الوضع في
ليبيا ودور
مصر في هذا الملف الشائك، كان أحد محاور النقاشات التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب مع رئيس سلطة الانقلاب في مصر، عبد الفتاح
السيسي، خلال زيارة الأخير له.
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن مباحثات ترامب والسيسي تطرقت إلى الوضع في ليبيا، وجهود مصر في التواصل مع كافة الأطراف الليبية بهدف الوصول إلى حل سياسي عبر الحوار الوطني.
وأكد شكري، في تصريحات صحفية له، أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقوم بعمل عسكري في ليبيا على غرار ما تقوم به في العراق وسوريا.
وتواردت أنباء عن تلقي رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، دعوة لزيارة واشنطن في حزيران/ يونيو القادم للقاء الرئيس الأمريكي، لبحث آخر التطورات وتأكيد الدعم الدولي للحكومة والاتفاق السياسي، مع استبعاد زيارة الجنرال خليفة
حفتر إلى واشنطن، بحسب صحيفة "عين ليبيا" المحلية نقلا عما أسمته مصدرا أمريكيا موثوقا.
دور السيسي
وطرحت زيارة السيسي، وتصريحات شكري، عدة تساؤلات بخصوص الملف الليبي، منها: هل ستؤثر زيارة السيسي على تعاطي إدارة ترامب مع الأزمة الليبية؟ وهل للزيارة علاقة بمستقبل حفتر في المشهد وإمكانية توسط السيسي له عند ترامب لتنسيق زيارة قد تنقذه من حالة الحصار الدولي التي يعاني منها؟ وهل للأمر علاقة بالزيارة التي تناولتها بعض الصحف المحلية لرئيس حكومة الوفاق إلى واشنطن قريبا؟
أكد الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، أن "السيسي سيدعم "حفتر" ويدعو ترامب لذلك، كون حفتر الحليف الوحيد للسيسي في ليبيا"، مضيفا: "لكن ثمة مراكز ضغط في أمريكا ستكون مؤثرة كذلك ومن ثم ستكون لدعوات السيسي تأثير محدود على القرار الأمريكي بشأن ليبيا".
وتابع الكبير في تصريحات خاصة لـ
"عربي21": "أما بخصوص تصريحات الوزير المصري حول عدم قيام واشنطن بعمل عسكري في ليبيا، فهذا غير صحيح، فلن تتوقف أمريكا عن القصف بالطيران في ليبيا طالما وجدت تحركات للتنظيمات المتشددة هناك".
وجهة نظر مختلفة
لكن خبير العلاقات الدولية، عثمان قاجيجي، رأى من جانبه، أنه "في هذه المرحلة تسعى إدارة ترامب لوضع خطتها الاستراتيجية للتعامل مع عدة قضايا ومنها ليبيا، وبالتالي جاء التشاور مع الأطراف المتداخلة في الشأن الليبي ومنها مصر، وأن حالة الاستقطاب التي تعيشها ليبيا تدعو بقوة إلى اتخاذ موقف حازم من الدول ذات العلاقة بهذا الملف".
وأضاف في حديثه لـ
"عربي21": "وفي خطوة لاستكمال الخطة الأمريكية، سيأتي الدور قريبا على رئيس المجلس الرئاسي لزيارة واشنطن وطرح وجهة نظر مختلفة عما طرحه الجانب المصري لإدارة ترامب، وذلك للاطلاع على الأزمة من كافة جوانبها"، حسب كلامه.
وقال المدون الليبي، فرج كريكش، لـ"
عربي21": "السيسي ليس مصدرا مهما للمعلومات التي تبني عليها الولايات المتحدة قرارتها وسياساتها بخصوص ليبيا، والعكس هو الصحيح، فالسيسي ذهب لواشنطن لتلقي الأوامر ولمعرفة وصفه الوظيفي في المرحلة المقبلة وسوف لن تكون حلم إمارة حفتر ذات بال إذا لم تعول عليه أمريكا، أي أنه يبحث عن مصلحته وبقائه حسب الوصفة الأمريكية"، على حد تعبيره.
زيارة لدعم حفتر
عضو المؤتمر الوطني الليبي العام السابق، والداعم لحفتر، محمد دومة، أكد أن "هناك ارتياحا شديدا لهذه الزيارة وتعويلا كبيرا في دعم الجيش (يقصد قوات حفتر)، خصوصا أن مواقف ترامب مناوئة وبشدة للإسلام السياسي في المنطقة"، مضيفا لـ"
عربي21": "هناك ثقة كبيرة في دعم "الرئيس" السيسي لـ"المشير" حفتر، وأرى أن المشهد سيتغير تماما لمصلحة الجيش بعد هذه الزيارة"، وفق قوله.
وقال الناشط السياسي من بنغازي، فرج فركاش، لـ
"عربي21": "دور مصر الآن هي استخدام ما تبقى لها من حظوة في معسكر "حفتر" لإقناعه بالانخراط تحت مظلة الوفاق بعد أن اقتنع معسكر عقيلة صالح المتشدد بذلك، ونتوقع زيارة للسراج وكذلك مبعوث حفتر إلى واشنطن قريبا على أمل إحداث تقارب".
حل أمريكي
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي، وليد ماضي، إن "وجود السيسي في أمريكا قد يكون نقلا لصورة الحل الأمريكي لأزمة ليبيا، والذي تسعى الأطراف المحلية أن يكون في صالحها سواء حفتر والبرلمان أو "الرئاسي" الذي بدأ يلعب بورقة الامتيازات والتعاقدات النفطية لتثبيت وضعه المهتز".
وتابع: "السيسي مؤخرا بدأ يمسك العصا من المنتصف بين الأطراف الليبية لأنه يسعى لقطف بعض المصالح الاقتصادية ممن يملك السلطة على القرار المالي الليبي"، وفق قوله لـ
"عربي21".