استعرضت صحيفة
إسرائيلية الاحتمالات الممكنة للأماكن التي قد يلجأ إليها مقاتلو
تنظيم الدولة الهاربين عقب الخسائر التي تكبدها التنظيم في سوريا والعراق، مع استمرار محاولة حصاره من قبل
تركيا وإيران.
وأوردت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، أن التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة وروسيا، وفي الجهة المقابلة إيران وحلفاؤها، "يدمرون بمنهجية صفوف مقاتلي داعش المحليين والأجانب".
وأكدت في تقرير لها أعده إيلي كرمون، أن "مئات من المقاتلين في صفوف داعش سلموا أنفسهم، في حين لا يسمح للأجانب بالمغادرة"، متسائلة: "أين سيلجأ مقاتلو داعش الذين ما زالوا على قيد الحياة، من أجل بناء قاعدة جديدة لهم؟".
وقدرت الصحيفة أن "من بين 30 إلى 40 في المئة من الأجانب في صفوف داعش عادوا إلى أوروبا، ومعظمهم معروفون ويوجدون تحت الرقابة، ولم يبق منهم الكثيرون في سوريا والعراق، في حين سيجد الباقي منهم صعوبة في الدخول إلى تركيا، التي أغلقت حدودها".
وفي الوقت الذي "غيرت فيه تركيا من سياسة ضبط النفس تجاه داعش، بسياسة عدم ضبط النفس عقب عملية الفرات شمال سوريا عام 2016، تأمل أنقرة أن يشكل الجدار الأمني الذي أقامته على طول خمس مقاطعات على الحدود بين تركيا وسوريا، عائقا مضمونا".
وأشارت "إسرائيل اليوم" إلى أنه "مع تحول إيران لهدف مفضل لتنظيم الدولة، فمن المتوقع أن تقوم طهران بوقف تدفق المقاتلين أثناء هربهم إلى الدول المجاورة".
وحول وضع تنظيم الدولة في اليمن، أكدت أنه "فشل في تجنيد الدعم، ومقاتلوه هناك يقدرون ببضع المئات مقابل آلاف من مقاتلي القاعدة"، منوها إلى أن فرع تنظيم الدولة في سيناء المصرية، "نجح في التغلب أحيانا على هجمات الجيش المصري، لكن الواقع يدلل على أنه لا توجد أي إشارة بأنه يستطيع الانتشار، أو يشكل حصنا جغرافيا هاما من أجل لجوء المقاتلين إليه".
تهديد متوقع
وزعمت الصحيفة الإسرائيلية، أن "تحسن العلاقة بين مصر وحركة حماس مكن الأخيرة من جعل غزة قاعدة للعمليات ضد مقاتلي داعش في سيناء، ومن أجل ذلك يعارض فرع داعش (ولاية سيناء) الاتفاق بين المخابرات المصرية وحماس، وهدد بالانتقام".
ورجحت أن يلجأ عناصر تنظيم الدولة إلى ليبيا وأفغانستان، وهما كما قالت: "أرض خصبة لتمركز محتمل لنشطاء داعش الهاربين".
ورغم فقدان التنظيم في ليبيا للسيطرة على معقله في مدينتي درنة وسرت، لكنه على ما يبدو فقد انضم إليه الآلاف من العناصر من مناطق القرى الجنوبية والغربية.
وأكدت أن "أحد التهديدات المتوقعة لتمركز داعش في ليبيا، هو ضعضعة الاستقرار في تونس المجاورة، والمغرب والجزائر".
وبشأن أفغانستان، التي "يمكن أن تتحول مرة أخرى إلى ملجأ آمن للتنظيم الذي لم يرتدع رغم تكبده خسائر كبيرة على يد طالبان، لكنه في السنة الأخيرة نفذ عددا من العمليات الدموية ضد النظام في أفغانستان وضد مليشيات شيعية أيضا".
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى الاستراتيجية الجديدة التي عرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تشمل نشر قوات أمريكية إضافية، لإقناع طالبان التي تسيطر على 40 في المئة من أفغانستان المقسمة، بأنه لا يستطيع الانتصار في ميدان القتال".
وقالت: "بقي أن نرى ما إذا كانت الاستراتيجية الجديدة ستشكل تحديا، ليس فقط للسيطرة الجغرافية لطالبان، بل أيضا لوجود داعش المتزايد في أفغانستان".