نشرت صحيفة "لوتون" السويسرية تقريرا؛ تحدثت فيه عن المعارضة التي يلاقيها الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب من مكونات المجتمع الأمريكي المختلفة، من مواطنين ووسائل إعلام ومعارضين سياسيين، لكن ذلك لم يثنه حتى الآن عن فرض أساليبه.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب لا زال إلى الآن ملتزما بتنفيذ وعوده الانتخابية، ويتقدم بخطى ثابتة، حسب أسلوبه الخاص. كما أنه كلما شعر بأنه يتعرض إلى حملة واسعة من الانتقاد، يبادر بالهجوم، مستخدما سلاحه المفضل تويتر.
وأشارت الصحيفة إلى معارضة وزيرة العدل الأمريكية بالوكالة، سالي ييتس، تنفيذ قرار ترامب المعادي للمهاجرين، الذي تسبب في حالة من الفوضى والشكوك والارتباك، كما خرج الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن صمته. وجاء رد ترامب بإقالة ييتس من منصبها، متهما إياها بالخيانة.
وذكرت الصحيفة أنه بعد إعلان ترامب عن المرسوم المثير للجدل، الذي يمنع رعايا سبع دول من دخول أراضي الولايات المتحدة لمدة 90 يوما، يكون قد تخلص من إرث أوباما في السلطة، وأزاح أولئك الذين يحتجون ضده، أو يعرقلون مسيرته.
وأوردت الصحيفة أن ترامب لا يتردد في مهاجمة أعضاء مجلس الشيوخ من حزبه الجمهوري، كلما شعر أنه هدف لانتقاداتهم، كتلك التي وجهها له عضوا مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام، حول مرسومه المعادي للهجرة.
وتوضح الصحيفة أن ردة فعل ترامب تؤكد رفضه للمعارضة. وعلى الرغم من التغيير الطفيف على مرسومه المثير للجدل، إلا أنه يبدو رافضا للحوار، وهو ما يجعل معارضيه يضاعفون من قوتهم من أجل محاربته.
وبالحديث عن القوى التي يمكن أن تكبح جماح ترامب، أشارت الصحيفة إلى أن القاضية الاتحادية في محكمة بروكلين، آن دونلي، كانت أول من اتخذ قرارا ضد مرسوم ترامب المعادي للمهاجرين. وفيما يتعلق بتعسف ترامب ضد
المهاجرين، فقد ساعدت القاضية في إطلاق سراح اثنين من المحتجزين العراقيين في مطار جون كينيدي، وطالبت بوقف عمليات الطرد لجميع الوافدين إلى الولايات المتحدة بوثائق قانونية.
وفي المرتبة الثانية، تحدثت الصحيفة عن وسائل الإعلام التي كانت في الصف الأول لمقاومة ترامب، وعلى رأسها صحيفة نيويورك تايمز، وصحيفة واشنطن بوست. وعلى الرغم من اتهام الملياردير الجمهوري وسائل الإعلام بتشويهه، إلا أن حرب وسائل الإعلام ضد ترامب اتخذت منحى آخر، منذ أن راج خبر مسؤولية رئيس التحرير السابق لموقع برايتبارت، الإخباري اليميني، ستيفن بانون، عن نص هذا القانون.
أما في المرتبة الثالثة، فقد أوردت الصحيفة أن الشارع الأمريكي والاحتجاجات التي غمرته، هي من بين القوى التي تحدت قوة ترامب. ولا يمر يوم واحد، إلا ويدعو فيه المخرج السينمائي، مايكل مور، إلى الاحتجاج ضد دونالد ترامب، متنبئا بانتصار الشارع عليه.
وفي المقابل، لم تؤثر هذه الاحتجاجات إلى الآن في ترامب، ولم تثنه عن مواصلة الوفاء بوعوده. لكن هذه المعارضة، التي شملت جميع الأطياف، ستدفع الحزب الديمقراطي إلى أن تكون معارضته للرئيس الأمريكي الجديد أكثر حدة.
وفي المرتبة الرابعة، بينت الصحيفة أن عددا من الشركات الكبرى اصطفت ضد ترامب، على رأسها غوغل وفيسبوك وأبل، التي كانت، منذ سباق الانتخابات الرئاسية، في صف المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. كما أن شركة فورد، التي ألغت تأسيس فرع لها في المكسيك بسبب تهديدات ترامب، عبرت عن استيائها من قراره المعادي للمهاجرين.
وخامسا، بيّنت الصحيفة أن رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان، كان قد عبّر عن معارضته لترامب، خلال حملته الانتخابية، خاصة حديثه عن حظر دخول
المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الرغم من دفاع ريان عن مرسوم ترامب الأخير، إلا أن الأقلية الديمقراطية في الكونغرس تحاول أن تعرقل تنفيذ المرسوم اعتمادا على وسائل برلمانية.