قال الكاتب العسكري بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أيال ليفي السبت، إن "الجيش الإسرائيلي يجري في الآونة الأخيرة سلسلة تدريبات ميدانية، تحاكي كيفية خوض مواجهة عسكرية متوقعة في قطاع غزة، من خلال إقامة منطقة سكنية في إحدى قواعده العسكرية تشبه إلى حد كبير المناطق الفلسطينية".
ونقل
ليفي في تقرير مطول ترجمته "عربي21"، عن أحد المشرفين على التدريب
الإسرائيلي الضابط أوريا مورفيان، أن زيارة ميدانية لقاعدة "كتسيعوت" في
النقب، والتي تضم منطقة ومفترقات وطرق تشبه منطقة الشجاعية شرق غزة، تشير لكيفية
تعامل الجنود والضباء من لواء غفعاتي مع تهديد الأنفاق.
وأوضح
أن "هذا التدريب يتضمن القيام بعمليات تمشيط للبيوت واحدا تلو الآخر، عقب
وصول معلومة أمنية تفيد بوجود عين نفق حفره مقاتلو حماس، وهم يستعدون للانطلاق منه
ساعة الصفر"، مضيفا أنه "في مداهمة لأحد المنازل يتم العثور على هذه
العين للنفق المقصود، الذي أوصلهم إلى أعماق الأرض".
ولفت
الكاتب الإسرائيلي إلى أن "العديد من المنخرطين في هذا التدريب العسكري، لم
يخوضوا حرب غزة الأخيرة في 2014، لكنهم مكلفون بإزالة تهديد الأنفاق عن مستوطنات
غلاف غزة".
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: هل ستخرج حماس إلى حرب دون قدرات جديدة؟
وقال
أحد المشرفين على التدريب إن "حماس ترى في الأنفاق سلاحا استراتيجيا قابلا
للمس بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، وما زالت هذه الأنفاق أحد مكونات الحرب
القادمة، فبعد أن كانت مواجهة جوية وبرية وبحرية، أضيفت إليها مواجهة تحت أرضية،
وهذا ما تقوم به القاعدة العسكرية القائمة حاليا لمواجهتها".
وذكر
الجنرال الإسرائيلي يهودا فغمان، أن "سلاح الأنفاق قديم، وتم استخدامه في
الحرب العالمية الأولى عام 1917، حين أمر القائد العسكري البريطاني هربرت فلومر
بحفر نفق طوله ثمانية كيلو مترات، كي يصل إلى أسفل قواعد الجيش الألماني، وتم حشوها
بستمائة طن من المتفجرات، وأسفر تفجيره عن مقتل عشرة آلاف جندي ألماني".
واستكمل
قائلا: "ثم استخدم سلاح الأنفاق جنود حرب العصابات في فيتنام خلال الستينيات
ضد الجيش الأمريكي"، معتقدا أن "حماس ترى في هذه الأنفاق سلاحا مجديا
ويحقق عنصر المفاجأة".
ورأى
فاغمان أن "هذا السلاح يتطلب إدارة حروب الأدمغة لإحباط تهديده"، مؤكدا
أن "هناك حالة من السباق مع الزمن بين الجيش وحماس في التعامل مع تهديد
الأنفاق"، محذرا في الوقت ذاته من "الاستهتار بالعدو الذي يتربص لنا في
غزة"، بحسب تعبيره.
وأشار
إلى أن "تهديد الأنفاق يحتل حيزا واسعا من اللقاءات الأمنية والمحاضرات
العسكرية، وفي النهاية من خلال التدريبات الميدانية"، مبينا أن "كبار
الضباط يبلغون الجنود عن قدرات حماس العسكرية، وعن ما يجب البحث عنه في المواجهة
القادمة، والعثور عليه، بحيث أن كل جندي مطالب بتغيير بندقيته 360 درجة في لحظة
واحدة، خشية حصول مفاجأة من أي نوع خلال ثوان معدودة من خلال هذه الأنفاق".
اقرأ أيضا: استعدادات مكثفة للواء النخبة جفعاتي على حدود غزة
وأكد
أنه "رغم وجود العديد من المؤشرات على وجود نفق هنا أو هناك، من خلال كميات
الرمل أو بعض المعدات أو الباطون، فإن من الصعب أن تضع يدك مباشرة على عين النفق،
حتى لو قام سلاح الجو بعمل تفجير في محيط منطقة يشتبه بوجود نفق فيها، فليس من
السهل أن تعثر عليه بسهولة، هذا تحد لنا".
وأوضح
أن "الإشكالية التي تواجه الجنود في حال اضطروا للقتال داخل غزة أن الطرف
الثاني (حماس)، يوجد في منطقة صعبة بالنسبة لنا، فأنت في مكان مغلق، يهاجمونك من
الخارج، حتى إنك لا ترى من الطرف المهاجم".
"ووفقا
للتدريبات التي يحصل عليها الجنود الإسرائيليون، فإنهم في حال اكتشفوا عينا لأحد
الأنفاق فلا يسارعون بالدخول إليه بانتظار وصول قوات خاصة مدربة على التعامل مع
الأنفاق، لأن معظم ما تدربوا عليه يكمن في إحباط هذه الأنفاق من الخارج".
وأكد
أنه "في الحرب القادمة ستكون الأنفاق جزءا أساسيا من القتال، لأنه في الحرب
السابقة علمنا عن وجودها، لكننا لم نوفر الإجابة المناسبة للتصدي لها، كي لا نكون
أمام مفاجآت صعبة، حيث يعلم الجيش أن حماس لديها عدد قليل من الأنفاق الهجومية، في
حين تمتلك شبكة واسعة من الأنفاق الدفاعية، لأنهم يحفرون على مدار الساعة".
وختم
بالقول: "حماس تسعى للحفر في كل منطقة داخل غزة وعلى حدودها، وبفضل
التكنولوجيا التي تحوزها فإنها قادرة على الحفر في كل أنواع الصخور، لأنه من
الناحية التقنية يبدو هذا ممكنا، ولذلك ينخرط الجيش هذه الأيام في إقامة الجدار
التحت-أرضي في عمق الأرض للتعامل مع هذه الأنفاق".
إسرائيل تتخوف من سيناريو اجتياز الجدار العازل مع قطاع غزة
صحيفة عبرية: كيف قلبت مسيرة العودة حسابات المنطقة؟
آيزنكوت: حماس تستوطن قلوب الفلسطينيين ولن يخرجوا ضدها