كشفت السيدة
المصرية منى إمام، زوجة المعتقل
عصام الحداد، مساعد الرئيس الشرعي محمد مرسي، عن قيام سلطة الانقلاب بوضع زوجها في زنازين التأديب الانفرادية بسجن العقرب، الذي يطلق عليه بعضهم اسم "
غوانتانامو مصر".
وقالت إمام إن هذه العقوبة تأتي بعد نشر نجلها "جهاد" مقالة باسمه في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية؛ سربت من سجن طرة تحت عنوان "أنا عضو في جماعة الإخوان المسلمين ولست إرهابيا".
وأضافت في تدوينة لها على موقع "فيسبوك" السبت: "قامت إدارة
سجن العقرب بمنع زوجي الدكتور عصام الحداد من الخروج من زنزانته الانفرادية منذ أكثر من أسبوع كامل، مع غلق فتحة التهوية الوحيدة الموجودة في باب الزنزانة، وذلك منذ نزول المقال الذي نشر باسم ابني
جهاد الحداد في الصحيفة الأمريكية".
وأوضحت إمام الظروف الصحية لزوجها قائلة: "زوجي يبلغ من العمر 64 عاما، ويقبع في زنزانة انفرادية في مقبرة العقرب منذ ثلاث سنوات (أيلول/ سبتمبر 2013) ويعاني من أمراض عديدة، كالضغط، والحساسية الشديدة المرتبطة بالضغوط النفسية، ويتناول يوميا أدوية لتجنب الجلطات".
وتابعت: "الأخطر أنه أصيب منذ خمسة أشهر تقريبا بأزمة قلبية، ولم يتم عرضه على أخصائي إلا بعدها بشهرين أو أكثر، وبناء على طلب الأخصائي؛ كان من المفترض أن يُجرى له سريعا مسح ذري على القلب للتشخيص النهائي، وهو ما لم يتم منذ ثلاثة شهور!".
وتساءلت: "كيف لرجل في مثل سنه وحالته؛ أن يتم حبسه لأكثر من أسبوع كامل في قبر إسمنتي مساحته (2.3م * 1.7م) بلا نافذة، وليس فيه أي فتحة حتى للتهوية؟ ويستحيل أن يصل صوته إلى زملائه في العنبر بعد غلق النظارة؟".
وتابعت إمام: "لن يستطيع الاستغاثة لو أصيب بأي أزمة مرضية، سواء أزمة قلبية كما حدث سابقا له، أو جلطة دماغية كما حدث مع النائب فريد إسماعيل، حيث أدت الجلطة إلى غيبوبة، ولم يشعر به أحد، وتوفي على أثرها".
ورجعت إلى التساؤل: "الأشد من هذا؛ كيف تتم مصادرة أدويته في ظل هذه الظروف؟ أليس هذا هو القتل بعينه؟! أليس هذا ما يتكرر دائما، ثم تخرج بياناتكم تتحدث عن وفاة السجين فلان بأزمة قلبية، أو نزيف في المخ، وكأنها وفاة طبيعية؟ حتى كلمة إهمال طبي ترفضونها حينها".
وقالت زوجة الحداد إن "النتيجة الوحيدة لهذه الضغوط النفسية بمفردها؛ هي قتله، فكيف مع البرد والجوع، وتقليل وجبة السجن لفتات، ومنع مياه الشرب عنه؟".
وأكدت أن الانتهاكات طالت جميع أفراد السجن، قائلة: "لقد قاموا بتجريد العنبر كله، ولكنهم ضاعفوا التشديد على زوجي بإجراءات إضافية".
وحمّلت إمام إدارة السجن، ومصلحة السجون، وداخلية الانقلاب، المسؤولية الكاملة عن حياة زوجها وابنها، مكررة مطالبتها بزيارتهم "كحق أساسي لهم بعد خمسة شهور كاملة من المنع من الزيارة".
وكان جهاد الحداد قد قال في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز": "أكتب من الظلمة والعزلة الانفرادية، في أكثر السجون المصرية سوءا، حيث أعتقل هنا منذ ثلاثة أعوام، وقد أجبرت على كتابة هذه الكلمات؛ لأن هناك تحقيقا يجري الآن في الولايات المتحدة فيما يتعلق بكون الإخوان المسلمين -المنظمة التي كرست لها حياتي كلها- جماعة إرهابية".
وأضاف الحداد في مقالته التي ترجمتها "
عربي21": "نحن لسنا إرهابيين، فقد استلهم الإخوان المسلمون فلسفتهم من الفهم الإسلامي، الذي يؤكد قيم العدالة الاجتماعية والمساواة وحكم القانون، فمنذ إنشاء الجماعة عام 1928؛ عاش الإخوان وضعين؛ النجاة في أوضاع سياسية معادية، أو تقديم الأمل للناس المهمشين في المجتمع، ولهذا كتبنا عنهم، وتحدثنا عنهم، مع أننا لم نسمع بهم من قبل.. ومن هذا المنطلق؛ فإني آمل أن تجد كلماتي طريقها إلى النور".