بين "ذكاء" منفذي "مذبحة" سيناء وفشل النظام وقوات الأمن المصرية، تحدث خبير عسكري إسرائيلي، عن الهجوم العنيف الذي وقع يوم الجمعة الماضي في سيناء، وأدى لمقتل ما يزيد على 305 مصريين.
هجمات قاتلة
وأوضح الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، أن "مذبحة المصلين" التي وقعت في مسجد "الروضة" في منطقة بئر العبد بسيناء الجمعة الماضي، هي "أعنف هجوم يحصد الدماء في مصر"، معتبرا أنه "يشكل الفشل الثاني على التوالي لأجهزة الأمن المصرية في غضون أكثر من شهر"، وذلك في إشارة منه لحادث سابق وقع في محافظة الجيزة، وقتل فيه أكثر من 50 شرطيا مصريا.
ومن وجهة نظر إسرائيلية، رأى هرئيل، أن "هذين الفشلين يثيران التساؤلات"، مضيفا أنه "في سيناء، خاصة، من الصعب أن نفهم كيف يمكن بعد صراع متواصل منذ عدة سنوات، أن ينجح أقل من ألف شخص من تنظيم (ولاية سيناء) التابع لداعش، بتنفيذ مثل هذه الهجمات القاتلة".
وأكد أن "عدم فعالية قوات الأمن المصرية يدعونا للصراخ حتى السماء، خاصة عندما يتذكر المرء التغطية الواسعة في وسائل الإعلام الدولية، والتي تقول إن إسرائيل تقدم مساعدة واسعة لمصر في توفير المعلومات الاستخبارية وتشغيل الطائرات بدون طيار لشن هجمات على مواقع داعش".
اقرأ أيضا: صحيفة: تفجير سيناء يكشف عجز السيسي أمام الإرهاب
وألمح الخبير العسكري، إلى وجود حالة من "الإحباط والمفاجأة لدى الأمريكان أمام الأداء المصري، رغم أنهم لفتوا انتباه السيسي ورجاله عدة مرات، لحالة الاستعداد العسكري المعقدة والثقيلة والمتوقعة"، منوها إلى أنه في "الكفاح ضد المنظمات الإرهابية هناك حاجة لعمل أسرع، يدمج بين المخابرات الدقيقة وقوات الكوماندوز، لكن المصريين لا يزالون بعيدين جدا عن استخدام هذا الأسلوب".
هجوم طموح
ومن وجهة النظر المصرية، فإن الأمور بحسب الخبير الإسرائيلي، "ليست سيئة للغاية، رغم هذه المذبحة الرهيبة التي أدت لمقتل 305 مصريين"، موضحا أن المصريين يعتبرون أنه "تم تحقيق إنجازات كبيرة في بداية الطريق، وفي مقدمتها تجنيد قسم من القبائل للعمل ضد داعش، وقد يكون هذا هو خلفية الهجوم الأخير؛ وهو رفض القبيلة التي وقع الهجوم في منطقتها التعاون مع داعش".
وبشأن الحرب التي تخوضها مصر ضد "المنظمات الأصولية" على ثلاث جبهات، هي الحدود الليبية وداخل مصر نفسها وفي سيناء، لفت إلى أن "الشاغل الرئيس الذي تتقاسمه مصر وإسرائيل، يتعلق بإمكانية تعزّز قوة تنظيم ولاية سيناء على خلفية الأحداث الجارية في المنطقة بأسرها".
ونوه هرئيل، إلى أن "هزيمة داعش وانهيار الخلافة التي أقامها في شرق سوريا وشمال العراق، تمهد الطريق لعهد جديد تسميه المخابرات الإسرائيلية "داعش 2"، حيث لم يعد الأمر يتوقف على منطقة خاضعة لسيطرة محددة، بل على مزيج من "الخلافة الافتراضية" التي يتم في إطارها تجنيد شبان من الغرب، عبر الإنترنت، مع استغلال المناطق التي تواجه فيها البلدان الإسلامية صعوبة في السيطرة عليها، مثل صحراء سيناء".
اقرأ أيضا: رواية النيابة العامة لهجوم مسجد الروضة بسيناء (صورة)
وكشف الخبير، أن "داعش فرع سيناء، قام باستيعاب قدامى المحاربين في صفوف التنظيم في سوريا والعراق، وهي ظاهرة يمكن أن تتسع في الأشهر المقبلة"، لافتا إلى أن "هجوم يوم الجمعة اتسم بمستوى عال من التخطيط والتنفيذ، حيث حاصر منفذو الهجوم مئات المصلين في المسجد، ونصبوا كمينا لقوات الإنقاذ".
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يبدي قلقه من إمكانية محاولة نشطاء التنظيم شن هجوم طموح على إسرائيل أيضا.
هآرتس: إسرائيل استخدمت "إيلاف" أداة لإيصال رسائلها للخليج
كاتب إسرائيلي: السعودية باعت الفلسطينيين بثمن بخس
"يديعوت": تفاصيل "مشروع" أمريكي روسي لتقسيم سوريا