أثار إعلان المحامي والحقوقي خالد علي ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، المقرر إجراؤها في مارس 2018، وتشكيل فريق حملته في مؤتمر صحافي بمقر أحد الأحزاب بالقاهرة تساؤلات كثيرة حول جدوى الترشح في ظل الحالة السياسية الحالية، ومدى مقدرته على المنافسة النزيهة لزعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي تشير اغلب القراءات لرغبته الكبيرة الاحتفاظ بالكرسي.
ورأى مراقبون أن فرص علي ستغدو ضئيلة جدا إن لم تكن منعدمة من الأساس، بالنظر للتدهور الكبير في الحالة السياسية والحزبية وغياب أبسط درجات النزاهة والحريات والعمل الحزبي المنافس، في مقابل آخرين راوا فيها تحريكا لمياه المنافسة الراكدة.
ورأى الكاتب الصحفي وائل قنديل أن أقصى ما يمكن أن يطمح إليه خالد علي هو تكرار نموذج 2005 والتي أرادها نظام مبارك في ذلك الوقت قنطرة إلى الغرب، ومن هنا كان الإيحاء بأن هناك معركة حقيقية يتنافس فيها مرشحون متعددون، ومحاولة تصوير أن مبارك يواجه منافسين شرسين.
ويشير قنديل في حديثه لـ"عربي21" إلى أن ذات الصورة ستتكرر تماما كما حدث في ذلك الوقت من عمليات التضخيم في قوة المنافس وإظهاره على أنه يهدد كرسي الزعيم، من خلال إجراءات لا تخفى على أحد توقيتها مثل قصة مداهمة المطبعة، والحملة الصحفية المسيئة التي دشنتها صحيفة الجمهورية ضد علي .
اقرأ أيضا: مصر : خالد علي يعلن الترشح للرئاسة .. وحرمانه وارد
ويؤكد قنديل "باختصار خسرنا خالد علي مشروع قيادة ثورية جماهيرية، ولم نكسبه مرشحا حقيقيا لأنه لا توجد انتخابات حقيقية من الأصل".
وعن السيناريوهات المطروحة أمام "خالد علي" في ظل الأوضاع الحالية بمصر وانعدام أي معنى لحياة ديمقراطية حقيقية فى ظل الحكم العسكري الحالي، أضاف قنديل"لن يجرؤ خالد علي على الانسحاب والمقاطعة، سيكمل اللعبة الانتخابية حتى نهايتها، وسيحصل على المركز التالي بعد السيسي الذي سيكتسح ، وعقب انفضاض المولد سوف يسجن خالد علي في القضية المرفوعة ضده".
وتمنى قنديل على علي ما اعتبره " انتحارا بلف حبل الانتخابات حول رقبته، حتى وإن كان امتناعه عن المشاركة سيفتح عليه نيران التشويه والتشهير، لأن ذلك متوقع من نظام غير أخلاقي وغير إنساني وغير قانوني، يمارس التشهير والاغتيال المعنوي ضد الجميع، من يرقصون في حلبة انتخاباته، ومن يمتعون".
فيما يؤكد الناشط السياسي المصري ممدوح حمزة على ثقته في أن "علي" إذا لم يجد ضمانات حقيقية لنزاهة الانتخابات سينسحب منها و قال "انا أعرفه وأثق أنه سيتصرف بهذا الشكل".
وعن فكرة إعلان الترشح من حيث المبدأ قال حمزة لـ"عربي21" "ستغدو حركة جيدة وتقدم كويس و خالد علي يمثل ثورة 25 يناير ورجل مدني وله نضال وله رصيد عند الشعب و فرصه فى الفوز متوقفة على من سيترشح أمامه من المدنيين ".
وعن ضمانات نزاهة الانتخابات قال حمزة "لا توجد أي ضمانات لنزاهة الانتخابات فالتأميم الكامل وحجب المواقع والصوت الواحد الموجة من الاتحادية والاعتقالات المستمرة للشباب ما دام هذا الوضع دائم فلن يكون هناك انتخابات حقيقة وستظهر على أننا نقوم بعمل تمثيلية "، رافضا بالوقت نفسه وصف خالد علي بـ"الكومبارس".
