تواصل قوات نظام
بشار الأسد هجومها على عدة محاور في ريفي حماة وحلب، حيث تمكنت من الوصول إلى ريف إدلب الشرقي والجنوبي بمساندة الطائرات الروسية التي تقوم بالتمهيد الجوي لقوات النظام على محاور عدة بجبهة طولها حوالي 140 كم.
ودفع هذا التقدم البطيء نسبيا للنظام ناشطين إلى استنفار الفصائل وتحميلها مسؤولية وصول النظام إلى مبتغاه.
الناشط خالد الجنوبي، قال في تصريح لـ"
عربي21"، إن النظام يستميت من أجل الوصول إلى ريف إدلب والسيطرة على مناطق مهمة فيه مثل سراقب وأبو الظهور وسنجار، معتبرا أن الفصائل لم ترم بثقلها في هذه المعركة المصيرية في حياة الثورة السورية.
وأوضح أن "الفصائل تأخذ وضع المزهرية من تقدم النظام، إذ تقدم الأخير حتى الآن على ثلاث محاور، وهي محور أبو دالي حيث سيطر على تلة السرياتيل وتل المقطع وتل خنزير، والمحور الثاني هو محور الرهجان، والثالث هو
ريف حلب الجنوبي في جبل الحص، حيث تستميت
قوات النظام من أجل احراز تقدم يمكنها من الاقتراب من مطار أبي الظهور، الذي يبعد عن قوات النظام حوالي 40 كم".
وأضاف خالد: "الفصائل تعتبر أن هذه المناطق هي مناطق تحرير الشام، وبالتالي لا تعمل بها ولا تصد النظام فيها، لكنها ستدفع ثمن ذلك لأن النظام لن يوفر مناطق إدلب التي تتواجد بها الفصائل، فالنظام يصمم من أجل الوصول إلى إدلب، وأول خطواته هي الوصول إلى مطار أبي الظهور في ريف إدلب الشرقي، بحيث يمكنه من إقامة قاعدة جوية تكون أقرب للشمال السوري كله، وهذه الأمور يجب أن تدركها الفصائل التي تقف متفرجة، بل وبعضها يريد أن تستنزف تحرير الشام قواتها جراء هذه المعارك".
اقرأ أيضا: النظام يحاول "نسف" اتفاق خفض التوتر ومعارك في الغوطة
كما أكد أن هناك أقاويل تفيد بأن مناطق شرق سكة الحديد حلب - دمشق هي خارج بند خفض التصعيد، وأن "روسيا أبلغت الفصائل في
أستانا أن مناطق شرق السكة يجب أن يسيطر عليها النظام، وأن تلك المناطق ستكون منطقة حرب بين النظام والروس من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى".
ودعا الفصائل إلى أخذ هذه الأمور على محمل الجد فـ"النظام يحشد قواته لهذه المعركة الكبرى التي قد تشكل في حال حقق أهدافه منها 40% من مجمل معركة الشمال السوري، وعلى الفصائل أن تسارع بتشكيل غرفة عمليات من أجل التصدي للنظام الذي بات يهدد إدلب التي تعتبر آخر معاقل الثورة السورية، إذ أن مصادر النظام تؤكد بأن سهيل الحسن في طريقه لخوض هذه المعركة بتكليف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا عندما التقاه أثناء زيارته لقاعدة حميميم".
بدوره، يرى القيادي المقرب من الجهاديين، الأسيف عبد الرحمن، أن تحرير الشام قدمت للفصائل ما تريد لكن الفصائل تماطل في مؤازرة هيئة تحرير الشام في معاركها.
وقال القيادي عبد الرحمن في تصريح لـ"
عربي21" إن "هيئة تحرير الشام غير موقعة على الهدنة لكنها اليوم هي وبعض الفصائل تتصدى للنظام".
وأضاف أن "بعض الفصائل قد تكون قد وقعت على اتفاق بأن شرق السكة خارج خفض التصعيد، وربما وقعت على ما هو أكبر"، معتبرا أن الفصائل لا تبالي في هذه المعارك فهي انخرطت بالتوافقات الدولية ولا تقف مع الفصائل التي تحارب النظام، على حد تعبيره.
وكشف عن أن الأنباء التي تتحدث عن تشكيل جيش فتح جديد ليس لها أي أساس من الصحة، "إلا أن هناك سعي لتشكيل غرفة عمليات واحدة، فالشخصيات التي تسعى لذلك تقول بأن الأمور تسير بشكل جيد، وبعض الفصائل مثل جيش الأحرار والزنكي وأحرار الشام أرسلوا بعض القادة العسكريين لجبهات المعارك بقصد الاستطلاع من أجل المشاركة"، مؤكدا أن التوافق الروسي التركي بات واضحا أكثر وهذا له تبعات.
من جهته، يرى الناشط عمر الحمصي أن عدم مشاركة الفصائل في المعارك متوقف على "هيئة تحرير الشام" وإعادتها لحقوق الفصائل من سلاح ومقرات وذخيرة، متسائلا "كيف يمكن لتلك الفصائل المشاركة في المعارك وتحرير الشام تعتقل الكثير من عناصرها، وتمتنع عن تسليم السلاح الذي أخذته منها؟".
وأوضح الحمصي في تصريح لـ"
عربي21" أن "تحرير الشام تجازف في تلك المعارك خاصة في ريف حماة سابقا، ولا تحسب لمعطيات المعركة، وتفتح معارك فيها استنزاف للعنصر البشري، لأن لدى النظام قوى تدميرية، لذا لابد من تغيير الأسلوب العسكري الذي تتبعه الهيئة، وهذا أحد شروط الفصائل من أجل العودة للمعارك"، معتبرا أن الفصائل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تقدم النظام وهي الآن تقوم بالرباط على عدة جبهات.
في هذا الصدد، يعتبر الناشط مصطفى حسين بأن الوضع في ريف حماة وحلب الجنوبي خطير، ويتطلب مساعي جدية للوقوف في وجه هجمة النظام والروس.
وكشف الناشط حسين في تصريح لـ"
عربي21" عن أن "طيران الروس صعد من قصفه لمناطق الاشتباكات، ولم يتوقف منذ شهرين إلا يوم الخميس الماضي"، واستدرك "لكن توقفه هذا هل يرجع لما يجري في أستانا أم يعود للحالة الجوية السديمية في سوريا؟".
وقال إن "العجيب أن حملة الروس الجوية هذه وتقدم قوات النظام لم تغط إعلاميا ولم تحرك شيئا لدى الفصائل وإعلامييها، فقد نزح عشرات الآلاف من المدنيين من أرياف حماة وحلب وكل هذا يجري بعلم تركيا التي لم تحرك ساكنا كونها ضامن، مما يدل على أن هناك اتفاق روسي تركي بشأن هذه المناطق وأنها يجب أن تكون تحت سيطرة النظام".