نشر موقع "ذا إنترسبت" مقالا للمعلق المعروف مهدي حسن، يعلق فيه على قرار المحكمة العليا الأمريكية تثبيت قرار منع دخول مواطني خمس دول إسلامية، قائلا إن بيت ترامب الأبيض القائم على التفوق الأبيض نقل المعركة من الحملة الانتخابية إلى المحكمة العليا.
ويبدأ الكاتب مقاله بالقول: "أهلا بالمحكمة العليا العنصرية البيضاء، ففي يوم الاثنين قرر خمسة قضاة محافظين مقابل أربعة لتشكيل الصورة الانتخابية في تكساس، وفي يوم الثلاثاء اتخذ 5-4 محافظين خطوة أبعد باتجاه مأسسة التمييز والتعصب، من خلال الموافقة على قرار الرئيس دونالد ترامب (حظر المسلمين)، الذي عبر عن دهشته من قرار المحكمة في تغريدة صباح الثلاثاء".
وينقل الموقع عن القاضي جون روبرتس، قوله مبررا الحكم بأن قرار ترامب التنفيذي "شرعي ومرتبط بالقلق على مصالح الأمن القومي"، مشيرا إلى أن الرئيس طالب أثناء حملته الانتخابية، في كانون الأول/ ديسمبر 2015، في ساوث كارولينا، بمنع شامل للمسلمين من دخول أمريكا، حتى يتوصل الممثلون في الكونغرس لموقف واضح.
ويشير حسن في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ترامب زعم في مقابلة مع "سي أن أن" في آذار/ مارس 2016، قائلا: "الإسلام يكرهنا"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لديها مشكلة مع المسلمين القادمين لأمريكا، وفي كانون الثاني/ يناير 2017، قال مستشاره في الحملة الانتخابية ردوي جولياني، في مقابلة مع "فوكس نيوز"، إن ترامب عندما أعلن عن منع المسلمين طلب منه تشكيل لجنة ليتم تنفيذ قراره بشكل قانوني، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر قام ترامب بنشر تغريدات تحتوي على لقطات فيديو معادية للمسلمين، نشرتها رئيسة مجموعة بريطانية متطرفة اسمها "بريطانيا أولا".
ويقول الكاتب إن "القضاة المحافظين في المحكمة العليا لم يكونوا يعلمون بهذه التغريدات، ولو كانوا يعلمون لكان لموافقتهم على قراره معنى، وما يجعل حكم يوم الثلاثاء غريبا وزائفا هو أن القاضي روبرتس أشار إلى هذه التغريدات كلها في رأيه الذي عبر عنه في 39 صفحة، إلا أن القاضي الكبير وفريقه الرجعي توصلوا إلى أن قرار الرئيس التنفيذي (يقوم وبشكل واضح على أهداف مشروعة) و(لا علاقة له بالدين)، وهذا موقف يعبر عن تفوق عنصري أبيض في حالة من التحرك، وهو ما يحدث عندما ينتشر العداء والكراهية للمسلمين والمهاجرين، ويصبح أمرا عاديا".
ويلفت حسن إلى أن "القاضية سونيا سوتوماير، وهي ابنة مهاجر بورتوريكي، وواحدة من ثلاث قاضيات في المحكمة، أشارت إلى قرار المحكمة هذا الشهر في قضية كعكة الزواج للمثليين، التي رفض صاحب مخبز في كولورادو صنعها؛ لأنها تعد تعديا على حقوقه الدينية، وانتقدت سوتوماير ما رأته نفاق القاضي روبرتس ومن وقف معه، وقالت إنه على خلاف موقف الغالبية من بيان المفوض في كولورادو حول البعد الديني، وأنه دليل مقنع في قضية الكعكة، فإن القضاة هنا تجاوزوا تصريحات الرئيس المشحونة ضد المسلمين، واعتبروها غير مهمة، وهو ما يرسل رسالة لأعضاء أقلية دينية في بلدنا بأنهم لا ينتمون له، كما قالت، وأنهم (ليسوا أعضاء كاملين في المجتمع السياسي)".
