قال وزير الحرب
الإسرائيلي الأسبق موشيه آرنس، الثلاثاء، إن العالم استغرب عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استقبال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قائلا: "أنا أستطيع التعايش مع حل الدولتين، أو
الدولة الواحدة". وكان يمكنه أن يضيف للقائمة أيضا حل "اللادولة".
وأضاف آرنس في مقال له بصحيفة "هآرتس" إن "ملاحظة ترامب هذه تسببت بموجة من التحليلات. هل هذا يعني أن الدولة
الفلسطينية ماتت، أم إن إسرائيل ستستوعب عدة ملايين من الفلسطينيين ويؤدي المارد الديمغرافي إلى القضاء على الحلم الصهيوني، أم إن إسرائيل ستتحول إلى "دولة فصل عنصري؟".
واقترح المسؤول الإسرائيلي السابق، العودة خطوة أخرى إلى الوراء وأخذ نفس عميق وتشغيل العقل: "ما الذي نحاول أن نحله هنا؟ توجد هنا عمليا ثلاث مشاكل: المشكلة الفلسطينية، ومشكلة الإسرائيليين ومشكلة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
ولفت إلى أن هذه المشاكل مرتبطة ببعضها البعض، وأن ترامب سيكون مسرورا إذا وجد "الصفقة الأفضل" التي ستحل المشاكل الثلاث. وليس واضحا أبدا ما إذا كان هذا ممكنا في المستقبل المنظور.
وتابع متسائلا: "ما هي المشكلة الفلسطينية؟ هل يريد الفلسطينيون تقرير المصير؟ دولة خاصة بهم؟ ومن الذي سيمنعهم من ذلك؟ كل من يعرف الشرق الأوسط يعرف أنه توجد للفلسطينيين دولة، هي الأردن. حيث إن أكثر من 70 في المائة من سكانه هم فلسطينيون".
وتساءل آرنس أيضا: "إذا لم تكن هذه هي (الأردن) دولة فلسطينية فما هي إذن؟ ومثلما يعرف الجميع، كانت هناك أوقات، بعد الاحتلال الأردني للمنطقة في العام 1948، قام فيها الأردن بضم يهودا والسامرة والسكان الفلسطينيين هناك".
وأردف بأنه "كانت أوقات، في أيلول/ سبتمبر 1970، حيث حاول فيها ياسر عرفات، رئيس (م.ت.ف)، السيطرة على الأردن. ومنذ ذلك الحين أصبح الزعماء في الأردن متخوفين من الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يحتمل أن يقوموا بإسقاط النظام الهاشمي، وخصوصا فلسطينيي غزة الذين يعيشون في مخيمات
اللاجئين في لبنان".
يزعم الأردنيون، بحسب آرنس، "رغم أنهم لا يقصدون ذلك، أنهم يفضلون حل الدولتين- فلسطين شرق وفلسطين غرب، مثلما في كوريا. وفي الوقت الحالي يوجد للفلسطينيين دولة مصغرة في غزة.
والفلسطينيون في يهودا والسامرة يخضعون للسيطرة العسكرية الإسرائيلية. هذا غير مريح، وبحسب بعض الإسرائيليين فإن هذا لا يمكن تحمله أيضا".
ورأى الوزير الإسرائيلي الأسبق أن "المشكلة الإسرائيلية هي: كيف ستتخلص إسرائيل من هذا العبء دون تعريض حياة مواطنيها للخطر؟ وكيف ستضم يهودا والسامرة دون أن تغير طابع الدولة؟ إن من يؤيدون حل الدولتين لا يريدون الفلسطينيين في حدود دولة إسرائيل، فلدينا الكثير من الفلسطينيين هنا، يقولون. هيا إذن نتخلص من الحذر ولتكن دولة فلسطينية ثانية. هذا هو حل الدولتين للمشكلة الإسرائيلية".
و"بالمقابل، فإن الإسرائيليين الذين يؤيدون الضم لا يخشون من الوضع الديمغرافي. هذا حل الدولة الواحدة للمشكلة الإسرائيلية. وماذا بخصوص الفلسطينيين؟ ما هو الأفضل لهم، أن يكونوا جزءا من الأردن، جزءا من إسرائيل أم جزءا من دولة فلسطينية غربية؟ وقد يكون من الأفضل استمرار الوضع الحالي والأمل بأوقات أفضل؟ هل يحق لهم الاختيار؟"، على حد قول آرنس.
واختتم آرنس مقاله بالقول إنه "بالنسبة لحل المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية هذا موضوع مختلف تماما. إذا لم نكن نقصد بالحل الاتفاق الذي سيوافق عليه جميع الفلسطينيون ويضع حدا للصراع، فهذا هدف آخر سيفشل".
وأردف بأن الفلسطينيين منقسمون بين حركة فتح التي لا توافق على أي تنازل لإسرائيل وبين حركتي
حماس والجهاد الإسلامي اللتين تريدان القضاء عليها. وليس هناك أي قائد فلسطيني قادر على فرض الاتفاق عليهم، وعلى تلبية المطالب الإسرائيلية بالحد الأدنى. لذلك سنبقى في الوقت الحالي مع حل "اللادولة"، كما قال.