عادة ما تتزايد أعداد المعتمرين
المصريين بشكل ملحوظ خلال شهر
رمضان، إذ لا صوت يعلو فوق صوت العبادات في شهر الصوم، لكن هذا العام عرف تراجع الإقبال على عمرة رمضان.
وأدى ارتفاع تكاليف رحلات
العمرة بعد تعويم سعر العملة المحلية (
الجنيه)، إلى عدم تمكن الكثيرين من أدائها حتى إشعار آخر.
ويتوقع منظمو الرحلات السياحية في مصر، أن تنخفض أعداد المعتمرين في رمضان بنسبة 30 بالمائة، لا سيما مع ارتفاع الأسعار بعد تحرير سعر صرف العملة المحلية.
وارتفع سعر صرف الريال السعودي، مقابل الجنيه المصري بنسبة تصل إلى 100 بالمائة، عن نفس الفترة من العام الفائت، بسبب تحرير سعر صرف في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.
وقال المنظمون، إن "معظم شركات السياحة المنظمة لرحلات العمرة، رفعت أسعار رحلات عمرة خلال شهر رمضان بنسبة تصل إلى 60 بالمائة، مع ارتفاع سعر صرف الريال السعودي مقابل الجنيه المصري".
ويبلغ سعر الريال السعودي نحو 4.8 جنيه مصرية للشراء، و4.83 للبيع، وفقا لأسعار صرف البنك المركز المصري.
تنافس شرس
وقال أحمد البكري، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة المصرية، (مستقلة وتشرف عليها وزارة السياحة المصرية)، إن برامج رحلات عمرة رمضان ارتفعت بنسبة 60 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضي، بسبب ارتفاع سعر صرف الريال السعودي.
وأضاف "البكري" الذي يعمل أيضا وكيل سياحة وسفر مصري: "أسعار عمرة رمضان متفاوتة وتختلف من شركة لأخرى، حسب المستوى، والخدمة المقدمة".
وزاد: "الدولة لا تحدد أسعار العمرة لشركات السياحة، ما يخلق تنافسية شرسة بين الشركات لجذب المعتمرين".
وتابع بأن "المستوى الاقتصادي أو الشعبي ومدته شهر كامل، يتراوح بين 15 ألف جنيه (827.7 دولار) و18 ألفا (993.5 دولار)، بينما يتراوح مستوى الثلاث نجوم من 21 ألف جنيه (1159 دولارا) إلى 26 ألفا (1435 دولارا)".
وقال إن "سعر برنامج العمرة في أول عشرة أيام من رمضان بمستوى الأربع نجوم، يبلغ 26 ألف جنيه (1435 دولارا)، ونحو 40 ألف جنيه (2208 دولارات) للعشرة الأواخر من الشهر ذاته، أما مستوى الخمس نجوم فيبلغ لدى بعض الشركات 60 ألف جنيه (3308 دولارات)".
نقص الريال
وقال "البكري"، إن شركات السياحة المنظمة لرحلات الحج والعمرة المصرية، لا تزال تلجأ للسوق الموازية (السوداء) للحصول على الريال السعودي.
وأضاف: "رغم توافر الريال السعودي في البنوك الحكومية، والذي اقترب من خمسة جنيهات؛ إلا أن الشركات تجد صعوبة في الحصول عليه، لاتباع البنوك إجراءات معقدة لتحويل المبالغ التي تحتاجها الشركات".
وأعلن البنك المركزي المصري مطلع مارس/ آذار 2017، عن التوصل لاتفاق مع البنوك الحكومية الثلاثة (الأهلي ومصر والقاهرة،)، لتوفير 700 مليون ريال سعودي (186.6 مليون دولار)، لتغطية نفقات شركات السياحة الخاصة ببرنامج موسم العمرة لأشهر رجب وشعبان ورمضان.
توقف الرحلات
وأضاف "البكري": "شركات السياحة المصرية المنظمة لرحلات الحج والعمرة، تكبدت خسائر فادحة (لم يحددها)، لتوقف تنظيم رحلات العمرة لمدة 4 أشهر كاملة".
ويبدأ موسم العمرة في شهر ربيع أول، وينتهي في شوال من كل عام هجري.
إقبال منخفض
من جانبه، قال صبري أبو زيد، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة المصرية (مستقلة وتشرف عليها وزارة السياحة المصرية)، ووكيل سياحة وسفر مصري، إن "الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها المصريون، تحرم نسبة كبيرة منهم من أداء عمرة رمضان هذا العام".
وأضاف "أبو زيد": "تحرير سعر صرف العملة المحلية (الجنيه)، تسبب في ارتفاع أسعار عمرة رمضان المقبل عن العام الماضي".
وقدر وزير السياحة المصري يحيى راشد، عدد المعتمرين من بلاده بنحو 1.4 مليون شخص عام 2016.
وبلغ عدد المصريين الذين أدوا العمرة منذ بداية الموسم في شهر رجب الفائت وحتى الآن نحو 420 ألف معتمر، وفق منظمي رحلات الحج والعمرة في مصر.