وينوه الكاتب إلى أن "سوتوماير حاولت إثارة خجل القضاة فيما ينظر إليه على أنه معايير مزدوجة من التعصب الديني والتمييز، إلا أنه من الصعب إثارة خجل من فقدوا الحياء، بشكل يردد صدى ما قاله كروتشو مارك: (من سيصدقني أو يصدق شهادتك؟)، فإن روبرتس مصمم على تبرئة ترامب من تهمة العداء للإسلام، فالدول الخمس التي وردت على قائمة المنع (لا يمكن الاستنتاج منها أي عداوة للدين) ولا تاريخ الرئيس المعادي للمسلمين وخطابه".
ويستدرك حسن بأن "سوتوماير لاحظت أنه بناء على الأدلة الموثقة، فإنه يمكن للمراقب المعقول التوصل إلى نتيجة بأن قرار ترامب التنفيذي تدفعه كراهية المسلمين، مع أن غالبية القضاة ترى خلاف ذلك، من خلال تجاهل الحقائق، وإساءة فهم السوابق القانونية، وغض النظر عن الألم والمعاناة اللذين سيتسبب بهما القرار لعدد كبير من العائلات والأفراد من حملة الجنسية الأمريكية".
ويورد الموقع نقلا عن سوتوماير، قولها إنه رغم "الفرص العديدة، فإن الرئيس لم يتنصل من أي كلمة قالها عن الإسلام سابقا"، مفضلا "مواصلة الهجمات التي لا ترحم على الدين الإسلامي وأتباعه".
ويذهب الكاتب إلى أنه "من هنا أصبحت المحكمة العليا محكمة تفوق عنصري أبيض، فالغالبية محافظون بيض، ويرفضون المساواة العنصرية والدينية، بل هم سعداء بنشر رأي قانوني يوثق عداوة الرئيس للمسلمين، وفي الوقت ذاته يرفضون أنه يقوم بمعاداة الدين".
ويقول حسن: "تذكر أن ترامب عندما كان مرشحا، وأعلن عن منع المسلمين في كانون الأول/ ديسمبر 2015، قام المتطرفون في الحزب الجمهوري، بمن فيهم من انضموا إلى إدارته، بشجب مقترحه، ووصفه نائبه الآن مايك بينس بأنه (مهين وغير دستوري)، واتهم مدير طاقم البيت الأبيض السابق رينيس بريبوس ترامب بتقويض القيم الأمريكية، وقال رئيس الكونغرس بول ريان إن هذه التصريحات لا تمثل الحزب".
ويجد الكاتب أنه "رغم التراجع الذي تم خلال العامين ونصف، إلا أن ترامب لم يغير مواقفه، بل إن قرار المحكمة منحه الختم الذي كان يريده لقرار المنع المتعصب، ووصف النائب المسلم الديمقراطي كيث إليسون القرار بأنه (مجرد ختم من المحكمة العليا لسياسة إدارة ترامب التمييزية)".
ويرى حسن أن "الإسلاموفوبيا لم تعد مجرد موقف هامشي، بل هي قانون البلاد، فرئاسة تعبر عن التفوق العنصري الأبيض تباركها اليوم محكمة تفوق عنصري أبيض، التي أعطته علامة نجاح لتعصبه ضد المسلمين، وعلى أساس زائف (الأمن القومي)، وأصبح (الخوف من الآخر) يبرر منع دخول (الآخرين)".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "هذه ليست مناورة، هذه حالة طوارئ وطنية حقيقية، حيث يتعرض الدستور والقيم الليبرالية والديمقراطية ذاتها لهجوم يومي من تحالف سياسيين وقضاة محافظين، وأنقل عن المستشارة السابقة للشؤون الدينية للرئيس باراك أوباما داليا مجاهد، قولها إن (المسلمين مثل طائر الكناري في منجم فحم، قد نكون أول من يتأثر به، لكن الغازات السامة تضر بنا جميعا)".
واشنطن بوست: مسلمو أمريكا يتساءلون ماذا بعد قرار الحظر؟
واشنطن بوست: لا عجب إن تكررت جرائم بورما ضد الإنسانية
أتلانتك: مدير طاقم بولتون دعا لتجريد مسلمي أمريكا من الجنسية