أكد مؤرخ إسرائيلي الأحد، أن الأجواء التي تسود "إسرائيل" اليوم، تشبه بشكل "مخيف" الأجواء التي سادت في عام 1973.
وأشار المؤرخ الإسرائيلي، يحيعام فايتس، في مقال له
بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إلى حديث إسرائيلي حول نشاط غولدا مئير، وهي رابع رئيس وزراء للحكومة الإسرائيلية بين عامي 1969 حتى 1974، وخاصة في حرب أكتوبر
عام 1973.
ولفت إلى أن متحدثين تطرقوا إلى المناخ الذي ساد
"إسرائيل" قبل تلك الحرب، وسلوك قيادتها في تلك الأيام، والأمور التي
شكلت الشرط الضروري والرئيسي لاندلاع الحرب.
وأوضح فايتس، أن هناك "ثلاثة مكونات خلقت تلك
الأجواء وهي؛ شعور النشوة الذي ساد في إسرائيل في تلك الأيام"، مدللا على ذلك
بعدة أمثلة؛ منها ما ورد في إعلان انتخابي للكنيست، نشر قبل بضعة أيام
من اندلاع الحرب، وجاء فيه: "على شفا قناة السويس؛ يسود الهدوء".
اقرأ أيضا: هكذا أقامت إسرائيل علاقاتها السرية مع الدول العربية
وأما المكون الثاني، فهو "قوة رئيسة الحكومة
مئير، وصلاحيتها الكبيرة جدا لدرجة أن أعضاء حكومتها لم يتجرأوا على مناقشة
مواقفها، وكان الشعور الواضح في حينه، أنه لا يوجد أي بديل لحكمها، لا في حزبها
ولا في حزب المعارضة الأساسي برئاسة مناحيم بيغن".
ونوه المؤرخ، إلى أن المكون الثالث الذي ساهم في خلقالأجواء التي سبقت حرب أكتوبر، أنه "لم يجر نقاش جوهري حول الافتراض الأساسي لسياسة الأمن، التي بلورتها مئير ووزير الدفاع موشيه ديان، والتي بحسبها ليس لمصر أي إمكانية لاجتياز قناة السويس وإن الجيش الإسرائيلي هو جيش لا يمكن هزيمته والوقت يعمل لصالحنا".
وأكد أن حرب 1973، "حطمت مناخ النشوة الواثق
بالنفس والمتحجر الذي ساد في حينه، والذي أدى إلى نهاية الحكم الطويل لحزب
العمل"، منوها أن الحديث الذي جرى في هذا اليوم، تسبب له "بتفكير مقلق
جدا، فالمناخ السائد لدينا الآن يشبه بصورة مخيفة المناخ الذي ساد في العام 1973،
ويمكن أن نجد فيه المكونات الثلاثة التي وجدت في حينه".
فالمكون الأول، "هو شعور النشوة الحالي الذي
تولد بسبب عدة أمور؛ نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؛ وهي خطوة رمزية ليس فيها أي
مضمون حقيقي، ونجاح سلاح الجو والجيش الإسرائيلي في سوريا، والسرور الكبير لفوز
المغنية نتاع برزيلاي في مسابقة الأغنية الأوروبية (أوروفزيون)، وكأنها
جائزة نوبل".
ولفت إلى أن المكون الثاني؛ "هو قوة رئيس
الحكومة بنيامين نتنياهو الذي، يسيطر على حكومته وعلى حزبه بيد قوية، من خلال خلق
مناخ خوف وذعر، ولا أحد يتجرأ على طرح رؤية مختلفة، وحتى أحزاب المعارضة لا تحاول
بلورة أجندة بديلة".
اقرأ أيضا: أين أخطأت إسرائيل في سياستها تجاه غزة.. إسرائيليون يجيبون؟
وقال: "من المحظور المقارنة بين نتنياهو، رجل
الملذات والفاسد، وبين غولدا، المتقشفة التي كرست كل حياتها من أجل إسرائيل
والإسرائيليين، فالأمر يتعلق بتدنيس المقدسات، لكن يمكن أن نجد خطوط تشابه بين
نموذجي حكمهما".
وذكر أن المكون الثالث، يتمثل في "الجمود
الفكري لدى جهاز الحكم الحالي؛ فليس هناك من يفكر بطرق مختلفة عن طرق الحاكم ويقوم
بتوجيه أسئلة ثاقبة؛ مثل: هل يمكن وقف سفك الدماء البربري في قطاع غزة؟ هل نقل
السفارة هو الأمر الأكثر حيوية من ناحيتنا؟ هل من غير المناسب دعم قرار الرئيس
ترامب إلغاء الاتفاق النووي مع إيران بصورة أقل حماسة؟".
وبين فايتس، أن من يشكك بما سبق ذكره، "يعتبر
كافرا وغير وطني"، موضحا أن الوضع الآن في "إسرائيل" مثلما
كان عليه عام 1937.
ونبه المؤرخ، إلى أن "المجتمع الإسرائيلي الآن يسير
مغمض العيون خلف زعيم يثق بنفسه ومتبجح، يقودنا الى حافة الهاوية"، مضيفا أنه "يمكننا أن نتذكر بفزع ما قاله النبي دانييل: اللهم قصر حياة نظام
بابل"، وفق قوله.
موقع: مسيرات غزة أثبتت أن نهج المقاومة غير العنيفة سينتصر
هآرتس: هذا ما تخاف منه إسرائيل خلال الفترة المقبلة
صحيفة إسرائيلية: ما تأثير إعلان الرئيس الأمريكي على حماس؟