بدوره اعتبر الكاتب الصحفي قطب العربي أن الانتخابات الرئاسية المقبلة " مجرد مسرحية كسابقتها في 2014 فمن وصل للحكم مستخدما صندوق الذخيرة لن يخرج من الحكم بصندوق انتخابات".
وأكد العربي فى اتصال مع "عربي21" على انعدام أي ضمانات لنزاهة الانتخابات فى ظل حكم "السيسي" قائلا "لا تتوافر أدنى مقومات النزاهة والشفافية، كما انني اعتقد ان الانتخابات هي شرعنة لنظام انقلب على التجربة الديمقراطية التي أنتجتها ثورة يناير".
وأوضح العربي أن "الصف الثوري ينقسم إلى اتجاهين في التعاطي مع الانتخابات الرئاسية فهناك قسم كبير يقاطع هذه الانتخابات باعتبارها شرعنة للانقلاب وهناك من يراها الوسيلة المتاحة للتغيير، أو على الأقل لكسب مساحات جديدة للحراك السياسي وينتمي خالد علي لهذا الفريق الأخير.
وأوضح العربي "لو دققنا في كلامه اليوم سنكتشف أنه لم يعلن ترشحه بعد ولكنه أعلن اعتزامه الترشح بعد توفر مجموعة من الضمانات الضرورية كما أنه ربط استمراره في الترشح بتوافق القوى الوطنية على هذا المسار وتعهد بالانسحاب إذا لم تتوفر الضمانات أو لم يتوفر توافق للقوى الثورية ".
فيما وصف السياسي المصري أسامة الغزالي حرب ترشح علي بانه "تصرف جيد يجب أن نرحب به لأنه سيعطي لعملية المنافسة طعم وذلك لأن خالد علي شخصية سياسية وسبق وشارك في سباق رئاسي سابقا" .
وأضاف حرب لـ "عربي21" "أعتقد أن نزول خالد علي فى مصلحة الرئيس السيسي وفى مصلحة صورة مصر أمام العالم وإذا تمت إعاقته سيكون هذا إدانة للسيسي أمام العالم".
واستبعد حرب إمكانية فوز علي أمام السيسي وقال "قطعا فى تقديري أنه لن يفوز واحتمالية فوزه مستبعدة تماما نظرا لظروف مصر والمناخ العام لكن على يمكن أن يمثل تحدي إعلامي للرئيس وبالتالي يعطي المعركة طعم بعض الشيئ ".
وأشار حرب أن عملية التلاعب فى نتائج الانتخابات فى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ووجود السوشيال ميديا والوعي السياسي أصبحت صعبة .
من جهتها قالت هالة فودة المتحدثة الرسمية باسم حملة خالد علي إنها والحملة تنادي بتوفير الحد الأدنى من الضمانات التي تتيح للحملات الانتخابية العمل إلى جانب الضمانات القانونية.
اقرأ أيضا : الحبس لخالد علي .. والسبب "حركة خادشة" لقضاة محكمة
وأضافت فودة "نسعى من خلال نزولنا إلى محاولة فتح أي ثغرة فى المجال العام المغلق تماما و نقيم الموقف مرحليا وبناء عليه نستطيع اتخاذ القرار المناسب بالمشاركة أو بالإحجام فى مهزلة عبثية لن يأتي من ورائها طائل" .
وعن فرص علي فى الفوز قالت "السيسي فقد قدر كبير من شعبيته وهناك حالة تذمر وغليان فى الشارع والناس تستدعينا علشان البديل المدني" .
وفى ردها على سؤال "عربي21" عن ما إن كان قد تم تواصل من جانب الحملة بحزب الحرية والعدالة ومصر القوية والوسط أو الإخوان قالت فودة "لم نتواصل مع الإخوان ولا أي من الأحزاب الأخرى والحملة توجه خطابها لعموم الشعب المصري" .
مصر : خالد علي يعلن الترشح للرئاسة .. وحرمانه وارد
شاب مصري يبشر السيسي .. وداعا للفشل الكلوي (فيديو)
خالد علي يعلن ترشحه للرئاسة المصرية .. هؤلاء سيدعمونه