ترامب يهدد إيران وتصاعد الرفض الدولي لانسحابه من الاتفاق

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء أن العقوبات على إيران "سيبدأ تنفيذها قريبا جدا"، وذلك بعد يوم من إعلانه الانسحاب من الاتفاق الذي أبرمته دول غربية وروسيا والصين مع إيران في العام 2015.

وفي تصريحات صحفية الأربعاء، قال الرئيس الأمريكي إن إيران "سوف تتفاوض وإلا سيحدث شيء ما"، مضيفا: "إذا استأنفت إيران برنامجها النووي فستكون هناك عواقب خطيرة للغاية"، دون أن يوضح الإجراءات التي سيتخذها.

وتأتي تصريحات ترامب فيما تواصلت المواقف الأوروبية والدولية الرافضة للقرار الأمريكي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وسط جهود تبذلها عواصم أوروبية لمنع إيران من الرد في ذات الاتجاه للحفاظ على الاتفاق.

وفي آخر الجهود، قالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني حسن روحاني الأربعاء أكد فيه على احترام الاتفاق بشكل كامل رغم قرار "الولايات المتحدة الانسحاب منه".

وقال مكتب ماكرون في بيان: "اتفق الرئيس الفرنسي والرئيس الإيراني على مواصلة العمل المشترك مع كل الدول المعنية من أجل الاستمرار في تنفيذ الاتفاق النووي وحفظ الاستقرار الإقليمي".

رفض أوروبي

وأكد ماكرون لروحاني بحسب بيان الإليزيه "رغبة فرنسا في الحفاظ على الاتفاق النووي وطالب طهران بفعل الشيء نفسه"، مضيفا أن وزيري خارجية البلدين سيلتقيان قريبا لبحث استمرار الاتفاق النووي وحفظ الاستقرار الإقليمي.

بدورها، دعت بريطانيا الولايات المتحدة إلى "تحديد رؤيتها بشأن تسوية جديدة عن طريق التفاوض مع إيران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي".

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمام البرلمان، حيث أكد أن بلاده "لا تنوي الانسحاب من الاتفاق وستبذل قصارى جهدها لحماية المصالح التجارية البريطانية في إيران".

وأضاف جونسون: "الآن وبعد انسحاب إدارة ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة فإن المسؤولية تقع عليهم لتحديد كيف سيتوصلون في واشنطن لحل جديد من خلال التفاوض لمخاوفنا المشتركة".

وتابع الوزير البريطاني: "الرئيس ترامب نفسه قال الليلة الماضية إنه ملتزم بإيجاد حل وعلينا أن نطالبه بالوفاء بما وعد"، لافتا إلى أنه "يتفق مع هدف ترامب في إيجاد حل دائم للتهديد الإيراني لكنه تابع: "السؤال هو... كيف ستفعل الولايات المتحدة ذلك؟"".

من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأربعاء "إنه ينبغي عدم التشكيك في الاتفاق النووي مع إيران لكن لابد من إجراء محادثات بشأن اتفاق أشمل يتجاوز نطاق الاتفاق الأصلي".

وعبرت ميركل "عن شعورها بالأسف والقلق بشأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق التاريخي الذي أبرم عام 2015 والذي رفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي".

الصين وتركيا

 
وخارج القارة الأوروبية، شدد المتحدث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ على أن بكين ستواصل "المبادلات الاقتصادية والتجارية بصورة طبيعية" مع إيران رغم قرار ترامب.

وقال المتحدث الصيني في تصريحات صحفية الأربعاء إن بلاده "ستواصل الحوار والتفاوض مع كل الأطراف".

أما تركيا، فجددت بدورها انتقادها للموقف الأمريكي، وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن الأربعاء "إن انسحاب الولايات لمتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، من جانب واحد أمر مثير للقلق".

وأشار كالن إلى أن "إلغاء اتفاقية أبرمت نتيجة مباحثات مطولة ومبادرات دبلوماسية، من جانب واحد، يزعزع مصداقية الولايات المتحدة"، مشدّدا على أن بلاده "لا تريد لأي دولة في المنطقة أن تمتلك السلاح النووي، وأولويتها هي تطهير المنطقة برمتها من هذا السلاح".

وأكّد متحدث الرئاسة التركية، أنّ بلاده "ستراقب العقوبات الأمريكية على إيران، عن كثب"، مبيناً أنّ "قرار ترامب يؤثر على الشركات التركية والأوروبية"، لافتا إلى أن "تركيا لا ترغب في أن يتأثر الشعب الإيراني سلباً من العقوبات الأمريكية".

الوكالة الذرية

إلى ذلك، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الأربعاء إن إيران مستمرة في الوفاء بالتزاماتها النووية بموجب الاتفاق مع القوى العالمية.

وقال مدير الوكالة يوكيا أمانو في بيان مستخدما الاسم الرسمي للاتفاق "تخضع إيران لأقوى نظام تحقق نووي في العالم بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة"، وتابع: "حتى اليوم، يمكن للوكالة أن تؤكد تنفيذ إيران للالتزامات النووية"، مضيفا أن الوكالة "تراقب عن كثب التطورات" المتعلقة بالاتفاق.