قالت صحيفة "ديلي تلغراف" إن منظمي
مسابقة ملكة جمال الصعيد قرروا إلغاءها، وسط مخاوف أمنية وتهديدات بحدوث عنف، مشيرة إلى أنه كان من المتوقع تنظيم الحفل في مدينة أسيوط جنوب
مصر، وفي منطقة معروفة بالتزامها وآرائها المحافظة حول المرأة والدين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه كان من المتوقع أن تشارك 10 نساء يرتدين الحجاب في الحفل، الذي قال منظموه إنه كان سيركز على الجمال الداخلي، وليس الجمال الجسدي.
وتستدرك الصحيفة بأن أخبار الحدث أثارت احتجاجات غاضبة في الإعلام، وتم إلغاء الحفل عندما رفضت إدارة الفندق السماح للمنظمين بالمضي قدما في تحضيراتهم.
وينقل التقرير عن فاطمة بكر، من الجهة المنظمة لمسابقة جمال الصعيد، قولها: "تم إلغاء الحفلة في الفندق، ولا أعرف السبب"، وتضيف أنها تلقت تهديدات من أشخاص عبروا عن غضبهم من المسابقة، حيث هددها هؤلاء بحرق مكتبها أو الفندق الذي سيقام به الحفل.
وتورد الصحيفة نقلا عن مصدر أمني، قوله إن المنظمين لم يقدموا طلبا للحصول على إذن لتنظيم الحفل، ولم تكن الشرطة لتوفر الحراسة للمناسبة في الفندق، لافتة إلى أنه تم إبلاغ مدير الفندق بأنه سيتحمل مسؤولية عواقب أي عنف ينتج عن تنظيم الحفل، وأنه لن يكون هناك رجال شرطة للتحكم بالفوضى، إن تم الهجوم على الفندق.
وينقل التقرير عن مدير الفندق محمد رفعت، قوله إن الحدث لم يحصل على التصريح المناسب من قوى الأمن، ولهذا لا يمكن السماح بإقامته.
وتلفت الصحيفة إلى أن تنظيم مسابقة ملكة جمال الصعيد أثار اهتماما في الإعلام؛ نظرا للسمة المحافظة التي تتسم بها المنطقة، مشيرة إلى أنه عادة ما يتم النظر إلى المرأة الصعيدية، وبطريقة تعميمية نمطية، على أنها محافظة وتلبس "الملاية"، وأنها أقل تعليما وانفتاحا من نساء المدن الأخرى، مثل القاهرة.
وتقول بكر للصحيفة إن هدف المسابقة كان من أجل "التركيز على العقل"، وإظهار ثقافة المرأة لا جسدها، مشيرة إلى أن المسابقة لو نظمت كانت ستسأل المتسابقات وهن على المسرح عن ثقافتهن في القرآن والكتب الإسلامية، وتضيف: "لم أكن أخطط لاستعراض البنات أمام الجمهور".
ويفيد التقرير بأن الجماعات النسوية رحبن بتنظيم هذا الحدث؛ لأنه سيكشف عن جانب مختلف من الصعيد، منوها إلى أنه كان سيكون الحدث الأول لمسابقة جمال في جنوب مصر، الذي لم تعقد فيه مسابقات من هذا النوع أبدا، مقارنة بأجزاء أخرى من مصر.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن مسابقات الجمال عقدت في مصر منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وظهرت في بعضها المتسابقات بالبكيني، وفازت ملكة جمال مصر أنتيغون كوستاندا في مسابقة ملكة الجمال العالم، التي عقدت في لندن عام 1954.