قال الدكتور
عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة الرئيس محمد مرسي، إن التسريب الذي بثته قناة "
مكملين" الفضائية، أمس الأربعاء، يثبت أن هناك قيادات عليا داخل القوات المسلحة أو في الجهات السيادية قد تكون غير راضية عن تنازل رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي عن جزيرتي "تيران وصنافير" لصالح المملكة العربية السعودية.
وأضاف "دراج" في تصريح خاص لـ"
عربي21": "لذلك تم تسريب هذا الفيديو لمحاولة إجهاض عملية التنازل عن الجزيرتين أو أن التسريب جاء في إطار نوع من المكايدة السياسية للسيسي ونظامه من أجل إضعافه، في إطار صراعات الأجنحة المختلفة بين سلطة الانقلاب".
واستطرد قائلا: "من الواضح أن قيادات الجيش تشعر بارتكاب جرم وخطأ كبير، ولهذا جاء حرصهم على عرض الأمر على جميع وحدات وتشكيلات الجيش والشرطة، فيبدو أن هناك خشية حقيقة من موقف ورد فعل الجيش والشرطة من هذه القضية الحساسة والخطيرة جدا".
وأشار "دراج"، وهو مسؤول الملف السياسي بمكتب جماعة الإخوان المسلمين
المصريين في الخارج، إلى أن المحاضرين في ندوة القوات المسلحة لم يقوموا بعرض موضوعي للقضية، فقد كانت طريقتهم هي غسل أدمغة الضباط، واصفا هذا الأمر بأنه أهم دليل على جريمتهم بالتنازل عن الأرض المصرية.
وتابع: "لو كانوا يبحثون حقا عن الحق لنظموا مؤتمرا لعرض كل الآراء ووجهات نظر العلمية ليتم التباحث فيها للوصول للحقيقة، ولجاؤوا بالمتخصصين والمعنيين بتلك القضية، دون استدعاء لشخصيات بعينها لتقوم بمحاولة غسيل الأدمغة فقط دون عرض كافة وجهات النظر المختلفة".
وأكد "دراج" أنه لم يثر - خلال الندوة المسربة- أي شيء عن علاقة التنازل عن الجزر بإسرائيل، لأنه من الانتقادات الأساسية أن هذا التنازل يُمكن لإسرائيل، فبعدما كانت الجزر داخل المياه المصرية أصبحت بتوصيفها داخل المياه الدولية.
وأردف:" هذا الأمر أعطى لإسرائيل حقا لم تكن تمتلكه من قبل، وتنازل عن حق كانت تمتلكه مصر في السابق، وحدث ذلك في منتهى البساطة للأسف، إلا أن ذلك لم يثر إطلاقا مع ضباط الجيش، وهذا دليل على حساسية إثارة مثل هذه الأمور مع الضباط، لأن إسرائيل لا زالت هي العدو".
وأكمل "دراج": "إذا كانت قيادات الجيش مهتمة بقدر كبير بعرض مثل تلك الأمور على ضباط الجيش والشرطة ألم يكن يستحق ذلك إجراء نقاش مجتمعي بالطريقة نفسها مع الشعب أو حتى داخل برلمانهم، خاصة أنه كانت – ولازالت- هناك اعتراضات كثيرة وواسعة رافضة لهذا التنازل منذ أن عُرف هذا الأمر وحتى الآن".
وقال: "الجهد الذي يبذلونه مع الجيش والشرطة ألم يكن من المهم بذل مثله مع الشعب من خلال حوارات مجتمعية حقيقية وليس من خلال غسيل الأدمغة عبر وسائل إعلام العسكر، وهذا يكشف شيئا هاما للغاية أن هذه القيادات لا تقيم للشعب قيمة أو وزنا مع الأسف، وأن من يعنيهم بالأساس هم الطبقة العليا والقوات المسلحة والشرطة التي يمكن أن تؤثر على سلطتها بامتلاك السلاح".
وتابع: "لكن الشعب ورأيه من وجهة نظرهم لا يستحق إقامة مثل هذه الحوارات رغم أن الجزر مملوكة له أصلا بحكم أنها أراض مصرية وليست ملكا لمؤسسات معينة تقرر متى وكيف تتنازل عنها وقتما تشاء، والله وحده يعلم أية أراض أخرى تم التنازل عنها وأية حدود جائرة تم ترسيمها، فقدر الشعب المصري تحت حكم العسكر أن يكون فقط مفعولا به وألا يعلم الحقائق إلا من خلال التسريبات".
وبثت قناة "مكملين" الفضائية تسريبا بالصوت والصورة، مساء الأربعاء، يكشف كيف حاول "السيسي" إقناع الجيش بالتخلي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
وفي التسريب، حاضر عدد من أساتذة الجامعة وخبراء في القانون ولواءات الجيش، من بينهم: العميد بحري دكتور أشرف نبيل العسال رئيس شعبة المساحة البحرية بالقوات المسلحة، وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية جامعة عين شمس جمال شقرة، وأستاذ القانون الدولي بجامعة هارفارد الأمريكية محمد هلال، وأدار الندوة لواء أركان حرب حافظ الهواري مدير مركز إدارة الأزمات بوزارة الدفاع وعضو مجلس الدفاع الوطني.