أثار الكشف عن لقاء سري جمع المتحدث باسم قوات خليفة
حفتر في شرق
ليبيا، العقيد أحمد المسماري، ووفدا من حركة "نداء
تونس" الحاكم يترأسه حافظ الباجي قايد
السبسي، نجل الرئيس التونسي، ردود فعل في الداخل الليبي وفي تونس أيضا.
وانعقد اللقاء في مقر الحركة بتونس ما بين شهري نيسان/ إبريل وأيار/ مايو الماضيين، دون الكشف عن توقيت محدد، بحضور قنصل ليبيا بمدينة صفاقس البهلول الصيد وشخصيات أخرى، حيث اتفق الطرفان على إنشاء غرفة عمليات أمنية مشتركة للتعاون فيما بينها، حسب صحيفة المرصد الليبية المحلية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر ليبي، وصفته بالمقرب من اللقاء، قوله إن "الاجتماع كان هدفه التنسيق بين القوات الليبية المسلحة (قوات حفتر) وحركة النداء الحاكمة في تونس، من أجل توحيد جهود محاربة الإرهاب، كما تبادل الوفدان معلومات حول الشخصيات الإرهابية الفاعلة في البلدين". كما تحدثت الصحيفة عن أن "الجانب التونسي وفّر معلومات مهمة عن تحركات رؤوس الإرهاب الليبي على الأراضي التونسية"، حسب المصدر.
"نداء تونس" يرد
في المقابل، أوضح المكلف بالشؤون السياسية في حركة "نداء تونس" برهان بسيّس، أن "انعقاد اللقاء جاء في سياق المبادرة الرئاسية التونسية المعروضة حينها، وأنه لم يرد في مضمون اللقاء أي حديث عن قوائم إرهاب".
وأضاف أن "المسماري عرض آنذاك صورة عن الوضع في ليبيا في سياق الحرب على الإرهاب، راجيا أخذها بعين الاعتبار ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للوساطة لحل النزاع في ليبيا"، مشيرا إلى أن "نداء تونس عرضت ما تراه أساسا للمبادرة التونسية، وهو رفض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبي"، بحسب تصريحات له الأحد.
مساءلة
من جهتها، استنكرت بعض أحزاب المعارضة التونسية هذا الاجتماع، وطالبت بمساءلة قيادة الحزب الحاكم في البلاد، بتهمة "تعريض أمن الدولة للخطر".
وأكد القيادي في حزب "تونس الإرادة" (معارض)، طارق الكحلاوي، أن "اللقاء يجعل قيادة حزب الحكم في موضع مساءلة، في علاقة بتعريض أمن الدولة للخطر ووضع الذمة تحت جيش أجنبي"، كما قال.
وأضاف في تصريحات له ردا على اللقاء: "مساعد حفتر الموجود في الصورة (المسماري)، هو الذي اتهم تونس بأنها ملجأ الإرهاب الذي يستهدف ليبيا، في سياق الضغط على تونس للاصطفاف في الخندق الإماراتي، وتبين أن أدلة المسماري تعتمد على معطيات مجلة الكترونية، وأن الحساب البنكي المذكور فيها يعود لسنة 2011، ويخص مخيم الشوشة الذي خضع لإشراف أممي"، مستنكرا استقباله في تونس بعد هذا.
تساؤلات
من جهته، أكد الصحفي التونسي، خليفة الحداد، أن "لقاء حزب سياسي مع مؤسسة أمنية وعسكرية أجنبية، في أجواء من السرية، يطرح أكثر من سؤال حول مدى شرعية ذلك، خاصة أن الطرف العسكري الأجنبي هو في الحقيقة، مجرد مليشيا ولا يحظى بأي إجماع في ليبيا، وتحكمه علاقة عداء مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا"، كما قال.
وقال الحداد لـ"عربي21": "المسألة وما فيها أن حفتر يريد تحقيق اختراق في الساحة السياسية والحزبية والإعلامية التونسية، وحزب نداء تونس ليس سوى جزء بسيط، وأغلب الدعم الحفتري" يذهب لوسائل الإعلام التي تسوق له في تونس"، بحسب قوله.
وبخصوص ما سيقدمه نداء تونس لحفتر من دعم، قال الحداد، وهو خبير في الملف الليبي، إن "المساعي التونسية لإيجاد حل للأزمة الليبية تشهد تعثرا منذ لقاء السراج وحفتر في أبو ظبي، ولا أعتقد أن حزب نداء تونس يمكن أن يقدم شيئا يذكر لحفتر؛ نظرا لحالة الضعف والوهن الشديد التي يمر بها الحزب جراء التجاذبات والانشقاقات ومغادرة أغلب قياداته"، وفق تقديره.
عدو واحد
لكن الناشط السياسي الليبي، فرج فركاش، رأى من جانبه؛ أن "ما حصل يمكن وضعه في إطار توافق إيدولوجيات لها التوجه نفسه، وتكن العداء لطرف سياسي معين وتحاول مواجهته والقضاء عليه".
وقال لـ"عربي21": "اللقاء لن يثمر شيئا على أرض الواقع؛ لأن أي تنسيق أمني يجب أن يكون بين مؤسسات حكومية معترف بها بين البلدين، وليس بين كيانات خارجية وأجسام داخلية لا زالت لا تنضوي تحت الحكومة المعترف بها دوليا"، على حد وصفه.
وتواصلت "عربي21" مع المكتب الإعلامي للمتحدث باسم قوات حفتر، للوقوف على تفاصيل اللقاء تحديدا، لكنه اكتفى بقوله: "العقيد أحمد طلب عدم التعليق بخصوص هذا الأمر".