن "المشكلة أن جزءا من الشارع التركي يسير خلفه، ولا أظن أنه يمكن تغيير شخصية أردوغان وحقيقته ومواقفه، ولا يمكن ردعه عن الاستمرار في بث هذه المزاعم ضد إسرائيل".
وختم مقاله بالقول إنه "يجب الضغط على تركيا، من خلال وقف ضخ أموالها، والحد من وصولها إلى البلدة القديمة في القدس، حتى أن السياحة التركية التي تصل القدس يجب تقييدها في ظل أنها مهمة لأردوغان واقتصاد بلاده، وربما تقديم دعاوى قضائية ضده في محكمة الجنائية الدولية في لاهاي".
من جهته، يرى خبير الشئون الدولية في صحيفة إسرائيل اليوم، إلداد باك، أنه "حان الوقت أن يتم معاقبة تركيا بدعوى معاداة السامية من خلال مناشدة الجهات ذات العلاقة بعد تهجمات أردوغان الأخيرة على الدولة اليهودية عقب إقرار قانون القومية".
وأضاف، في تحليل ترجمته "عربي21"، أن ذلك "يعني أننا أمام زعيم معاد للسامية بجدارة، وهي ليست المرة الأولى التي يصدر فيها تصريحات معادية لليهود، ولن تكون الأخيرة".
"معاد للسامية"
ويعتبر باك أن أردوغان "حوّل معاداته للسامية ولإسرائيل إلى قاعدة ثابتة في حكمه وسياسته، وبالتالي فطالما أنه في الحكم وحزبه كذلك، فيمكن توصيف تركيا بأنها دولة معادية للسامية".
وختم مقاله بمطالبة "إسرائيل الرسمية بأن تكسر الصمت حيال تصريحات أردوغان، والعمل على عزل تركيا في الساحة الدولية، وفي ظل العلاقات القومية التي تربط الولايات المتحدة مع تركيا لاعتبارات جيو–إستراتيجية، فيجب الضغط على واشنطن لتفعيل عقوباتها ضد أنقرة".
جهود أوروبية لمنع إسرائيل من الانضمام لمشاريع "بحثية"
هآرتس: هذه استراتيجية أردوغان بعد الانتخابات.. سيكتفي بدولة
هآرتس: دول عربية قلقة من زيادة النفوذ التركي بالقدس