تعرض القناة الرابعة اليوم تقريرا عن موقع جديد في
إيران لتسهيل
الزواج، حصل على إذن من السلطات الإيرانية، حيث يقدم موقع "حمسان.
تبيان.نت"، المرخص من الحكومة، نصائح للراغبين بالتعارف من أجل الزواج، لكن بطريقة مختلفة، فهو يؤكد القيم التقليدية.
وتقول معدة البرنامج شوان كونير في تقرير نشرته صحيفة "ديلي تلغراف"، إن موقع "تبيان" يختلف عن مواقع
التعارف، مشيرة إلى أنه بحسب المحلل النفسي فيه محمد كمند، فإن الحب الرومانسي الغربي خطير، ويقول: "تقود العلاقات العاطفية الرومانسية في الولايات المتحدة إلى الطلاق بنسبة 93%"، ويحذر من أن "الحب من النظرة الأولى خطير"، حيث يفضل الموقع الزواج المرتب على الحب بين الرجل والمرأة.
ويشير التقرير إلى أن "تبيان" يختلف عن بقية مواقع التعارف من أجل الزواج، حيث إنه يحرم وضع الصور، ويشترط مرافقة الوالدين للفتاة والشاب في أول لقاء تعارف، لافتا إلى أن هذا الموقع يهدف إلى استخدام المبادئ الإسلامية لجمع الشباب والشبابات، الذين لم يتزوجوا بعد.
وتذكر الصحيفة أن النظام في إيران يرفض الأفكار الغربية للتعارف ومواقع الإنترنت المخصصة لترتيب لقاءات بين الجنسين، مشيرة إلى أن هذا الموقع يعد جزءا من محاولة إحكام السيطرة على مواقع التواصل المخصصة لهذا الغرض.
وتستدرك كونير بأن هناك هدفا آخر للموقع، وهو المساعدة في حل "أزمة الزواج" في إيران، لافتة إلى أنه بحسب ما يقوله المسؤولون، فإن الجيل ما بين 25 إلى 35 عاما دون رباط زوجي، وهناك الكثير من الشبان يؤخرون فكرة الزواج أو يرفضونها؛ نظرا للظروف المعيشية، ولهذا السبب يخشى النظام من تراجع نسبة الخصوبة في البلاد، التي استقرت بحسب المستويات الغربية، فقد تراجعت معدلات الولادة للمرأة بمعدل كل ولد من 7 في عام 1980 إلى 1.8 عام 2014، وهي نسبة أقل من 1.9 المسجلة في بريطانيا.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن أي فرصة لربط الرجال والنساء بطريقة مسيطر عليها وبناء على التعاليم الإسلامية يتم الترحيب بها، خاصة أن النظام لديه هدف رسمي، وهو مضاعفة عدد السكان إلى 150 مليون بحلول عام 2050، مشيرا إلى أن النظام الإيراني يمنع موقع التعارف "تيندر"، ومع ذلك هناك 350 موقعا غير رسمي موجودة على الإنترنت للراغبين بالتعارف.
وتجد الصحيفة أنه لهذا السبب، فإن موقع "تبيان" هو الجواب على المواقع غير الرسمية، فهو يقوم على التقاليد المعروفة أو "الخطّابَة" مثل ملكة مقدم، التي حولت بيتها إلى مركز اتصال للقلوب الوحيدة الباحثة عن رفيق، وأصبح غرفة عمليات ترد فيها عدد من "الخطّابات" على المكالمات التي لا تتوقف، خاصة من أمهات يتصلن نيابة عن أبنائهن الباحثين عن فتيات للزواج.
وتورد الكاتبة نقلا عن مقدم قولها إن "معايير الزواج تغيرت عن تلك التي كانت معروفه قبل 10 أعوام، فإذا كانت الفتاة جامعية فلا تقبل الاقتران بمن لا يحمل شهادة جامعية"، وتقول صبا لطفي (28 عاما)، التي تدرس المحاسبة في جامعة طهران، وهي واحدة من زائرات مقدم، إن الارتباط بشخص لا يملك تحصيلا تعليميا غير ناجح، حتى إن كانت لديه أخلاق عالية.
ويفيد التقرير بأن صبا تحضر دروسا إجبارية عن الزواج في الجامعة، حيث يخبر البروفيسور علي صبور الطلاب بأنه "يجب التحكم بالرغبات الجنسية، وأفضل طريقة لتحقيقها هي الزواج"، مشيرا إلى أن الإسلام يحرم ممارسة الجنس قبل الزواج، ويستدرك بأن هناك الكثير من الشبان والشابات يعيشون معا قبل الرباط الزوجي، خاصة أن الزواج في إيران أمر غير سهل، يحتاج المال وموافقة الوالدين على العريس أو العروس.
وتشير الصحيفة إلى علي ناظري وزهرة سادات، وهما من عائلتين محافظتين وملتزمتان بالدين، ويحبان بعضهما، ويرغبان بالزواج، لكن المال غير متوفر، ويجب على والديهما الاتفاق على "المهر" قبل الموافقة على عقد القران الرسمي، لافتة إلى أنه يتم دفع المهر بالنقود الذهبية، حيث وصل مهر زهرة إلى 114 قطعة ذهبية، أي بما يعادل 23 ألف جنيه إسترليني، مقابل المهر الذي عرضه والدا علي في البداية، وهو 14 قطعة ذهبية.
وتبين الكاتبة أن ليس الكل يرغب بترك مصيره لوالديه والكبار من عائلته، مشيرة إلى أن القيود التي كانت تفصل بين الجنسين، وتنفذ بشدة بدأت تخف، حيث تقول أشكان غاني: "هناك بعض القوانين والحدود داخل العائلات، ولا يحظر علينا الحديث معا"، وتقول طالبة علم النفس إن "الأمور تغيرت للأفضل".
وتخلص كونير إلى القول: "يقوم الشباب الإيراني بتعطيل عمل الخاطبات، ويريدون الزواج بمن يحبون، دون إغضاب الوالدين أو خرق المبادئ الإسلامية، والتوفيق بين هذه العوامل أمر صعب، ولهذا السبب لا يزال عدد كبير منهم دون زواج".