تصر الولايات المتحدة الأمريكية على أن العرب والخليج العربي خصوصا لا يفعل ما يكفي في الساحة السورية، وذلك في تصريح على لسان وزير الدفاع، آشتون كارتر، ليؤكد كلام الرئيس، باراك أوباما، بأن الخليج "مستفيد دون مقابل".
والمقابل بحسب ما ألمح له كارتر من العاصمة البحرينية، المنامة، قوات تعمل على الأرض أسوة بالولايات المتحدة التي أرسلت مؤخرا 200 جندي إضافي للمساعدة في الحرب على
تنظيم الدولة وتجهيزا لمعركة
الرقة، ليصبح مجموع جنودها هناك 500 جندي.
وترغب الولايات المتحدة من وراء الدعم الخليجي في التعجيل بسحق تنظيم الدولة، مؤكدة على أن ذلك من شأنه جلب الأمان للجميع ومن بين الجميع دول الخليج نفسها.
المحلل السياسي السعودي، أحمد بن راشد، رأى في تصريحات كارتر محاولة للتغطية على أخطاء الولايات المتحدة في
سوريا، وضغطا على دول الخليج لإخفاء الفشل الأمريكي هناك.
ولفت بن راشد في حديث لـ"
عربي21" إلى أن من يأخذ دون أن يعطي هم الأمريكيون أنفسهم؛ "فهم من يرسم السياسات، ويرتكب الأخطاء، ويطلبون من العالم الوقوف إلى جانبهم".
وأشار إلى غياب الندية بما يتعلق بالعلاقة بين الخليج وأمريكا، مشددا أن على الخليج أن يضغط بدوره على الإدارة الأمريكية بناء على مصالحه.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية ستغادر في غضون أيام وأن لا أحد مهتم بإعطاء الأمريكيين أي شيء قبل استلام الإدارة الجديدة.
وقال كارتر لجمع من القادة الأمنيين: "المصالح المشتركة تتطلب التزاما مشتركا... سأطلب منكم تصور ما يعتقده قادة الجيش والدفاع الأمريكيون عندما يضطرون إلى الاستماع لشكاوى في بعض الأحيان مفادها أن علينا أن نفعل المزيد في الوقت الذي يتضح فيه جليا أن في العادة من يشتكون لا يبذلون ما يكفي من الجهد هم أنفسهم".
النائب الكويتي، محمد إسماعيل العبادي، أشار إلى أن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في سوريا لا يقدم الكثير للسوريين، ولأهل حلب على سبيل المثال، فلماذا على الخليج أن يقدم المزيد هناك؟
وفي حديث لـ"
عربي21" قال العبادي إن على الخليج أن يعمل ضمن مصالحه، كما تعمل الولايات المتحدة الأمريكية لمصالحها، وأشار إلى أنه إن كان القصد من تصريحات كارتر هو قوات برية على الأرض فإن ذلك غير وارد خليجيا.
ولفت إلى أن سياسة أمريكا في طلب ثمن التدخل قائمة منذ زمن، وأن ترامب مؤخرا كشف الغطاء فقط عندما صرح بأن أمريكا لن تقدم شيئا بدون ثمن.