(1)
خالد أبوالنجا ممثل غريب، لا أدري ما سره وما رسمه وماذا يريد، لا أستوعب سبب تغريده خارج سرب الفنانين الذي يسيرون قطيعا منتظما في ركب أي سلطة. لكن خالدا هذا يعارضها ويكرهها وكأنها زوجة أبيه!
أولا أقر وأعترف أني شاهدت فيلمه «مواطن ومخبر وحرامي» قبل سنوات، ولم أفهم معانيه ولا مراميه ولا أهدافه وقتها. لكن الآن وبعد تواصل تصريحاته الغريبة المريبة فهمت القصد والغرض والنيّة. أبوالنجا عمل هذا الفيلم تحديدا إسقاطا على
مصر التي لا يحبها. يريد القول إن مصر لا تضم سوى ثلاثة عناصر لا رابع لها: «مواطن» و«مخبر» و«
حرامي».
لا يغرنك أن الفيلم أنتج منذ نحو 13 سنة. فلا تنس أن ذلك الفنان المارق من ذيول العميل «
البرادعي» الذي دق مسمارا كبيرا في نعش نظام
مبارك. وهو نفسه «البرادعي» الذى هرب وفرّ من منصب نائب الرئيس.
(2)
إذن أبوالنجا متخابر من يومه. كلنا يعرف من كان يقصد بكلمة «مواطن». إنه يقصد كل معارض عميل مثله. أما كلمة «مخبر» فهو يقصد كل الإعلاميين الشرفاء من أمثال الزملاء الأفاضل زعيط ومعيط ونطاط الحيط. لكني لا أريد كشف اسم من يقصده بكلمة «حرامي». أترك له هذه المهمة.
الإخوة الإعلاميون الشرفاء قاموا بدورهم على أكمل وجه. شرشحوه على الفضائيات. الثلاثي المذكور «زعيط ومعيط ونطاط الحيط» تصدروا المواجهة مع المذكور، قاموا بالواجب وزيادة، وأطلقوا ألسنتهم ضده، صحيح أنهم لم يردوا على اتهاماته للسلطة بالفشل والخيابة وإطلاقه اللفظ الجلف القاسي قليل الأدب «ارحل»، لكنهم لم يقصّروا. عزفوا النغمة نفسها، الكلمات نفسها، طلقات الخرطوش الكلامية النارية نفسها، رشاشات الرصاص الحي اللفظية نفسها. لولا الملامة لأطلقوا على هذا الخائن قنابل الغاز من مناطق معينة عندهم!
لكن الأستاذة أماني الخياط كشفت حقيقة هذا العميل. الحقيقة التي طالما حذرنا منها. قالت أماني إن أبوالنجا تلقى الأمر من البرادعي لبدء عملية هدم مصر!
(3)
إذن الحكومة الآن على المحك، لو تركت أمثال هذا المتخابر أبوالنجا صبي ذلك المتآمر البرادعي فقل على بلدنا السلام. سيهدمونها حجرا حجرا. سيسوونها بالأرض.
لن أنسى له ما حييت عبارته «الكاذبة» بأن ما حدث عند الشريط الحدودي هو تهجير قسري للسكان. وللأسف لم يخرج أحد من السادة الوزراء النائمين في العسل، ليشرح للرأي العام العالمي الفكرة العبقرية لنقل السكان من هذا الشريط الضيق، وهي أن يشموا الهواء الطلق في عمق الصحراء بعيدا عن الحدود وترابها.
(4)
لم يخرج مسؤول واحد ليفند مزاعم «أبوالنجا»، ويوضح أن الحكومة تريد إعادة زمن الرومانسية الجميل، بأن يجلس كل مواطن تم إخلاء منزله مع زوجته ليلا ليسمعوا تحت القمر أم كلثوم وهي تشدو: القمر من فرحنا هينور أكتر.. والنجوم هتبان لنا أجمل وأكبر.. والشجر قبل الربيع هنشوفه أخضر.. و«التهجير» ننساه.. ننسى كل أساه!
فتنة خالد أبوالنجا انتشرت في الأرض. فنانون مزعومون تضامنوا معه. يجب تأديبه فورا وجعله عبرة لمن يعتبر، حتى يعرف أن الله حق، وأن الحكومة تاج راسه، وأن البرادعي لا يفيد، وأن «الجنيه غلب الكارنيه»، وأنه ليس مهما وجود خبز، ما دام «الجاتوه» يلبي الطلب!.
(عن صحيفة "العرب")