تامر أمين برر موقفه الذي اعتبره "محايدا" من الضربة الأمريكية في سوريا- أرشيفية
قدّم الإعلامي الموالي لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، تامر أمين، تبريرا لموقفه الذي اعتبره "محايدا، ولم يدن أو يؤيد"، الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات الخاضع للنظام السوري، بالقول إن مصر اضطُرت إلى أن تقف على الحياد، فلا إدانة، ولا تأييد، على حد وصفه.
وقال أمين، في برنامج "الحياة اليوم" عبر فضائية "الحياة"، مساء الجمعة، إن "مصر كانت في حالة حرجة، ما بين المطرقة والسندان، لأن توقيت العملية العسكرية الأمريكية لسوريا كان في توقيت عودة الرئيس عبد الفتاح السيسي ذاته"، وفق قوله.
وتابع بأن "الطبيعي أن مصر تطلع تدين الضربة"، مرجعا سبب عدم حدوث ذلك لثلاثة أسباب، أولها "أنه لم تتوصل أي تحقيقات لإدانة بشار الأسد بارتكاب الهجوم الكيماوي على خان شيخون"، وثانيها أن "موقف مصر في سوريا، هو الحل السياسي، وليس العسكري"، وثالثها "أنها ضربة أحادية، أمريكا لم تذهب فيها لمجلس الأمن".
وأضاف: "مصر لم تُدن الضربة، وإنما أصدرت بيانا متوازنا وبسيطا جدا، لم يقل ندين، ولا قال: نؤيد"، مؤكدا أن "مصر اضطرت إلى أن تقف على الحياد، فلا هي أدانت، ولا هي أيدت"، وفق قوله.
وقال: "لم تدن لأن السيسي لسه راجع حالا من أمريكا، وترامب عامل معاه واجب الواجب"، متسائلا: "هل ينفع أول ما يرجع (السيسي) بعدما عمل له ترامب هذه الحفلة (يقصد حفاوة الاستقبال)، ومنجّمه (جعل منه نجما)، ومكبّره.. وما كانش ينفع أنه أول ما يرجع يقول له: إنت غلط، أو يخبطه، ويقول: نحن ندين الضربة العسكرية؟".
واعتبر أن هذه هي "مواءمات السياسة أو سخافاتها، وبعدين: أمريكا قوة عظمى ما ينفعش نخبط فيها"، على حد تعبيره.
وشدَّد على أن البيان المصري استخدم لغة متوازنة، وأن مصر عملت حالة عدم انحياز"، بحسب تعبيره.
وتزامن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الجمعة، بتوجيه ضربة إلى أحد المطارات العسكرية السورية في مدينة حمص؛ ردا على "المجزرة" التي تعرضت لها مدينة خان شيخون في إدلب، مع آخر ساعات في زيارة السيسي لواشنطن، التي دامت ستة أيام، ووقع خلالها الهجوم على "خان شيخون" بالغازات السامة.
ونفى محللون مصريون أن تكون الإدارة الأمريكية أعلمت السيسي بالضربة قبل شنها.
ونفى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير محمد الشاذلي، أن تكون الإدارة الأمريكية استغلت وجود السيسي في واشنطن للإعداد لقصف سوريا، مؤكدا أن المنطقة العربية شهدت خلال الأسبوع الماضي تصرفات غريبة وغير مفهومة، حيث استخدمت أمريكا أسلحة "محرمة" في قصف أهداف بمدينة الموصل في العراق، وراح ضحيتها العشرات، ثم خرج ترامب ليعبر عن غضبه للهجوم الكيماوي السوري، ولم يعلق على "هجوم العراق".
وأضاف في تصريحات صحفية، أن "الأمر لا يتعلق بوجود السيسي في واشنطن، والأقرب للواقع ولأسلوب الإدارة الأمريكية، أن ترامب لم يبلغ الرئيس السيسي بضرب سوريا".
وبحسب صحيفة "التحرير": "اتفق الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، مع الشاذلي في أن السيسي لم يكن على علم بقرار ضرب سوريا"، منبها إلى أن وجوده في أمريكا لا يؤثر على قرار الإدارة هناك في التعامل مع الأزمة السورية.
وأضاف نافعة أن قرار ضرب سوريا جاء نتيجة رغبة الأمريكيين في الرد على روسيا، خاصة أنها العدو الأول والقوي لأمريكا، والجانب المصري خارج المعادلة الأمريكية في ملف الأزمة السورية، على حد قوله.
وكان السيسي استقبل، السبت، بمقر رئاسة الجمهورية، فور عودته من الولايات المتحدة، الجمعة، وفدا من الكونغرس الأمريكي، يزور مصر حاليا.
ونفذ الجيش الأمريكي، فجر الجمعة، ضربات صاروخية استهدفت قاعدة جوية للقوات السورية، ردا على الهجوم الكيميائي الذي يُتهم النظام السوري باستخدامه في بلدة خان شيخون، شمال غرب البلاد.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه أمر بالضربة العسكرية على المطار الذي شنت منه الطائرات القصف الكيماوي على خان شيخون في حمص، مضيفا أن الولايات المتحدة انتصرت للعدالة.