ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن أحد المتهمين بتنفيذ
هجمات بروكسل البلجيكية في بداية العام الحالي، محمد
عبريني، قد تلقى مبلغ ثلاثة آلاف جنيه إسترليني من متعاطفين مع
تنظيم الدولة في مدينة بيرمنغهام البريطانية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن عبريني مطلوب أيضا في هجمات
باريس، التي وقعت في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، لافتا إلى أن المتهم تلقى المبلغ عندما زار
بريطانيا في القترة ما بين 9 -16 تموز/ يوليو 2015.
وتذكر الصحيفة أنه كشف عن هذه المعلومات في أثناء محاكمة المتهم زكريا بوفاصل (26 عاما) في محكمة كينغستون في غرب لندن، إلى جانب المتهم محمد علي أحمد، اللذين "قدما كمية من العملة الإسترلينية" لعبريني، وذلك للقيام بهجمات إرهابية في 16 نيسان/ أبريل 2016.
ويلفت التقرير إلى أن عبريني عرف لاحقا بـ"الرجل القبعة"، حيث صورته الكاميرات الداخلية لمطار بروكسل مع منفذي الهجوم، واعتقل بعد يوم واحد، مشيرا إلى أن عبريني متواطئ أيضا مع منفذي هجمات باريس، حيث شوهد مع صلاح عبد السلام قبل يومين من المذبحة، التي قتلت 130 شخصا في سيارة استخدمت لنقل منفذي هجوم ستاد فرنسا.
وتكشف الصحيفة عن أنه تم سحب المال من حساب أنور حدوشي، الذي عاش في بيرمنغهام على المعونة الاجتماعية، قبل مغادرته بريطانيا للانضمام إلى تنظيم الدولة في سوريا، لافتة إلى أن المدعي على المتهم ماكس هيل، أخبر المحكمة أن أموال المعونة لا تزال تحول إلى حساب حدوشي في بنك "لويد تي أس بي" بعد مغادرته البلاد عام 2014.
ويورد التقرير أن بوفاصل وأحمد، نفيا الاتهامات أمام لجنة المحلفين في يوم 8 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، مشيرا إلى قول هيل إن هناك اتصالات هاتفية وإلكترونية، تظهر وجود "تلاق" بين الرجال الثلاثة في منطقة سمول هيث بارك في بيرمنغهام العام الماضي، قبل "تقديم المبلغ نقدا"، وذلك في غابة قريبة.
وتبين الصحيفة أنه كشف أمام المحكمة أن الشرطة البلجيكية حققت مع عبريني في نيسان/ أبريل، حيث أخبرها أنه تلقى في أثناء زيارته إلى سوريا أوامر بجمع المال من بريطانيا، وأعطي رقما هاتفيا للاتصال به، والشخص الذي وكله بالمهمة رجل اسمه "أباعود".
ويفيد التقرير بأن هيئة المحلفين أخبرت أن عبريني انتظر ثلاثة أيام حتى يتم التحقق من هويته، ويتم بعد ذلك تقديم المال له، وقال هيل: "جاء عبريني لجمع المال"، منوها إلى أن المال كان سيذهب إلى دول مثل سوريا، و"كان حدوشي والآخرون يعرفون تنظيم الدولة على ما يبدو".
وتنوه الصحيفة إلى أنه قيل للمحكمة، إن عبريني أخبر الشرطة البلجيكية أن أحمد كان الشخص الذي أرشده إلى الغابة، فيما قدم بوفاصل المال له.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن عبريني زار كازينو واحدا على الأقل قبل وبعد حصوله على المال، الذي قدم له في حقيبة، لافتة إلى أن المحكمة ستواصل مداولاتها.