تستعد القوات التابعة للواء خليفة
حفتر لإقامة احتفالية في الشرق الليبي؛ بمناسبة مرور ثلاث سنوات على عملية
الكرامة العسكرية، التي أطلقها حفتر في أيار/ مايو 2014؛ بحجة محاربة الإرهاب.
وأصدر حفتر والحكومة الموالية له تعليماتهم لكل البلديات الخاضعة لسيطرتهم بالاستعداد والتجهيز لهذه الاحتفالات، تحت مسمى الذكرى الثالثة لـ"ثورة الكرامة"، التي من المقرر أن يعلن فيها حفتر رسميا سيطرته الكاملة على مدينة بنغازي.
من جهته، أصدر عميد بلدية بنغازي، الموالي لحفتر، قرارا بـ"تشكيل لجنة تسمى اللجنة الرئيسية للإعداد للاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة الكرامة"، تختص بـ"اتخاذ التراتيب اللازمة لتجهيز وتهيئة البلدية للاحتفال"، بحسب تصريحات صحفية.
تساؤلات
وطرحت هذه الدعوات والاحتفالات تساؤلات عدة حول دلالتها في هذا التوقيت؟ وهل انتصر حفتر فعلا في زعمه بمحاربة الإرهاب؟ وهل حرر الجنرال الشرق الليبي فعليا؟ وهل ستتوقف العمليات العسكرية لحفتر بعد الاحتفالات؟
من جهتها، أكدت الناشطة السياسية المقربة من المجلس الرئاسي الليبي، ميرفت السويحلي، أن "احتفالات حفتر بمعركة الكرامة المزعومة هي محاولة للاستمرار في نهج السيطرة وفرض أمر واقع، وكيف يحتفل الأسير السابق -تقصد حفتر- وهو لم يسيطر حتى الآن على الشرق بشكل كامل، والمعارك لا تزال مستمرة".
وأضافت لـ"عربي21": "وسواء أحتفل حفتر أم لم يحتفل، لن تتوقف الاشتباكات العسكرية طالما أن حفتر موجود على الساحة"، بحسب كلامها.
نجاحات الكرامة
لكن عضو مجلس النواب الليبي، صالح فحيمة، أكد أن "عملية الكرامة حققت نجاحات عدة، خاصة بعدما أخذت العملية شكلا رسميا ودعما من قبل البرلمان الليبي بعد انعقاده أواخر 2014، وبعد تعديل البرلمان للقانون رقم 11 لسنة 2012 بشأن المستويات القيادية في الجيش الليبي، وقام بتعيين قائد عملية الكرامة خليفة حفتر قائدا عاما للجيش، وتقدمت القوات شيئا فشيئا".
وأوضح أن "مدينة بنغازي أصبحت الآن قاب قوسين أو أدنى من التحرير الكامل، فضلا عن استعادة الدولة العديد من المناطق الحيوية، كالهلال النفطي وبعض المنافذ الحدودية، وأصبح للجيش -قوات حفتر- سطوته وهيبته التي أعادت جزءا من هيبة الدولة التي كانت مفقودة منذ العام 2011"، وفق قوله لـ"عربي21".
وأكد الكاتب والأكاديمي الليبي، جبريل العبيدي، أن "الاحتفالات بعملية الكرامة تأتي بعد تحقق
مجموعة من المعطيات العسكرية وحتى السياسية، والتي انطلقت في بضع مئات من الجيش الليبي لملموا جراحهم وشتاتهم بعد اتساع عمليات الاغتيالات الممنهجة التي قامت بها الجماعات "الإرهابية" من أنصار الشريعة والجماعات المقاتلة وتحالف الدروع".
وأضاف لـ"عربي21": "الجيش الليبي استطاع بناء مؤسسة عسكرية، بعد أن تم دحر هذه الجماعات الإرهابية، وقتل رموزها وقادتها، والآن هم مجرد جيب صغير لا يبلغ 2 كم، محاصرون في شرق بنغازي يطلبون الممر الآمن، وهم قاب قوسين أو أدنى من نهايتهم"، على حد تعبيره.
نكسة 67
ورأى المحلل السياسي الليبي، محمد فؤاد، أن "حفتر مثله مثل كل الحكام العسكريين العرب يحاول الاحتفال بنصر وهمي، كنصر حرب 67 على سبيل المثال، كما أنه يحاول أن يظهر بمظهر المحارب للإرهاب والرقم المهم في المشهد الليبي".
وأضاف لـ"عربي21": "لكن الواقع الليبي يقول عكس ذلك تماما، فقواته -حفتر- لم تحقق حتى الآن
السيطرة الكاملة، وقد حاول اليومين الماضيين دخول حي الصابري، قلب مدينة بنغازي، فكانت النتيجة كارثية، والمستشفيات مليئة بالقتلى والجرحى من قواته، رغم الدعم الجوي الإماراتي"، كما قال.
لكن عضو الهيئة العليا لحزب تحالف القوى الوطنية، صفوان الميسوري، رأى من جانبه أن "الحرب مهما كانت عدالتها وقداستها ستتحول إلى طلقة فارغة إن لم يصاحبها مشروع سياسي متكامل وواضح المعالم"، مضيفا لـ"عربي21": "وأعتقد أن الحرب على الإرهاب شارفت على الانتهاء، وهذا سيعطي فرصة لتوقف العمليات العسكرية، وهذه فرصة حقيقية للبدء في وفاق حقيقي ينتج سلاما واستقرارا حقيقيين، وفق تقديره.
لم الاحتفال؟
من جهته، قال عضو التكتل الفيدرالي الليبي، أبو بكر القطراني، لـ"عربي21"، إن "تسمية عملية الكرامة بالثورة، ومحاولة الاحتفال بها، هو استغلال لانتصارات أبناء برقة، وقفز على مجهوداتهم، وهذا يعدّ تعديا على مبادئ ثورة فبراير-الثورة الليبية 2011- التي نادت بدولة مدنية وتداول سلمي على السلطة، وفصل بين السلطات"، حسب كلامه.
وقال الداعية الإسلامي من بنغازي، أحمد فتحي، لـ"عربي 21": "لا ندري حقيقة لم الاحتفال وبنغازي الجزء الأكبر منها وهو المعروف بـ(وسط البلاد) لم تتحرر، ولا أعتقد أن العمليات العسكرية ستنتهي، فكما تروج قوات حفتر أن العمليات لن تنتهي إلا بدخول العاصمة طرابلس".