شهدت مناطق واسعة في
سيناء، عشية استعدادات القاهرة للاحتفال بالذكرى الـ 35 لتحريرها، انقطاعا تاما في التيار الكهربائي.
وأكد شهود عيان لـ
"عربي21"، انقطاع التيار الكهربائي بشكل تام ليلة أمس في مدينتي الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء، فيما شهدت عدة مناطق متفرقة أخرى أيضا انقطاعا تاما للكهرباء.
واشتكى غالبية سكان سيناء من نقص كبير في الخدمات الحكومية، وانقطاع شبه دائم للمياه والكهرباء، في معظم المناطق، مؤكدين أن احتفالات المسؤولين الحكوميين بعيد
تحرير سيناء للشو الإعلامي فقط، بينما "نغرق نحن سكان سيناء في الظلام والفقر والجوع، ونقص الخدمات الرئيسية".
وانتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، احتفال رئيس سلطة الانقلاب العسكري، عبد الفتاح
السيسي، بيوم تحرير سيناء في مدينة الإسماعيلية، متسائلين: "هل هذا يؤكد خروج سيناء عن سيطرة الجيش
المصري؟".
اقرأ أيضا: #سيناء_حكاية_شعب_وجيش.. نشطاء يخاطبون الجيش بمصر
وافتتح رئيس سلطة الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، منذ قليل، فعاليات المؤتمر الوطني الدوري للشباب، الذي يعقد بمدينة الإسماعيلية، ويشارك فيه شباب من محافظتي شمال وجنوب سيناء، وبعض من شباب المحافظات الأخرى.
وقال عضو مجلس الشورى المصري قبل الانقلاب العسكري، عن محافظة شمال سيناء، يحيى عقيل، إن احتفال السيسي بيوم تحرير سيناء خارج حدود سيناء بالكامل تعد سابقة لم يفعلها أي رئيس منذ 35 عاما.
وأضاف عقيل في تصريحات لـ
"عربي21" أن احتفال السيسي بيوم تحرير سيناء في الإسماعيلية، يؤكد أن الوضع الأمني في سيناء خارج تماما عن سيطرة الجيش المصري، لافتا إلى أن تقارير الأجهزة الأمنية حذرت السيسي أكثر من مرة من الوضع غير المضمون في سيناء.
وأشار إلى أن الاحتفال في الإسماعيلية يحمل دلالة أخرى تدعم صحة ما يتم تداوله في وسائل الإعلام العربية والأجنبية بشأن تمهيد تسليم سيناء في صفقة القرن التي سيتنازل السيسي بموجبها عن جزء من الأراضي إلى سيناء لصالح إسرائيل، فيما يسمى إعلاميا بصفقة تبادل الأراضي، موضحا أن السلطات المصرية لم تصدر أي نفي لتلك الأخبار المتداولة عن الصفقة.
اقرأ أيضا: سيناء "التحرير".. حزن وأنين.. السيسي يحتفل بالإسماعيلية
وحول الأوضاع المعيشية لأهالي سيناء، أكد عقيل، أن الأوضاع في سيناء أسوأ مما يتخيله أحد، مضيفا: "أهالي سيناء بلا أمن، ولا يوجد ماء ولا كهرباء، ويعيشون على السلع المهربة، بسبب الحصار الأمني".
وتابع: "هناك مناطق كثيرة وحيوية الماء والكهرباء لا تصل إليها سوى يوم واحد في الأسبوع، وحتى موظفو وزارة الكهرباء عندما يذهبون لإصلاح الأعطال الكهربائية في بعض المناطق، يتعرض لإطلاق نار مكثف من قبل قوات الجيش والشرطة في هذه المناطق، وهو ما أكده الموظفون لوسائل الإعلام".
وعلق نائب رئيس حزب الوسط، محمد محسوب، على الوضع في سيناء في تغريده له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "نصيب سيناء من الفشل المتعمد لهذه السلطة مرعب، فشمالها جرى حرقه، وجنوبها يجري بيعه، واليوم وسطها يجرى تفخيخه.. هل ننتظر لنستيقظ فلا نجدها؟".
وتابع في تغريده أخرى: "محزن أن يأتي عيد تحرير سيناء بعد مشاهد تصفية شبابنا بأرض شهدت قتل أسرانا عزلا بأي وجه تقابلون شعبنا؟ من حرر الأرض لا يقتل أصحابها ولا يبيعها، لسنا أمام جريمة عادية بل جريمة ضد الإنسانية ارتكبها منتسبون لجيش نظامي، العواقب كارثية ما لم يجر تحقيق شفاف وعقاب علني، أليس فيكم رجل رشيد؟".، مضيفا "صفقة القرن.. بيع الأرض.. استباحة أهل سيناء".