تطرقت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، لفيلم "
مولانا"، للكاتب إبراهيم عيسى، مشيرة إلى أنه خدم برنامج عبد الفتاح
السيسي، رغم العلاقة المتوترة بين عيسى والسلطة في الآونة الأخيرة.
وقالت "هآرتس" إن الحكومة
المصرية سمحت بعرض الفيلم الذي يستخف برجال الدين، فقط من أجل توظيفه في صراع السيسي مع الإخوان المسلمين.
وركزت الصحيفة الإسرائيلية على قصة شخصية الداعية والخطيب الذي وبالرغم من علمه الشرعي، إلا أنه سقط في شهوة النساء، وإغراءات السلطة، والتعاون مع المخابرات، علما بأنه يجسد قصة وهمية.
وتابعت "هآرتس": "الفيلم الذي عرض في مهرجان الأفلام الدولي في دبي اشترته محطات كثيرة. ولكن عندما عرض في بيروت، عاصمة التعددية العربية، نشبت الاحتجاجات، وكان الادعاء أن الفيلم يضر ليس فقط برجال الدين المسلمين، بل من شأنه أيضا أن يثير الصراعات الدينية".
ورغم اقتطاع تسع دقائق من الفيلم في عرضه بلبنان، ومنعه كليا في الكويت، سمحت مصر بعرضه كاملا رغم تطاوله على مؤسسة
الأزهر.
وقالت الصحيفة: "هذا ليس مفاجئا بالطبع، لأنه في مصر تجري معركة ضد الإخوان المسلمين منذ ثلاث سنوات، وضد التيارات الدينية المتطرفة أيضا. هذا الفيلم يخدم سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل ممتاز".
وتابعت: "تدفقت مياه كثيرة في النيل منذ سعي النظام في مصر لمنع كل نشر من شأنه أن يضر برجال الدين. فمثلا، عالمة النفس المعروفة نوال السعداوي، التي ترأست حملة ضد رجال الدين والفساد في المؤسسات الدينية، تمت محاكمتها أثناء عهد مبارك بسبب كتاب لها بعنوان (سقوط الامام)، الذي نشر في الثمانينيات، واتهم رجال الدين بحب النساء والفساد والتلون. صحيح أن محاكمتها ألغيت لأسباب تقنية، لكن السيف القضائي ما زال مسلطا على عنقها".
وبعد سرد لتاريخ عيسى الإعلامي، ومنعه من الكتابة من قبل مبارك، وسخط السيسي عليه، قالت "هآرتس": "صحيح أن طارق نور (مالك قناة القاهرة والناس) يزعم أن عيسى هو الذي طلب وقف البرنامج من أجل التفرغ للكتابة. ولكن بحسب تقارير مصرية، فإن عيسى حصل على أمر إنهاء البرنامج قبل ذلك بيومين".
وتابعت بأن "الحسابات الشخصية، رغم ذلك، بين السيسي وعيسى لم تدفع الرئيس إلى التنصل من الفيلم والكتاب. وهو يدير الآن (حربا مقدسة) ويستخدم كل ما قد يساعده. هذه هي روح القائد التي يريد فرضها في كل قناة".
وبحسب "هآرتس"، فإن "السيسي ليس شخصا علمانيا وليبراليته لا تنبع من التنور. حربه سياسية وليست قيمية، لكن في السياق يستطيع الليبراليون في مصر الحصول على وجبة زائدة من حرية التعبير في الأمور الدينية- وهذا أيضا إيجابي".