نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا للصحافي بن كنتش، يقول فيه إن صحيفة "
نيويورك تايمز" اتهمت الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب علنا بأنه كاذب في ادعائه بأن ملايين الناس صوتوا بشكل غير قانوني في
الانتخابات الأمريكية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن ترامب رد على القول بأنه جاء بعد
هيلاري كلينتون في عدد الأصوات التي حصل عليها، بالتغريد على "تويتر" قائلا: "بالإضافة إلى الفوز على مستوى المجمع الانتخابي بفارق كبير، فإني فزت بالعدد الأكبر من الأصوات إن قمت بحذف ملايين الأصوات للناس الذين صوتوا بشكل غير قانوني".
وينقل كنتش عن ترامب، قوله: "هناك
تزوير خطير في الأصوات في ولايات فيرجينا ونيوهامبشير وكاليفورنيا، فلماذا لا توجد تقارير عن هذا في الإعلام؟ إنه الانحياز الخطير، وهذه مشكلة كبيرة".
وتستدرك الصحيفة بأن "ترامب لم يقدم أي شرح لادعائه، ولا يبدو أن هناك أي دليل على حدوث تصويت غير قانوني، لكن الرئيس المنتخب استمر في التغريد معلقا على الموضوع ذاته، لكنه هذه المرة هاجم الصحافيين الذين شككوا بادعاءاته".
ويلفت التقرير إلى أن "نيويورك تايمز" استخدمت افتتاحيتها يوم الاثنين لمهاجمة ادعاءات ترامب، وأبرزت الصحيفة في الافتتاحية، التي نشرت باسم مجلس تحرير الصحيفة، فقرة قالت فيها: "هذه كذبة، وهي جزء من أسلوب ترامب في تجاهل حقائق لا تقبل الجدل، وهذا يمتد لعدة سنوات إلى الوراء".
ويورد الكاتب نقلا عن الافتتاحية، قولها: "ليس هناك دليل على تصويت غير قانوني، ولا حتى على نطاق ضيق في أي مكان في البلد، ناهيك عن مؤامرة ممنهجة شارك فيها الملايين.. فبالإضافة إلى شتمه الناخبين الملتزمين بالقانون في كل مكان، فإن هذه الأكاذيب حول التزوير تهدد أسس الديمقراطية الأمريكية، فهي توفر التبرير لتبني الولايات قوانين تقمع الناخب، وقد تعطي إدارة ترامب ذريعة للتراجع عن الحق في التصويت على مستوى البلد"، وتضيف الافتتاحية: "واضح أن ترامب (يشعر بأنه مهدد)؛ لأن 54% من الناخبين لم يؤيدوه".
وتنقل الصحيفة عن "نيويورك تايمز" قولها: "قد تكون حساسيته متفهمة، فترامب كغيره من الناس يشعر بالظلم الأساسي الكامن في منح الرئاسة لمن خسر أكثر أصوات الشعب.. لكنه إن كان قلقا حقا من قانونية انتخابات 2016 فلماذا لا يدعو إلى إعادة فرز الأصوات؟".
ويلفت التقرير إلى أن ترامب يتخلف عن هيلاري كلينتون في عدد الأصوات بحوالي 2.3 مليون صوت، وقد يتجاوز في إجمالي العد النهائي 2.5 مليون صوت عندما يتم عد آخر الأصوات البريدية، مستدركا بأنه فاز بالرئاسة بعد الفوز في أصوات المجمع الانتخابي، الذي يعني أن كل ولاية تمنح عددا من الأصوات تعطى للمرشح الذي يكسب أكبر عدد من الأصوات في تلك الولاية.
وينوه كنتش إلى أن ترامب وصف نظام المجمع الانتخابي في عام 2012 بأنه "كارثة على الديمقراطية"، بعد أن ظن خطأ بأن الرئيس أوباما سيخسر الصوت الشعبي بينما يبقى رئيسا، مستدركا بأن رجل الأعمال الملياردير امتدح بعد فوزه في الانتخابات "عبقرية" النظام.
وتذكر الصحيفة أن ترامب هاجم بشكل متكرر صحيفة "نيويورك تايمز"، التي دعمت هيلاري كلينتون، وادعى بعد ترشحه بأسبوع بأن الصحيفة "فاشلة"، وأن كتابها حمقى، وقال قبل ذلك إن "الصحيفة تخسر آلاف المشتركين؛ بسبب تغطيتها الضعيفة والبعيدة تماما عن الدقة (لظاهرة ترامب)"، وردت عليه الصحيفة بقولها بأنها في الواقع شهدت ارتفاعا في عدد المشتركين.
ويفيد التقرير بأن هذه المرة كانت الأخيرة في سلسلة من الهجمات التي قام بها ترامب ضد الإعلام الأمريكي، وكان قد غرد الأسبوع الماضي منتقدا "سي أن أن" قائلا: "ظننت أن (سي أن أن) ستتحسن بعد فشلها بشكل كبير، وبعد تأييدها لهيلاري كلينتون، لكن منذ الانتخابات أصبحت أسوأ".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول ترامب: "(سي أن أن) محرجة من دعمها التام (100%) لهيلاري كلينتون، ومع ذلك خسرت خسارة فادحة.. لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون".