ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن
الصين طلبت من
باكستان وضع حد لنشاطات حركة
طالبان وشبكة
حقاني داخل أراضيها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الدعوة الصينية تأتي في ظل الضغوط التي تمارس على إسلام أباد لتنهي سنوات من الدعم السري للإرهاب.
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الحكومة الباكستانية، قولهم إن بكين حذرت، وبطريقة هادئة إسلام أباد، وطلبت منها "تنظيف صفحتها"، والتعامل مع الحركات المتشددة، مثل حركة طالبان وشبكة حقاني، التي تستخدم البلاد قاعدة للهجوم على أفغانستان والهند.
ويلفت التقرير إلى أن باكستان، التي تعرضت لهجمات شديدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب ألقاه قبل أسبوعين، تجد نفسها أمام ضغوط من الصين، التي ستستثمر 55 مليار دولار أمريكي في البلاد عبر السنوات القادمة.
وتذكر الصحيفة أن بكين عبرت عن غضبها من اعتقال تنظيم الدولة وقتل أستاذين صينيين في الجبال الشمالية لباكستان، مشيرة إلى أن الصين انضمت إلى الهند، منافسة باكستان التقليدية، في بيان لشجب الجماعات المتطرفة، وذلك في قمة البريكس (وهي مجموعة تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، التي انعقدت الأسبوع الماضي في تشيامين.
ويفيد التقرير بأن آمال باكستان بالتحالف أكثر مع الصين، في محاولة منها لتجاوز الضغوط التي تمارسها عليها الولايات المتحدة، تراجعت.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول بارز في الحكومة الباكستانية قوله: "تريد بكين من إسلام أباد الآن الخروج من هذا الجدل وتنظيف صفحتها، وطلبت بشكل شخصي من باكستان الهجوم على المتشددين الإسلاميين، بمن فيهم شبكة حقاني، والتأكيد أن الإرهابيين هم أعداء لا أصدقاء".
وينوه التقرير إلى أن الدعم السري الذي تقدمه باكستان للجماعات المتشددة، وبينها الشبكة القبلية حقاني المتحالفة مع حركة طالبان، التي قامت بخطف واستهداف الأهداف الغربية، أثار حنق جيرانها.
وتقول الصحيفة إن بدء العمل على الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو جزء من مشروع قيمته 900 مليار دولار لبناء بنى تحتية للتجارة الدولية، هو محاولة أخرى من الرئيس تشي بينجينغ لإقناع باكستان بالسيطرة على الجماعات المتشددة.
وبحسب التقرير، فإن الأزمة تكشف عن الشق الكبير بين الحكومة المدنية والجيش، مستدركا بأنه رغم الضغوط فإن هناك توقعات قليلة ليقوم الجيش والمخابرات الباكستانية بالتخلي عن الجماعات الوكيلة، التي تعد أرصدة استراتيجية ثمينة، وتدعم مصالح باكستان في أفغانستان، وتهاجم الهند.
وتورد الصحيفة أن دبلوماسيا باكستانيا بارزا اعترف بوجود "فجوة كبيرة بين الشؤون المدنية والعسكرية على المستويات العليا، التي تؤثر في عمل الدبلوماسية"، لافتة إلى أن باكستان فوجئت عندما استهدفها ترامب في خطابه، الذي كشف فيه عن استراتيجيته الجديدة في أفغانستان، حيث أعلن عن إرسال أعداد جديدة من الجنود.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول مايكل كاغلمان من مركز "وودرو ويلسون" في واشنطن، إن "إعلان بريكس يعد تحولا في قواعد اللعبة، حيث قامت الصين على مدى السنين الماضية بعرقلة جهود الهند لمعاقبة الجماعات الإرهابية المتشددة، وتحولت الصين الآن 360 درجة، وهو تحول ضخم".