قالت مجلة نيويوركر الأمريكية إن الحركة الوطنية
الفلسطينية توشك على الوصول إلى نهاية طريقها، معتبرة أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس يمثل آخر أمل لها للوصول إلى تسوية سلمية مع إسرائيل من خلال
المفاوضات.
ونشرت الصحيفة تقرير لها ترجمته "
عربي21" استعرضت فيه توقعات عن وضع القيادة الفلسطينية ومستقبلها، استنادا إلى ما نقلته عن الباحثين الفلسطينيين حسين أغا وأحمد سميح الخالدي، اللذين كانا مشاركين في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين على مدى ثلاثة عقود مضت.
وتنقل الصحيفة عن الباحثين قولهما إن عباس هو الوحيد المتبقي الذي يملك الصلاحيات للتوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل.
وتصف "نيويوركر" مؤسسات الحركة الوطنية الفلسطينية بأنها "تتعفن"، في ظل عدم وجود قيادة بديلة، أو نجاح سياسي واضح، ودون تقدم في مسيرة التسوية مع وجود خصومات إقليمية.
وعن مستقبل عباس وشعبيته قالت الصحيفة إن مكانة عباس في أوساط شعبه تضررت جدا لمشاركته الثابتة والعقيمة في المسيرة السلمية، وبسبب معارضته العنيدة للكفاح المسلح، إضافة إلى التزامه المطلق بالتعاون الأمني مع إسرائيل.
ويستعرض الباحثان "كيف أصبحت الساحة السياسية الفلسطينية نظاما سياسيا من رجل واحد(..) ، وكيف تعمل القيادة على إسكات كل معارضة سياسية حقيقية، إلى جانب الجهود للتحكم بما تبقى من المؤسسات المتعفنة لحركة فتح التي يرأسها عباس، فما كان في الماضي نقاشا سياسيا هائجا أصبح حوارا تعبا، وفي نفس الوقت اصبح الفلسطينيون مغتربين عن الهيئات التي تمثلهم".
ويعيد الباحثان حالة السلطة المتردي أيضا إلى أن الفلسطينيين فقدوا بقدر كبير القدرة على المناورة بين المصالح المختلفة والمتعارضة في العالم العربي، وأصبحوا متعلقين أكثر بالدعم الخارجي، وللنية الطيبة لإسرائيل في معالجة الاحتياجات اليومية للسكان الفلسطينيين في المنطقة.
وختمت "نيويوركر"، بالقول أنه في عصر ما بعد عباس سيصعد الفلسطينيون إلى طريق غير معروف، من الصعب التوقع إلى أين سيؤدي. فالنزاع المتواصل بين فتح وحماس، والإخفاقات الفلسطينية تشير كلها إلى صعود قيادة مستقبلية بعد عباس لا تمثل كل الشعب الفلسطيني وستكون أضعف، وأقل استقرارا.