نشرت صحيفة "حرييت" التركية مقال رأي للكاتب عبدالقادر سلفي، كشف فيه عن توصل لجنة التحقيق الروسية التركية المشتركة في عملية
اغتيال السفير الروسي في أنقرة، لمعلومات جديدة تتعلق بمولود ميرت ألتنطاش، منفذ العملية.
وقال سلفي في مقاله الذي ترجمته "
عربي21"، إن ألتنطاش قد تم تجهيزه بصورة مثالية لإبعاد الأنظار عن جماعة غولن، "ولهذا السبب تم العثور في بيته على كتب لجهاديين متشددين، على الرغم من أنها لم تفتح أبدا، وفي ذلك إشارة إلى أن جماعة غولن أرادت توصيل رسالة معينة من خلال هذه العملية" تهدف إلى استبعادها من المشهد.
وكشف سلفي عن توصل لجنة التحقيق إلى وجود علاقة حميمية جمعت بين ألتنطاش وفتاة روسية في أنقرة، وذلك قبل أشهر من عملية الاغتيال، "ما دفع السلطات الروسية إلى البحث عن الفتاة، لتجدها لاحقا في موسكو، حيث ألقت عليها القبض وحققت معها".
وأشار الكاتب إلى أن العديد من قضايا الاغتيال، والقصص الاستخباراتية السرية في الماضي؛ كانت تعتمد على استغلال حسن وجمال النساء في الإيقاع بالضحية، ومن ذلك قصص عديدة حصلت على نفس الشاكلة في الحرب العالمية الأولى، على غرار الراقصة "ماتا هاري" التي عملت كجاسوسة لصالح الاستخبارات الألمانية، واستطاعت الإيقاع بالعديد من العملاء الفرنسيين.
لكن الأمور لا تتجه حتى الآن إلى تلك الفرضية، حيث أشار سلفي إلى أن الاعترافات التي أدلت بها
الفتاة الروسية تشير إلى قيامها بالعلاقة الحميمية "مقابل المال"، بينما لم تقتنع لجان التحقيق بهذه الرواية حتى الآن، وبالتالي فإنها لا تزال التحقيقات جارية.
وبيّن سلفي أن "الكثير من السيناريوهات تخطر على البال عندما نتحدث عن عملية اغتيال لسفير دولة عظمى، فهي عملية ذات أبعاد دولية، حيث توجد داخلها آثار لامرأة استخدمت جمالها لتكوين علاقة مع منفذ عملية الاغتيال، ما يدفع بكثيرين إلى التفكير بأن هناك سرا كبيرا تخفيه هذه المرأة، مع علم الجميع بالأساليب القذرة التي تستخدمها جماعة فتح الله غولن من أجل تحقيق أهدافها".
وتساءل الكاتب عما إذا كانت جماعة غولن قد استخدمت هذه الفتاة، من أجل الإيقاع بألتنطاش، أو ما إذا كانت الفتاة نفسها عميلة مباشرة وتعمل مع جماعة غولن، "خاصة أن الجماعة لا تستثني ارتكاب أي قذارة، في سبيل تحقيق أهدافها"، مشيرا إلى أن جهود جهاز الاستخبارات التركي توصلت إلى الكشف عن تشكيل جماعة غولن لفريق مدرب على تنفيذ الاغتيالات.