افتتح
الفلسطينيون، الأربعاء،
متحف ياسر عرفات في رام الله لتخليد تاريخ رئيسهم الراحل بحضور شخصيات عربية ودولية.
وقال
الرئيس الفلسطيني محمود عباس في حفل الافتتاح: "سيبقى هذا المتحف -وبما يحتويه من متعلقات الشهيد الرمز أبي عمار- شاهدا على الوفاء وهدية ونبراسا لأجيالنا القادمة لتتعرف من خلاله على تاريخ واحد من أعظم رجالات فلسطين والعالم في القرنين العشرين والحادي والعشرين".
ويضم المتحف مبنى جديدا من طابقين على مساحة 2600 متر مربع يربطه جسر بالمبنى القديم للمقر الذي حوصر فيه عرفات من قبل إسرائيل لسنوات والمعروف باسم (المقاطعة).
وصمم المتحف المهندس المعماري الفلسطيني الراحل جعفر طوقان، ويتكون من طابقين فيهما مساحة العرض الأساسي للمتحف وأربعة مسارات يربط الأخير منها بين المبنى الجديد ومقر عرفات.
وجاء في نشرة عن المتحف: "تم الحفاظ على مكان الحصار كما كان عليه عند رحيل عرفات (2004) بما يمكن زائر المتحف من الاطلاع المباشر على ما كانت عليه الأوضاع عندها وأن يعيش التجربة بشكل مباشر".
ويضم المتحف مركز معلومات إلكتروني ومكتبة صغيرة متخصصة وصالة متعددة الأغراض وصالة عرض.
وتوضح النشرة أنه "تم الحفاظ على كافة مقتنيات ياسر عرفات الموجودة في المقاطعة كما تمت استعادة المقتنيات الموجودة في أماكن أخرى".
وصمم المتحف على شكل ممرات تأخذ زائرها في رحلة للتاريخ الفلسطيني تبدأ منذ مطلع القرن التاسع عشر وتنتهي في المبنى القديم الذي حوصر فيه عرفات حتى رحليه عام 2004.
وقال عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية في حفل الافتتاح: "كم يسرني أن أقف على هذه الأرض الفلسطينية في هذه المناسبة لنحيي اسم ياسر عرفات ونحيي ذكراه ونفتتح متحفه".
وأضاف موسى: "كان (عرفات) شخصية فريدة.. كان قائدا كبيرا وكان صامدا عظيما كما أصبح شهيدا كريما.. لنا نحن العرب بل علينا أن نحييه وأن نحيي ذكراه وأن نستمر على هذا الدرب للعمل من أجل التوصل إلى حل عادل للقضية الوطنية الفلسطينية".
وظهر التأثر واضحا على الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط وهو يتحدث عما شهده في المتحف وخصوصا تلك الغرفة الصغيرة التي كان ينام فيها عرفات خلال الحصار.
وقال أبو الغيط: "ليس بعيدا عن هنا (مكان الحفل) عاش الرئيس ياسر عرفات في غرفته في مبنى المقاطعة لمدة ثلاث سنوات كاملة قضاها هذا المقاتل النبيل صامدا رافضا أن ينكسر أمام جبروت القوة عارفا أن البطش لا يصنع حقا وأن القهر لا يرتب شرعية".
وأضاف: "هذه المقتنيات والتفاصيل التي سنشاهدها في هذا المتحف لا تروي قصة رجل بل تاريخ بلد نحن هنا لنتبع رحلة الوطن في مسيرة الرجل ولنحيي ذكرى الرجل التي صارت عنوانا للوطن الذي عاش من أجله ومات من أجله".
وتابع أبو الغيط: "متحف ياسر عرفات لا يبكي على الأطلال ولا يعيش أسير الذكرى وإنما يحتفي بتلك الذكرى ويخلدها وينطلق منها إلى المستقبل".
واستعرض ناصر القدوة رئيس مؤسسة ياسر عرفات الهدف من المتحف الذي سيكون إضافة إلى تخليد ذكرى عرفات فإنه سيعمل على تثقيف الأجيال القادمة بالتاريخ الفلسطيني.
وقال القدوة في حفل الافتتاح: "متحف ياسر عرفات متحف الذاكرة الوطنية يقدم لأبناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وللعالم رواية الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال سيرة ياسر عرفات وبما يخلق فضاء تعليميا ثقافيا حيويا".
ووصف نيكولاي ملادينوف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في كلمة ألقاها في حفل الافتتاح عرفات بأنه شخص "حول شعبه من لاجئين إلى أمة". وأضاف ملادينوف: "عرفات كرس حياته لإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة".
وقال المسؤولون عن المتحف إنه سيكون مفتوحا أمام الجمهور ابتداء من غد الخميس.