اعترف الضابط الإسرائيلي السابق بجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، والخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، يوني بن مناحيم، بأن إسرائيل تشن ضد الفلسطينيين حربا نفسية عبر عدة وسائل يستخدمها الإعلام الإسرائيلي في مواقع الإنترنت الناطقة باللغة العربية، وشبكات التواصل الاجتماعي.
وقال بن مناحيم، في تقرير له على موقع "نيوز ون"، وترجمته "عربي21"، إن المنظومة الإعلامية الإسرائيلية المتحدثة باللغة العربية استطاعت تحقيق اختراقات في المجتمع الفلسطيني، ما دفع الوسائل الإعلامية التابعة لحركة حماس لكشف ما اعتبرته وسائل دعاية إسرائيلية موجهة من قبل الأجهزة الأمنية مكونة من 14 موقعا على شبكة الإنترنيت.
وحذرت حماس الجمهور الفلسطيني من التجاوب مع هذه المواقع، خشية التأثير الإسرائيلي على الروح المعنوية للفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، وعلى رأسها صفحة المنسق العام لأنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية الجنرال يوآف مردخاي المعروفة باسم صفحة المنسق.
وأضاف بن مناحيم: "يبدو واضحا أن إسرائيل تحاول استغلال التطورات التكنولوجية لدى الفلسطينيين، وزيادة استخدامهم لشبكات التواصل، من خلال وجود قبول نسبي لدى الفلسطينيين لهذه المواقع الإسرائيلية، لأنها تكشف لهم المعلومات التي تخفيها المواقع الفلسطينية، ما يشكل بنظر حماس خطرا حقيقيا لأن هؤلاء الفلسطينيين يصبحون عرضة لحرب نفسية إسرائيلية موجهة، غرضها الأساسي بث الإحباط في نفوسهم، وضرب روحهم المعنوية، عبر بث الإشاعات، وإثارة البلبلة في الجبهة الداخلية الفلسطينية".
وأكد أن مصدر قلق حماس من المواقع الإسرائيلية أن أهدافها تتعارض مع رؤيتها الوطنية، ومن أهم هذه الأهداف: "جمع المعلومات الأمنية عن حركات المقاومة وقادتها، التحريض ضد المقاتلين الفلسطينيين وعائلات الأسرى والشهداء والمبعدين، فبركة أخبار غير صحيحة حول نشطاء الفصائل الفلسطينية لتحريض المواطنين ضدهم، ضرب روح الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وأوضح بن مناحيم أن الإقبال الفلسطيني على هذه المواقع الإسرائيلية الناطقة بالعربية زاد في الأسابيع الأخيرة في ظل انتشار التقديرات عن قرب اندلاع حرب جديدة بين حماس وإسرائيل في غزة، مع العلم بأن أوساطا فلسطينية تتهم المنظومة الإعلامية الإسرائيلية ببث هذه الإشاعات، وتهويل مخاطر الأيام القادمة لبث الرعب في نفوس الفلسطينيين، تمهيدا لزعزعة الاستقرار الأمني المجتمعي في القطاع، وهو ما تسعى إليه إسرائيل.
وتابع: "إسرائيل تسعى حثيثا بهذه المنظومة الإعلامية للوصول إلى الجيل الناشئ الفلسطيني بغزة، والتأثير عليه، في ظل امتلاكهم هواتف محمولة متطورة، ما يجعلهم قابلين للتأثر بهذه الدعاية الإسرائيلية"، مطالبا بأن تزيد المنظومة الدعائية الإسرائيلية من تأثيرها المتواصل على الفلسطينيين عبر هذه المواقع، وتجنيد الإمكانيات التكنولوجية والقدرات التقنية، واستقطاب كبار المستشرقين الإسرائيليين للانخراط بهذه المعركة النفسية ضد الفلسطينيين.
بقاء سيطرة حماس على غزة يثير خلافا إسرائيليا أمريكيا
إسرائيل تخشى من تداعيات تقليص مساعدات السلطة.. لماذا؟
صحفي إسرائيلي: دعوكم من عباس وتحدثوا لرجال الدين وحماس