قال الباحث الإسرائيلي في الشؤون الأمريكية أبراهام بن تسافي، إن "إسرائيل هي الرابح الأكبر مما وصفها الصفقة التي يجري إبرامها بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين".
وأضاف في مقال بصحيفة إسرائيل اليوم وترجمته "عربي21": "في حين يسعى ترامب للحصول من بوتين على مساعدة في محاربة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار في سوريا، وتوفير أمن إسرائيل، فإن واشنطن ستسلم لموسكو بضم نصف جزر القرم إلى حدودها".
وأوضح بن تسافي أن "ترامب يحاول استعادة محاولة تاريخية قام بها الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت مع الاتحاد السوفييتي أوائل أربعينيات القرن الماضي، لكنه سرعان ما عاد لحلفائه التقليديين في الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا، واليوم بعد سبعين عاما تعود الولايات المتحدة لتحقيق ذلك الحلم القديم".
وتابع: "قمة هلسنكي تعتبر محاولة أمريكية لتصميم سياسة موحدة بين القوتين العظميين في العالم لمواجهة التحديات التي تواجههما معا، رغم بقاء التحالفات التقليدية للولايات المتحدة مع الناتو، لكن كان لافتاً أن يوجه ترامب جل انتقاداته القاسية في بروكسل ولندن، فيما وصل إلى العاصمة الفنلندية لتأسيس صفقة بديلة مع الكرملين، تقوم على محاربة القاعدة وتنظيم الدولة مقابل الحفاظ على الهدوء في الجبهة السورية، وهناك تساعد روسيا في توفير الأمن الإسرائيلي، والحفاظ عليه عند الحدود السورية في هضبة الجولان".
اقرأ أيضا: بوتين يعبر عن رأيه صراحة في ترامب.. ماذا قال؟
وأكد أن "أهم محاور الصفقة العالمية بين هاتين القوتين، تكمن في التسليم الأمريكي، وإن لم يكن رسميا، بالخطوات التي قامت بها موسكو في شرق أوكرانيا، بحيث يبدو واضحا أن ترامب يسعى بجد لتوثيق تعاونه مع بوتين، رغم ما يقال عن تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة 2016، لكن ترامب برأ بوتين من أي اتهامات وجهها الأمريكيون إليه، ما يجعلنا نرى في هذه القمة مؤشرا واضحا على ما قد يقوم به ترامب باتجاه تحقيق الاستقرار العالمي".
وقال مراسل صحيفة معاريف للشؤون الدولية إلداد باك، إن "قمة ترمب-بوتين يجب أن تشكل مصدر قلق لأوروبا في ظل ما يقال عن كراهية ترامب للاتحاد الأوروبي، ما يحقق لبوتين مصلحة واضحة في إضعاف هذا الاتحاد، وهو ما ينقل أخبارا غير سارة للأوروبيين".
اقرأ أيضا: أهم 10 نقاط بمؤتمر ترامب وبوتين الصحفي وفق وكالة روسية
وأضاف باك، في تحليل ترجمته "عربي21" أن "الخشية الأوروبية مردها إلى أن أي تفاهمات تسفر عنها قمة هلسنكي لن تكون في صالح الاتحاد الأوروبي، أو استقراره، أو وضعيته في المجتمع الدولي، في ظل الجهود الروسية التي لا تخفى على أحد لإضعافه، وتحجيم دوره في القضايا العالمية، مقابل تعزيز دور القوى الصاعدة من اليمين واليسار على حساب الاتحاد، فيما أيد ترامب خروج بريطانيا منه، ويقترب من أحزاب اليمين الأوروبي، ويسعى لمحو إرث أوباما في ما وراء المحيط الأطلسي".
وأشار إلى أن "تطلعات ترامب وبوتين تتمثل في أن يعيدا موسكو وواشنطن لتكونا الدولتين العظميين في العالم، وجعل أوروبا تابعة لهما، لأنهما لم تغفرا لها سلوكها معهما، فبدلا من أن تشعر بالعرفان والفضل لهما على إنقاذها في الحرب العالمية الثانية من العدو النازي، فإنها تتعامل معهما اليوم باستعلاء، وتوجه لهما اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، وفرضت عقوبات على روسيا عقب ضم جزر القرم واجتياح أوكرانيا، ما يعني أن الزعيمين معنيان بتذكير أوروبا بحجمها الحقيقي، وربما يتقاسمان مناطق النفوذ حول العالم وحدهما".
خبراء إسرائيليون: وجود إيران بسوريا تصدّر لقاء نتنياهو-بوتين
زوجة كوهين تكذب الموساد.. هذه حقيقة "عملية استعادة الساعة"
الموساد يستعيد ساعة جاسوس تم إعدامه قبل 53 عاما (صورة)