قررت وزارة الأوقاف
المصرية حظر تشغيل مكبرات الصوت في صلوات التراويح خلال شهر رمضان المقبل، "منعا للشوشرة"، بحسب تعبير أحد مسؤوليها، مما سبب جدلا وغضبا شعبيا، في وقت أعلنت فيه جامعة
الأزهر قبول طالب مسيحي للدراسة بكلية طب الأسنان التابعة لها بإحدى المحافظات، في سابقة أولى بتاريخ الجامعة، فيما وافقت وزارة الأوقاف على قيام صحفي قبطي بترميم مسجد قريته.
ودافع وكيل وزارة الأوقاف، جابر طايع، عن قرار وزارته بوقف استخدام مكبرات الصوت الخارجية في
المساجد أثناء صلاة التراويح خلال شهر رمضان قائلا إنه "إجراء تنظيمي بحت".
وأضاف، في مداخلة هاتفية عبر فضائية "Ten"، أن "منع استخدام مكبرات الصوت يأتي منعا للشوشرة، وتداخل الأصوات بين المساجد والزوايا، وحتى لا يؤثر الصوت على تركيز الطلاب أثناء المذاكرة".
وأشار لإقامة الاعتكاف في 3453 مسجدا، وتوفير مكبرات صوت خارجية في صلاة التراويح فقط، في حال كانت هناك صفوف من المصلين خارج المسجد.
دار الإفتاء تبرر
وتعليقا على منع مكبرات الصوت بالمساجد خلال صلاة التراويح، قالت دار الإفتاء "إن الفقهاء نصوا على أنه يُشرَع للإمام أن يجهر بتكبيرات الإحرام والانتقال بين أركان الصلاة ليُسمِع المأمومين حتى يتسنى لهم متابعةُ حركاته والائتمامُ به، ومقتضى هذا أنه لا يُشرع له ما زاد على ذلك، فضلا عن أن تنبيه الناس إلى الصلاة إنما يحصل بالأذان والإقامة".
لكن النجم السابق لناديي الأهلي والزمالك ومنتخب مصر، أحمد حسن، شن هجوما لاذعا على وزارة الأوقاف بسبب هذا القرار.
وكتب حسن، عبر حسابه على "تويتر": "بعد منع وزير الأوقاف لمكبرات الصوت في صلاة التراويح.. الناس خارج المسجد هتصلي إزاي؟"، وأضاف: "طيب ما تمنع صلاة التراويح أحسن، ونقضيها مسلسلات".
اختلاف بالبرلمان
وأثار القرار جدلا بين أعضاء لجنة الشؤون الدينية بمجلس نواب ما بعد الانقلاب، الذين اختلفوا حول القرار، فمنهم من رآه مناسبا حتى لا يتضرر أحد من مكبرات الصوت، ومنهم من رفض واعتبرها من المظاهر الدينية للشهر الكريم.
وقال أمين سر اللجنة عمر حمروش، إنه لا توجد مخالفة شرعية حول إيقاف مكبرات الصوت الخارجية في صلاة التراويح، مضيفا أنه يرى أن تقتصر الميكرفونات الخارجية في المساجد على خطبة الجمعة فقط، والاكتفاء بالسماعات الداخلية في المساجد خلال صلاة التراويح.
من جانبه، رفض عضو اللجنة، عبد الكريم زكريا، منع وقف الميكروفون الخارجي في صلاة التراويح، مشيرا إلى أنها تعتبر من المظاهر التي اعتاد المسلمون عليها في الشهر الكريم.
وكان نائب محافظ القاهرة اللواء أحمد تيمور طالب مديرية الأوقاف، خلال اجتماع المجلس التنفيذي بديوان عام المحافظة القاهرة، بوقف الميكروفون الخارجي في صلاة التراويح.
قبطي يرمم مسجدا
يأتي هذا في وقت وافق فيه وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، على مذكرة تقدم بها الناشط والصحفي القبطي، صموئيل العشاي، لترميم وفرش مسجد قريته بأولاد الياس المشهور باسم "مسجد الشوامخ"، بمحافظة أسيوط، بعد أن تهالك السجاد، وضعفت أجهزة الصوت بالمسجد، وهو الأمر الذي أزعج المصلين، وفق وصفه.
وأضاف الصحفي، المعروف في الوسط الإعلامي المصري بميوله الطائفي ضد المسلمين، أن تصرفه هذا يأتي لدعم الوحدة الوطنية، والتماسك الاجتماعي، وتنمية روح الحب بين أبناء القرية، وفق قوله.
من جهته، أحال وزير الأوقاف الطلب لرئيس القطاع الديني في الوزارة، جابر طايع، للموافقة على المذكرة.
مسيحي بالأزهر
وفي سابقة أولى من نوعها، وافقت كلية طب الأسنان بجامعة الأزهر فرع أسيوط، على قبول أوراق أبانوب جرجس نعيم، لقضاء فترة تدريب سنة الامتياز داخل أروقتها، بعد أن أتم دراسته الجامعية، وحصل على شهادة كلية طب الأسنان من جامعة خاصة ببني سويف.
وقال عميد الكلية، الدكتور خالد صديق، إن اللوائح المُنظمة للعمل بالكلية تنص على فتح الباب لاستقبال طلاب الامتياز في بداية أيار/ مايو من كل عام.
وأشار إلى أن الطالب المسيحي تقدم بطلب للكلية لقضاء فترة الامتياز، ومدتها شهران، وتم قبوله مثل باقي الطلاب الذين يرغبون في قضاء فترة التدريب بالكلية، "ولم أنظر إلى كونه مسيحيا أو مسلما، لأن الأهم عندي أنه طالب مصري متفوق".
وأضاف أنه من غير المعقول أن أوقِّع بالقبول على أوراق زملاء "أبانوب" لأنهم مسلمون، وأرفض قبوله لأنه مسيحي؛ لأن هذا الأمر في حال حدوثه ستكون فيه تفرقة عنصرية، ووسطية الأزهر ومنهجه ضد هذا.
وتابع أنه "بالرغم من أن القانون 103 يشترط أن يكون الدارسون بجامعة الأزهر مسلمين، لكنني قبلت الدكتور أبانوب لأن الفترة التي سيقضيها بالكلية هي تدريب لاجتياز سنة الامتياز".
وكشف صديق أنه تلقى اتصالا هاتفيا من إحدى الجهات السيادية، منذ أيام، يستفسرون خلاله عن حقيقة التحاق طالب مسيحي بالدراسة في جامعة الأزهر، وكان جوابه: "نعم.. هذا الأمر حقيقي، وده طبيعي لأن الولد متفوق، وكمان مبسوط بوجوده وسط زملائه المسلمين"، على حد قوله.