صحافة دولية

كيف تعمل شرطة الأخلاق في طهران على إضعاف روحاني؟

ميدل إيست آي: نشر سبعة آلاف عنصر شرطة في شوارع طهران - أ ف ب
ميدل إيست آي: نشر سبعة آلاف عنصر شرطة في شوارع طهران - أ ف ب
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا لمراسله روح الله فقيهي، يقول فيه إن شرطة مدينة طهران، اعتادت مع حلول الصيف، على إصدار بيان عن نشر قوات "شرطة الأخلاق"؛ لمكافحة "الضجيج والقيادة المتهورة وانتهاكات الفتيات والحجاب غير الشرعي"، وذلك بحسب ما جاء في بيان رئيس شرطة طهران الجنرال حسين ساجدي نيا في 18 نيسان/ أبريل. 

ويستدرك التقرير بأن هذه المرة الأولى التي يتم فيها نشر سبعة آلاف عنصر شرطة في شوارع طهران، تعمل فيها الشرطة "بسرية" وبسلطة تسمح لها بالتأكد من الالتزام بالزي الشرعي ومصادرة السيارات. 

ويشير الموقع إلى مشهد في ساحة الثورة بطهران، حيث قامت امرأة تلبس الشادور الأسود "العباءة الإيرانية"، بتقديم النصح لفتاة شابة حول حجابها، مستدركا بأن النظرة القريبة تظهر أن المرأة هي من شرطة الأخلاق أو "غشتي إرشاد".

ويقول فقيهي إن المبادرة الجديدة تعرضت للانتقاد من المعتدلين والإصلاحيين، واعتبروها مدفوعة بدوافع سياسية، وأنها جاءت بعد انتصارات المعسكر الإصلاحي المؤيد للرئيس حسن روحاني في انتخابات شباط/ فبراير.

ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن المحلل السياسي والكاتب عباس عبادي، قال لموقع إخباري على الإنترنت: "عندما يرى الناس نشاط شرطة الأخلاق بعد الانتخابات مباشرة، فإنهم يفترضون أنها مدفوعة بدافع سياسي".

ويلفت الموقع إلى أن روحاني وعد في السابق بالحد من سلطة "شرطة الأخلاق"، إلا أن مدير شرطة العاصمة معين من مرشد الثورة آية الله علي خامنئي، ولا يتبع بالضرورة للرئيس، حيث يؤكد المسؤولون في طهران أن شرطة الأخلاق يريدها الناس، إلا أن الكثير من النساء في شوارع العاصمة لا يتفقن مع هذا على ما يبدو.

وينقل الكاتب عن بعض النساء قولهن إن الشرطيات المتخفيات سيثرن الشك، بالإضافة إلى انتشار الخوف وعدم الثقة، وبالنتيجة سيظهر التمرد بين الطهرانيين، وتقول سكرتيرة ترتدي الشادور، تدعى نزيلة أحمدي إن "إجبار الناس على فعل عمل، لن يؤدي إلى نتائج جيدة، وسيترك آثارا سلبية، وعادة ما يرغب الناس بما يمنعون عنه، وكلما زدت من مطالبك للمرأة كي تتغطى تزيد الرغبة لديها للكشف عن نفسها". 

وتضيف أحمدي للموقع: "كلما أخفت المرأة نفسها زادت رغبة الناس في النظر إليها"، وتعلق مندوبة المبيعات فاطمة معصومي قائلة: "ما يرتديه الناس ليس مهما، وعلى الشرطة استخدام قواتها للقبض على اللصوص ومدمني المخدرات"، وتقول الطالبة بارميدا مسري إن "شرطة الأخلاق السرية ستضر بجمال مدينتنا، وسيتم دفع الفتيات للتأكد من حجابهن، وهذا ليس مناسبا"، مشيرة إلى أن مهمة حل المشكلات منوطة بالمؤسسات الثقافية، وليست من مسؤولية الشرطة.

ويذكر التقرير أن أغاداس سازغارا، وهي ابنة رجل دين، ذهبت أبعد من هذا، حيث تقول إن أفعال شرطة الأخلاق هي "مخالفة بالكامل للإسلام والقرآن"، وتضيف أن الشرطة تعتقد أنها تأمر بالعدل وتنهى عن المنكر، وهما واجبان إسلاميان مهمان، مستدركة بأن "الإسلام ينصح الناس لإرشاد الآخرين بعدم ارتكاب الخطايا، لكن بطريقة محترمة ومؤدبة، وبحسب الإسلام، فإن من لا يتصرف بأدب تجاه النساء أو الرجال، فإنه يرتكب إثما أيضا". 

ويبين الموقع أنه ردا على نشر شرطة الأخلاق، يقوم أشخاص باستخدام تطبيق اسمه "غيرشاد" على الهواتف الذكية؛ لتحذير بعضهم حول وجود شرطة الأخلاق، مشيرا إلى أن هناك من يعتقد أن وجود الشرطة ضروري للمجتمع الإيراني، وهذا هو موقف المحافظين.

وينقل فقيهي عن الطالب الجامعي أزادي روستامي، قوله: "مشكلة شعبنا نابعة من عدم معرفة ما يرتدونه في المجتمع، حيث يخلطون بين ما يتوجب ارتداؤه في الشارع بما يتم ارتداؤه في الحفلة، التي تعقد في بيوت زملائهم"، ويقول الميكانيكي علي قاسم زادة: "غالبا ما ترتدي المرأة ملابس غير مناسبة في الخارج، ولهذا السبب فلن يندفع الشباب لارتكاب المعاصي عندما تمنع الفتيات من الخروج بلباس غير محتشم".

ويعلق الكاتب بأن "النساء اختلفن حول موضوع الحجاب واللباس في مسجد باسداران، شمال طهران، ويجب ملاحظة أن معظم الذين يرتادون المسجد هم من الملتزمين بالدين والمحافظين".

ويورد التقرير نقلا عن ربة البيت زينب سابزيكار، قولها: "في التسعينيات من القرن الماضي كنت فتاة صغيرة، وما ارتديت أبدا مثل الفتيات في الجيل الجديد، ويظهر لي أنهن يردن الاستعراض وجذب الشباب، وهذا ليس السلوك الصحيح الذي يجب أن تسلكه الفتاة"، وتضيف أن "ارتداء ملابس غير مناسبة ووضع مكياج بشكل كبير، سيغري الشباب بالتاكيد، وسيؤدي هذا إلى فساد أخلاقي ومشكلات اجتماعية مكلفة للبلد".

ويستدرك الموقع بأنه رغم ما أعلنته الشرطة عن دوافع نشر شرطيات متخفيات في شوارع العاصمة، إلا أن الدافع الحقيقي، بحسب ما يعتقد البعض، هو تحرك سياسي ضد الرئيس.

وينقل فقيهي عن الصحفي محسن كاخكي قوله: "نحن لا نبعد سوى عام واحد عن الانتخابات الرئاسية، ولهذا يرغب المتشددون بإظهار روحاني رئيسا ضعيفا"، ويضيف كاخكي: "ربما كانت الشرطة السرية إحدى مؤامراتهم، ولإبعاد الناخبين عن روحاني، الذي من المؤكد قيامه بترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة". 

ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول كاخكي إن "معارضة روحاني العامة لشرطة الأخلاق وجهت ضربة لخطة المتشددين، لكنها ليست كافية، حيث يتوقع الناس منه حل المشكلة".
التعليقات (0)