نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا أعده الكاتب جون هدسون، قال فيه إن عددا من المشرعين الأمريكيين عبروا عن غضبهم من
السعودية التي اتهموها بنشر التطرف، وذلك أثناء مناقشة قانون يسمح لعائلات ضحايا
11/ 9 بتقديم المملكة للمحاكمة.
ويقول الكاتب إن التعليقات الغاضبة هي آخر صور الإحباط التي يشعر بها النواب الأمريكيون تجاه السعودية، التي اتهمت بنشر الوهابية.
وينقل التقرير عن السيناتور الجمهوري دانا روهراباتشر، قوله إن "السعوديين والعائلة المالكة السعودية متورطون بالنشاطات الإرهابية"، وقال السيناتور الجمهوري عن تكساس ورئيس اللجنة الفرعية للإرهاب تيد بو: "يتم تجنيد أتباع الوهابية بسهولة من الجماعات الإرهابية"، مشيرا إلى أن الديمقراطي براد شيرمان، اتهم الرياض بتمويل القادة الدينيين، الذين "يدعون إلى الجريمة ضد من يختلفون معهم".
وتشير المجلة إلى أن السعودية قامت بتحضير ورقة تضمنت معلومات قدمتها للصحافيين يوم الثلاثاء، حيث تمت مناقشة القانون، في محاولة لمواجهة النقد، وتحدثت فيها عن العلاقات القوية بينها وبين الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، وتأثير إيران في المنطقة.
ويكشف هدسون عن أن الورقة نفت أي إشارات لوجود علاقة بين الحكومة السعودية وهجمات أيلول/ سبتمبر 2001، مشيرا إلى أن السعودية لم تخف معارضتها لقانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب"، الذي مرره مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، ويمكن أن يعرض للنقاش في مجلس النواب الأسبوع المقبل، حيث سيسمح القانون لعائلات ضحايا الهجمات بتقديم الحكومة السعودية، أو أي فرد في العائلة المالكة، للمحاكمة.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن البيت الأبيض يعارض القانون؛ وذلك لأنه قد يعرض الأمريكيين في الخارج لمحاكمات مماثلة، بالإضافة إلى طلبات تعويض، نتيجة للحروب الأمريكية حول العالم، لافتا إلى أن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنيست قد تحدث الأسبوع الماضي قائلا: "من الصعب تخيل أن يوقع الرئيس على قانون كهذا".
وتذكر المجلة أنه أثناء جلسة الاستماع طلب السيناتور روهراباتشر من خبراء السعودية، الذين ضموا أحد المشاركين في لجنة
التحقيق بهجمات 11/ 9، وهو تيم رومير، أن يرفعوا أيديهم إن كانوا يعتقدون أن العائلة المالكة في السعودية لم تكن تعرف مقدما عن هجمات أيلول/ سبتمبر 2001.
ويورد الكاتب أن كارين إليوت هاوت من مركز بيلفر، ودانيال بيمان من جامعة جورج تاون، رفعا يديهما، أما رومير وسايمون هندرسون من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى لم يرفعا يديهما، حيث قال رومير لاحقا إن السؤال كان معقدا كي يتم التعامل معه بطريقة "ارفع يدك أو أنزلها"، مستدركا بأن روهراباتشر رفض هذا الموقف، وقال: "كان السعوديون يمولون الإرهاب ولعشرين عاما".
ويلفت التقرير إلى أن هذا الخلاف يأتي في الوقت الذي تفكر فيه إدارة باراك أوباما بنشر 28 صفحة من تحقيق، يعتقد الداعون إلى معاقبة السعودية بأنها تحتوي على الدليل القاطع حول تورط السعودية بالهجمات.
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى أن الرئيس السابق جورج دبليو بوش أمر بالإبقاء على سرية الصفحات، حفاظا على الأمن القومي، لاغتة إلى أن السعودية تدعم نشر الصفحات، حيث تستطيع الدفاع عن نفسها بسهولة.