قال الضابط في سلاح
المشاة الإسرائيلي، الجنرال يانيف أفيتان، إن افتتاح منظومة العمل ضد
الأنفاق هو عملية تاريخية غير مسبوقة، وقد خضنا طرقا معقدة حتى وصلنا لهذه
المرحلة، بما يحفظ أمن الإسرائيليين في غلاف غزة، من خلال الدور الذي قام به
للعثور على الحل التكنولوجي لمواجهة تهديدات حماس من خلال شبكة الأنفاق التي
أقامتها على طول الحدود".
وأضاف في مقابلة
نشرتها صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمتها "عربي21" أن "هذا الدور
الكبير لمواجهة الأنفاق تجلى في منح رئيس الدولة لجائزة أمن إسرائيل لهذا العام
للضباط والخبراء الذين وقفوا خلف إنجاز هذه المنظومة المتطورة لكشف الأنفاق
وتدميرها، وقد أثبت عملنا التكنولوجي لمواجهة الأنفاق أن هذه التكنولوجيا علم
يقترب من الخيال، لأن هذه المنظومة غيرت قواعد اللعبة مع حماس، وأضرت كثيرا بهذا
السلاح الاستراتيجي الذي أقامته، وأنفقت عليه أموالا طائلة خلال السنوات الأخيرة".
وأكد أفيتان الذي
يترأس وحدة الهجوم وجمع المعلومات في الكتيبة التكنولوجية للمشاة أن "هذا
الجهد التكنولوجي لمواجهة أنفاق حماس اشترك فيه أفراد إدارة البحث وتطوير
الأسلحة القتالية والبنية التكنولوجية بوزارة الحرب، بالتعاون مع سلاح المشاة،
وشركات الصناعات العسكرية رفائيل وألبيت، ومكتب رئيس الحكومة، وهو ما أثار إعجاب
الكثير من جيوش العالم التي تعتبر متطورة جدا من الناحية التكنولوجية، وحاولت
التعامل مع هذا التهديد المسمى الأنفاق دون جدوى".
وأوضح أفيتان أن
"الأنفاق شكلت لإسرائيل كابوسا تحت أرضي، فأنا من سكان سديروت، وما زلت أتذكر
النفق الأول الذي تم اكتشافه في أبريل عام 2016 بواسطة التكنولوجيا المتجددة بعد
عامين من انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد التي وقعت في مثل هذه الأيام من صيف
2014، حيث تم العثور عليه عقب عمل هندسي أرضي من البحث الطويل والمستمر حول النقطة
الأولى التي يبدأ منها النفق".
ويشرح قائلا:
"حينها، وقفت عند هذه النقطة، وطلبت من الحفار أن يقدح في الأرض هنا، كانت
لحظة مؤثرة، ومشجعة للاستمرار بذات الطريق لكشف المزيد من الأنفاق، ثم تم تسجيل
نجاحات أخرى في ذات الطريق، وأعلن الجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر عن كشف النفق
العاشر عند معبر كرم أبو سالم في مايو الماضي".
وقال إن "الهجوم
المسلح الأول الذي نفذته حماس عبر الأنفاق كان في حزيران/ يونيو 2006، حين اختطفت الجندي
غلعاد شاليط وقتلت جنديين آخرين وأصابت ستة، وفي حرب 2014 تواصل التهديد بالأنفاق
بما بات يشكل مصدر قلق وخوف كبير في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، عقب عدة مواجهات
مع المسلحين الفلسطينيين، الذين حاولوا اجتياز حدود غزة عبر الأنفاق، وخلالها قتل
وأصيب عدد من الجنود، لكنهم منعوا المسلحين من التقدم باتجاه التجمعات الاستيطانية
الحدودية، ما كان سيؤدي لوقوع خسائر بشرية إسرائيلية واسعة".
وأضاف أن
"محاولات المنظمات الفلسطينية لتنفيذ عمليات خلال الحرب من خلال الأنفاق
تكررت، ما أثار مفاجأة الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي اللذين وصلا إلى قناعة
مفادها أننا أمام تحد خطير وكبير لابد من مواجهته، لأنه سيكون في صدارة أي معارك
مستقبلية قادمة، مع العلم أن التعامل التكنولوجي مع الأنفاق معقد جدا وليس سهلا،
فهناك العديد من الوسائل المستخدمة، يختلط فيها المدني مع العسكري، ويشبه إلى حد
بعيد التنقيب عن النفط، كالبحث عن إبرة في كوم قش، لأننا نبحث في عمق الأرض بعيد
جدا".
ويختم بالقول: "إننا من أجل هذا الغرض أقمنا مصنعا مستقلا بذاته، يعمل فيه متخصصون خبراء من مجال
التكنولوجيا، ونخضع كل تطور جديد على الأرض للفحص المخبري والهندسي، بحيث نواصل
العمل في الأماكن التي يتم الاشتباه بوجود أنفاق فيها، حتى نصل أخيرا للمكان الذي
نحضر فيه المعدات، ونبدأ بالحفر، وصولا لإحباط التهديد، ما سيغير وجه المعركة
القادمة مع حماس في غزة".
دراسة إسرائيلية: مسيرات العودة كشفت فشل إسرائيل استراتيجيا
تحريض غير مسبوق وارتفاع حدة التهديدات الإسرائيلية لحماس
لواء إسرائيلي: مشكلة غزة مركبة ولا حلول سوى المؤقتة